سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
سِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَّانِي
أولا : كاتب السفر :
كتبه ناثان النبى وجاد الرائى المعاصران لداود، إذ جاء فى (1أى29: 29) : “وأمور داود الملك الأولى والأخيرة هى مكتوبة فى أخبار صموئيل الرائى وأخبار ناثان النبى وجاد الرائى”، مما يعنى أن صموئيل كتب جزءًا من حياة داود وهو الموجود فى سفر صموئيل الأول، وأكمل النبيان الآخران الجزء التالى، أى كتبا بقية سفر صموئيل الأول ثم سفر صموئيل الثانى (أنظر مقدمة صموئيل الأول).
ثانيًا : تسميته :
كان سفرا صموئيل فى الأصل العبرى سفر واحد باسم صموئيل، وسمى هكذا لأنه يستهل بتاريخ ولادة صموئيل وأعماله، هذا بالإضافة لأن صموئيل كان قائدًا عظيمًا لشعبه وواحدًا من كبار الأنبياء فى تاريخ إسرائيل، وقد قسم فيما بعد فى الترجمة السبعينية إلى سفرين.
وفى نفس الترجمة السبعينية كان سفر صموئيل الأول يسمى “ملوك أول” وسفر صموئيل الثانى “ملوك الثانى”، أما أسفار الملوك فتسمى الثالث والربع.
ثالثًا : زمن كتابته :
كتب السفر بعد موت داود أى حوالى 1010 ق.م (راجع 2صم5: 5).
رابعًا : مكان كتابته :
فى الجزء الجنوبى والأوسط من فلسطين حيث عاش داود سنوات ملكه، وكان النبيان كاتبا السفر يعيشان قريبين من داود.
خامسًا : أغراضه :
– نصرة المتكلين على الله : فعلى قدر ما التجأ داود لله كان ينصره فى كل حروبه.
– الجهاد الروحى : كان داود يهتم بوضع الخطط الحربية، فإذ يرى الله اهتمامه وجهاده ينصره.
– التسامح : خاصة مع المسيئين ومن يعادون داود كما ظهر فى مرثاته لشـاول (ص1) وقبوله لأبنير رئيس جيش شاول (ص3)، وتسامحه مع شمعى بن جيرة (ص16).
– الاشفاق على الضعفاء كما ظهر فى إكرام داود لمفيبوشث (ص9).
– عدل الله : يظهر عدل الله فى تأديب داود عندما أخطأ بمـوت طفـل الخطيـة (ص12: 1-23)، وزنا أمنون وقتله (ص13). وتمرد أبشالوم (ص14-16) وتمرد شبع بن بكرى (ص20).
– مراحم الله : التى تظهر فى تمليك داود على يهوذا ثم على كل إسرائيل (ص1-5). ورزقه بسليمان بعد موت الطفل (ص12: 24، 25)، وإرجاعه للمُلك بعد موت أبشالوم (ص19).
– الاحتراس من الخطية : فمهما كانت قوة الإنسان ينبغى أن يحترس من الخطية لئلا يسقط فى أصعب الخطايا مثل سقوط داود فى الزنا والقتل (ص11) وسقوطه فى الكبرياء عندما عدّ الشعب (ص24).
سادسًا : أقسامه :
يحكى السفر الجزء الأكبر من حياة داود عندما ملك على شعب الله أى مدة حوالى 40 عـامًا. وداود من أهم شخصيات الكتاب المقدس إذ شهد الله عنه أن قلبه مثل قلب الله (أع13: 22)، ولذا فمن نسله جاء المسيح مخلص العالم (مت1: 6)، وهو يرمز بوضوح للمسيح. ويمكن تقسيم السفر إلى :
– تملك داود وانتصاراته فى الحروب (ص1-10).
– زنا داود وسقوطه فى القتل (ص11، 12).
– تأديبات الله لداود (ص13-24).