سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ
أولا : كاتب السفر :
كاتبه هو صموئيل النبى والقاضى، ومعنى اسمه “اسم الله” أو “سؤال من الله”، وهو من سبط أفرايم وأقام فى مدينة الرامة التى منها والده “ألقانة”، وكانت أمه عاقرًا وأنجبته بعد صلوات كثيرة. وهو ثانى نبى يظهر فى تاريخ إسرائيل بعد موسى النبى، وقد كان آخر القضاة، وكتب الجزء الأول من هذا السفر حتى نهاية (ص24).
والجزء الباقى من هذا السفر وسفر صموئيل الثانى كتبهما جاد الرائى وناثان النبى، ويؤيد ذلك التقليدان اليهودى والمسيحى وما جاء فى (1أى29: 29-30).
ثانيًا : تسميته :
سمى السفر باسم صموئيل لأنه كان قائدًا للشعب معظم العصر الذى جرت فيه حوادث السفر.
وكان سفرا صموئيل الأول والثانى سفرًا واحدًا، ثم قُسِّما إلى سفرين فى الترجمة السبعينية. ودعت الترجمة السبعينية سفرى صموئيل الأول والثانى بملوك الأول والثانى، أما سفرى الملوك فدعتهما ملوك الثالث والرابع، وذلك لأن أسفار صموئيل تحوى أخبار الملكين شاول وداود. ولكن تعدل هذا فى الكتاب المقدس العبرى فى القرن الرابع عشر فدعيت صموئيل الأول وصموئيل الثانى ثم ملوك الأول وملوك الثانى.
ثالثًا: زمن كتابته :
يحوى السفر وصفًا دقيقًا للحوادث لأن صموئيل عاشها بنفسه، ويتضمن السفر تاريخ إسرائيل من ميلاد صموئيل النبى إلى موت شاول، وهى مدة أكثر من مائة عام.
وقد كُتِبَ السفر حوالى منتصف القرن الحادى عشر قبل الميلاد أى قبل عام 1050 ق.م، ثم استكملت الأصحاحات الستة الأخيرة بعد ذلك على يد جاد وناثان كما ذكرنا.
رابعًا : مكان كتابته :
فى الرامة غالبًا حيث كان يقيم صموئيل النبى.
وأحداث السفر تمت جميعها فى الجزء الجنوبى والأوسط من فلسطين.
خامسًا: أغراضه :
– نعمة الله ومراحمه التى ترعى أولاده وتهتم بهم مهما كان ضعفهم وتعمل بهم بقوة كما يظهر فى حياة صموئيل وداود.
– عدل الله وتأديبه للأشرار حتى يتوبوا، وعقابه لهم مثل ما حدث مع عالى وأولاده وشاول الملك.
– طول أناة الله واحتماله لخطايا شعبه مثل طلبهم ملك بدلاً منه، ومثل كبرياء شاول الملك وشره.
– أهمية الصلاة التى تسند الضعفاء مثل صلاة حنة أم صموئيل، وترعى الشعب مثل صلاة صموئيل.
– أهمية القائد الروحى فى قيادة وتعليم الشعب ليعرفوا الله مثل صموئيل ومدرسة الأنبياء.
– أهمية الروح القدس وعمله فى الإنسان ومواهبه مثل النبوة.
– تاريخ حياة داود وعلاقته بشاول وأبنائه تفسر لنا مشاعر داود أثناء كتابته مزاميره.
سادسًا: رموزه :
– صموئيل النبى رمز للمسيح، فقد وُلِدَ الاثنان بوعد إلهى، وكان كل منهما نبيًا وقاضيًا ومشرِّعًا وكاهنًا. ورفض الشعب قيادة الله لهم أيام صموئيل وطلبوا ملكًا كما رفضوا مُلك المسيح عليهم وصلبوه.
– صلاة حنَّة أم صموئيل (1صم2: 1-10) تشبه تسبحة السيدة العذراء (لو1: 46-55).
– كان يوناثان فى محبته لداود رمزًا لمحبة الكنيسة للمسيح. وكان يوناثان رمزًا للمسيح فى سعيه للتصالح بين شاول وداود كما يصالح المسيح البشرية مع الآب.
– كان داود رمزًا للمسيح فى رعايته للغنم كما يرعى المسيح شعبه، وقوته فى قتل الأسد والدب وقتل جليات، ترمز للمسيح الذى أخرج الشياطين وأبطل شرورهم بل وقيَّد الشيطان على الصليب.
سابعًا : أقسامه :
– صموئيل النبى والقاضى ويشمل ميلاده وقيادته للشعب (ص1-7).
– شاول الملك ويشمل إقامته ملكًا ثم كبريائه ورفض الله له (ص8-15).
– داود الملك ويشمل مسحه ملكًا وأعماله البطولية وباقى حياة شاول (ص16-31).