سِفْرُ العَدَدِ
سِفْرُ العَدَدِ
أولا: تسميته :
– التسمية العبرية : سُمى السفر فى اللغة العبرية باسم “بى مدبار” ومعناها “فى البرية” وهى الكلمة الرابعة فى الآية الأولى من الأصحاح الأول “وكلم الرب موسى فى برية سيناء”، وجاءت هذه التسمية موافقة لروح السفر إذ أن السفر يعتبر فى كثير من أجزائه راصدًا لأحداث رحلة الشعب طوال 40 عامًا تقريبًا قضاها فى البرية.
– التسمية اليونانية : أما فى الترجمة السبعينية فجاءت تسميته “بسفر العدد” وذلك أيضًا تمشيًا مع ما جاء به من حصر وعد للشعب فى الأصحاح الأول من السفر بعد الدخول إلى أرض سيناء، وكذلك الحصر الثانى بعد نهاية التيهان فى سيناء ودخولهم أرض موآب (ص26).
وقد أخذت اللغة العربية والإنجليزية وكل لغات العالم المعروفة بالتسمية اليونانية فى الترجمة السبعينية أى “سفر العدد”.
ثانيا: كاتبه :
موسى النبى بدليل :
– نفس أسلوبه فى باقى الأسفار الخمسة.
– مواصلة لحديثه فى سفر اللاويين إذ يبدأ بالكلمات “وكلم الرب موسى” أى يبدأ بواو العطف.
– يذكر اسم موسى عدة مرات من بداية السفر حتى نهايته (ص1: 1)، (ص36: 13). فكلام الله كان شخصيًا معه وهو وحده القادر على كتابة هذا السفر بكل تفاصيله.
– يذكر تفاصيل أحداث كثيرة تبين أنه شاهد عيان مثل الإحصاءات وأسماء الجواسيس وتفاصيل فى الشرائع وتفاصيل ارتحال بنى إسرائيل والمحطات التى نزلوا فيها (ص10، 20، 21، 22، 33).
– ذكرت أحداث وردت فى هذا السفر وجاءت أيضًا فى أسفار موسى الأخرى مثل (ص1: 1، 7 : 89) مع (خر25: 22)، (ص3: 1-4) مع (خر28: 1، لا10).
ثالثا : زمان كتابته :
فى السنة الأربعين لخروج بنى إسرائيل من أرض مصر قبل موت موسى النبى بشهور قليلة وقبل كتابة سفر التثنية وكان عمره وقتذاك 120 عـامًا وذلك عام 1405 ق.م.
رابعًا : مكان كتابته :
كتب فى عربات موآب أى شرق نهر الأردن حيث تنتهى أحداث سفر العدد فى هذا المكان.
خامسًا: أغراضه :
– التمسـك بوصايا الله ومواسمه وكل طقوس العبادة (ص6، 7، 9، 15، 28) حتى يعيشوا طاهرين أنقياء (ص19) ويتمتعوا بعشرة الله.
– رعاية الله واهتمامه بشعبه، فقد قادهم بنفسه وحدّد تنقلاتهم (ص2، 4، 10) وفتـرات اسـتقرارهم والأماكن التى يستقرون فيها، وأعطاهم احتياجاتهم من الطعام والشـراب. وحول اللعنات إلى بركات لهم كما فى حادثة بلعام بن بعور (ص22-24، ص31: 8).
– قوة الله وحمايته لشعبه، فقد حفظهم من الأخطار فى البرية ونصرهم على أعدائهم مهما كانت قوة الأعداء أو عددهم (ص21، 31).
– اهتمامه بكل فرد فيهم، فقد أمر موسى بعمل إحصاءين ليؤكد اهتمامه بكل نفس (ص1، 3، 26).
– خطورة التذمر والتعلق بالشهوات الشريرة أو الكبرياء كما فى حادثة قورح ومن معه (ص16)، ونتائج التذمر من تأديبات إلهية وموت الكثيرين.
– اهتمام الله بخدامه والمكرسين له سواء الكهنة أو اللاويين وإكرامه للكهنوت كما فى حادثة قورح، وتدبير احتياجات اللاويين من عطايا الشعب (ص18).
– أهمية العطاء وتشجيع الله شعبه عليه (ص7).
– اهتمام الله بتدبير حكومة منظمة وسن شرائع لهذا التنظيم مثل مدن الملجأ للقاتل سهوًا (ص35) وميراث البنات الذين ليس لهم إخوة ذكور (ص27).
سادسًا: نبواته :
– موت الجيل المتذمر : أعلن الله أن الرجال الذين تذمروا ورفضوا دخول أرض كنعان لن يدخلوها، وبالفعل تاهوا فى البرية 40 سنة وماتوا فيها ودخل أبناؤهم (ص13، 14).
– منع موسى وهارون من دخول أرض الميعاد : عندما لم يؤمنا بكلام الله وضرب موسى الصخرة مرتين لتخرج ماءً (ص20: 6-13) فأمر الله أنهما لن يدخلا أرض الميعاد (تث34: 1-5) ، وبالفعل مات الإثنان فى السنة الأربعين لخروجهم من مصر قبل الدخول.
– تجسد المسيح كما تنبأ بلعام عن ظهور المسيح فى ملء الزمان (ص24: 17).
سابعًا : رموزه :
– موسى : رمز للمسيح، فقد كان موسى أمينًا فى خدمته لشعبه رمزًا للمسيح الأمين فى فداء شعبه ورعايتهم (عب3: 1، 2).
– هارون : رئيس الكهنة الذى كان رمزًا للمسيح رئيس كهنتنا.
– الذبائح والتقدمات : كانت كلها رموز لذبيحة المسيح على الصليب وحياته على الأرض (ص28، 29).
– عصا هارون التى أفرخت (ص17: 8) ترمز إلى قيامة المسيح وإلى العذراء البتول التى ولدت بدون زرع بشر.
– الحية النحاسية : ترمز للمسيح المصلوب الفادى الذى يعطى الخلاص لكل من يؤمن به (ص21: 8 ، يو3: 14، 15).
ثامنًا : أقسامه :
يقسم إلى ثلاثة أقسام تمثل ثلاث فترات زمنية متتالية هى :
القسم الأول : (ص1-10: 10) :
– يشمل الأحداث التى تمت فى أحد عشر شهرًا تبدأ من أول الشهر الثانى من السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر حتى نهاية السنة الثانية وتشمل الإحصاء، وتخصيص اللاويين للخدمة وعددهم، ومواقع الأسباط حول خيمة الاجتماع وخدمتهم (ص1-4).
– شرائع مختلفة والبركة الكهنوتية وعطايا رؤوس الأسباط (ص5-7).
– تكريس اللاويين وتعليمات وشرائع بخصوص المنارة والفصح والأبواق(ص8-10).
القسم الثانى : يشمل الأحداث التى تمت فى تنقلاتهم داخل برية سيناء لمدة حوالى 38 عامًا من السنة الثانية حتى السنة الأربعين (ص10-21).
– تذمر الشـعب أكثـر من مرة وأكلهم السلوى، وانتخاب 70 شيخًا لمساعدة موسى (ص10، 11).
– برص مريم، وتجسس كنعان، وغضب الله لرفضهم الدخول، ثم محاربتهم لعماليق وهزيمتهم (ص12-14).
– رجـم المحتطب يوم السبت، وهلاك قورح ومن معه وكذلك المتذمرين من الشعب (ص15، 16).
– إفراخ عصا هارون، ومسئوليات الكهنة واللاويين، والبقرة الحمراء (ص17-19).
– موت مريم، وضرب موسى الصخرة مرتين، ورفض أدوم مرور الشعب فى أرضه (ص20).
– موت هارون، والانتصار على ملك الكنعانيين، والحية النحاسية، والانتصار على سيحون وعوج (ص21).
القسم الثالث : فى عربات موآب واستغرق حوالى ثلاثة شهور فى السنة الأربعين لخروجهم من مصر (ص22-36).
– استئجار بالاق لبلعام ليعلن الشعب، ثم زناهم مع الموآبيات وهزيمتهم، وقتل فنحاس للإسرائيلى والمديانية (ص22-25).
– الإحصاء الأخير، وبنات صفلحاد، وتسليم القيادة ليشوع (ص26، 27).
– شرائع الذبائح فى الأيام العادية والأعياد وكذلك النذور (ص28-30).
– الانتصار على المديانيين وقتل بلعام وأخذ غنائمهم (ص31).
– سـكن البعض شـرق الأردن وسـجل تنقلاتهم فى سيناء والتعامل مع الكنعانيين (ص32، 33).
– تقسـيم الأراضى بين الأسباط ومدن اللاويين ومدن الملجأ وزواج بنات صلفحاد (ص34-36).