سِفْرُ الْقُضَاةِ
سِفْرُ الْقُضَاةِ
أولا: كاتبه :
صموئيل النبى كما يشهد بذلك التلمود اليهودى.
ثانيًا : تسميته :
يسمى سفر القضاة لأن هذه الفترة بعد موت يشوع اختلط فيها بنو إسرائيل مع جيرانهم من الوثنيين، الذين تكاسلوا عن طردهم كأمر الرب وتزاوجوا معهم مخالفين شريعة الله، وعبدوا أوثانهم وساروا فى خطايا الأمم، فتخلى عنهم الله وقويت عليهم الشعوب الوثنية المجاورة لهم، فاحتلوهم وأذلوهم وأخذوا خيراتهم، فصرخوا إلى الله وحينئذ أرسل لهم شخصاً يعرف وصاياه ليقودهم ويقضى لهم بشريعة الله، فسمى لذلك بالقاضى. ثم قادهم فى الحرب ضد هؤلاء الأعداء وانتصر عليهم وحرّرهم من عبوديتهم. ولكن للأسف بعد توبتهم وتحررهم، عادوا فتهاونوا واختلطوا بجيرانهم الوثنيين فتخلى عنهم الله ثانية وقوى عليهم أعداؤهم واستعبدوهم … وتكررت هذه القصة مرات كثيرة وفى كل مرة يرسل الله لهم قاضيًا يعيدهم إلى عبادة الله ويحررهم من أعدائهم. لذا سميت هذه الفترة بعصر القضاة أى الذين قادوا الشعب فى طريق الله.
ويوجد فى هذه الفترة ستة عشر قاضياً، بعضهم قضى فترة قصيرة والآخر فترة طويلة. بالإضافة إلى أن بعضهم كان لكل شعب إسرائيل والآخر كان لسبط أو منطقة محددة، وليس لكل الشعب. يضاف إلى ذلك أنه قد يوجد قاضيان فى نفس الوقت كل واحد فى منطقة من مناطق بنى إسرائيل. وتوجد قاضية واحدة هى دبورة والتى كان أيامها باراق الذى قاد الجيش، وآخر القضاة هو صموئيل النبى. وإليك جدول بالقضاة وفترة قضائهم لشعب الله.
ثالثًا: زمن كتابته :
يشمل السفر فترة 450 سنة كما ذكر بولس الرسول (أع13: 20). وهى الفترة من بعد موت يشوع إلى نهاية حياة صموئيل النبى، ومما يدل على ذلك :
– يذكر السفر أنه لم يكن هناك ملك وقت كتابة السفر (ص18: 1، ص21: 25). أى أنه كتب فى بداية الملكية أى فى حياة صموئيل.
– أثناء كتابة هذا السفر كان بيت الله أو خيمة الاجتماع مكانهـا فى مدينة شيلوه (ص18: 21، ص21: 19). وقد ظل بيت الله فى شيلوه حتى أيام صموئيل النبى حين أخذ الفلسطينيون تابوت عهد الله ثم أعادوه وبعد ذلك نقل شاول الملك بيت الله إلى نوب (1صم21: 1-9). وهذا يؤكد أن الكاتب هو صموئيل النبى.
– يذكر السفر أن سبط أفرايم لم يطرد الكنعانيين من جازر (ص1: 29) ومن المعروف أنهم ظلوا فيها حتى أيام سليمان. أى أنه فى أيام صموئيل كان الكنعانيون لا يزالون فى جازر.
– يذكر السـفـر أن سبط بنيامين لم يطرد اليبوسيين من أورشليم وسكنوا معهم (ص1: 21)، ومن المعـروف أن داود هو الذى طرد اليبوسـيين من أورشـليم (2صم5: 6-9) أى أن اليبوسيين سكنوا فى أورشليم أيام داود.
– يذكر السفر السبى فى (ص18: 30) ولكن ليس المقصود سبى أشور أو بابل لبنى إسرائيل الذى أتى بعد كتابة السفر بسنوات طويلة، ولكن المقصود السبى المعنوى الذى تم بأخذ تابوت عهد الله بيد الفلسطينيين أيام عالى الكاهن وصموئيل النبى.
رابعًا : مكان كتابته :
“المصفاة” حيث كان صموئيل النبى يقيم وهى مدينة تقع شمال أورشليم.
خامسًا: أغراضه :
– خطورة الخطية ورفض وصايا الله بالتهاون مع الشعوب الوثنية والاختلاط بها مما أدى إلى ذل وعبودية شعب الله.
– أهمية التوبة والصراخ إلى الله فى الضيقة فيمد يده ويخلص شعبه.
– أهمية الخادم التى تظهر فى القاضى الذى يقضى للشعب بشريعة الله ويدعوهم لرفض الخطية ثم يقودهم فى الحرب ويحررهم من الأعداء.
– الاتكال على الله والإيمان به، فهو قادر أن يخلص شعبه مهما كان ضعفهم أو ضعف القاضى وقلة عدد الجيش كما فى حالة جدعون أو شمشون بل ومع كل القضاة.
– الثبات، فلا يكفى أن ينال الإنسان الخلاص ولكن الأهم أن يظل يحتفظ به بالاحتراس من الخطية والمثابرة فى الجهاد الروحى وألا يتعرض لعبودية الخطية مرات كثيرة كما يشهد سفر القضاة.
– الاتضاع كشرط أساسى لنوال مراحم الله ومساندة قوته لشعبه كما يظهر فى حياة جدعون. وعلى العكس خطورة الكبرياء والشرور الناتجة عنها كما قتل أبيمالك أخوته.
– عدم التسرع مهما كان الغرض سليماً مثل تسرع يفتاح الجلعادى فى نذره فقتل ابنته.
– خطورة الجهل الروحى فالابتعاد عن وصايا الله يجعل الإنسان يخلط الخير والشر فى حياته كما عبد بنو إسرائيل الله والأوثان فى نفس الوقت فى قصة ميخا.
سادسًا: أقسامه :
حروب لاستكمال امتلاك أرض الموعد وتمت أيام يشوع وبعده بقليل (ص1-3).
القضاة وأعمالهم (ص3-16).
أحداث تظهر الانحطاط الخلقى لشعب الله (ص17-21).