رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ
رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ
أولا: كاتب الرسالة:
بولس الرسول، وهو شاول الذى ولد فى طرسوس التابعة لآسيا الصغرى، بجوار سوريا الحالية فى أوائل القرن الأول، وتعلم فى مدارسها ثم درس الشريعة فى أورشليم، وتمتع بالجنسية الرومانية، واضطهد المسيحيين، ولكن المسيح ظهر له وهو فى طريقه إلى دمشق للقبض على المسيحيين، فآمن واعتمد ثم قضى ثلاث سنين مع المسيح فى البرية، وبعد ذلك بدأ يكرز به وخاصة للأمم.
ذهب فى رحلات تبشيرية واشتاق أن يكرز فى روما عاصمة الإمبراطورية، فمضى للمحاكمة فيها بعد القبض عليه من يهود أورشليم، الذين حاولوا قتله لكرازته بالمسيح، وبعد أن بشر فى روما سنتين نال البراءة، فجال يبشر لمدة خمس سنوات ثم استشهد فى روما عام 68م على يد الملك نيرون. وقد كتب 14 رسالة.
ثانيا: لمن كتبت:
كورنثوس وهى عاصمة مقاطعة أخائية فى جنوب بلاد اليونان، تقع على بعد 40 ميلاً غرب أثينا، على بوغاز كورنثوس. وكانت المدينة مركزًا تجاريًا هامًا ومضرب الأمثال فى الفساد والزنا لأن بها هيكل أفروديت، إلهة الحب اليونانية، والتى تحوى فى طقوس عبادتها شتى أنواع الفسق والزنا حتى صارت كورنثوس نفسها كلمة مرادفة للفساد وحياة الفجور. ولكن بكرازة بولس لهم انتقلوا من قمة الفساد الأخلاقى إلى حياة القداسة والطهارة.
كرازة بولس بها:
بشر بولس الرسول فى كورنثوس حوالى سنة 53م فى رحلته التبشيرية الثانية (أع 18) لمدة 18 شهرًا، وزارها ثانية حوالى عام 55م فى رحلته التبشيرية الثالثة. وربما زارها مرة ثالثة أثناء بقائه ثلاثة أشهر فى هلاّس (أى بلاد اليونان) فى شتاء 57 – 58م (خلال نفس الرحلة التبشيرية الثالثة).
ثالثًا: زمن كتابتها :
كتبت عام 57م بعد رسالته الأولى بشهور قليلة، لأنه كان ينوى زيارتها ولكنه انشغل بأمور فى الخدمة، وإذ تأخر عليهم كتب هذه الرسالة.
رابعًا: مكان كتابتها :
كتبت من مكدونية شمال اليونان.
خامسًا: أغراضها :
– يؤكد فيها رسوليته، وذلك لأن بعض اليهود بدأوا يشككون المؤمنين.
– يبين قوة الله التى تسند أولاده فى الضيقات مهما اشتدت.
– يؤكد محبته لشعبه، واستعداده أن يبذل ذاته لأجلهم.
– التحذير من أصحاب البدع والهرطقات، وعمل مقارنة رائعة بين العهدين القديم والجديد، رد فيها على المسيحيين الذين من أصل يهودى وما زالوا مصرين على بعض تعاليم الناموس.
– فرحة بتوبتهم وتشجيعهم للسلوك النقى، وقبول الشخص الذى أخطأ وحرم من الكنيسة ثم تاب، وتشجيعه ليبدأ من جديد.
– الاهتمام بجمع الصدقات للمؤمنين الفقراء المضطهدين فى أورشليم، لتكون الكنيسة فى شركة حب وقلب واحد فى كل مكان.
سادسًا: أقسامها:
ص1 شركة الحب بين أهل كورنثوس وبولس المتألم لأجلهم.
ص2-5 خدمة العهد الجديد، التى تتسم بالروحانية وليس الحرفية، وتطلب توبة الجميع، فهى مملوءة رجاءً.
ص6-7 صفات الخادم، ألا يكون معثرا وفى نفس الوقت حازما.
ص 8-9 الاهتمام بجمع الصدقات للفقراء فى أورشليم.
ص 10-12 دفاعه عن رسوليته وعمل الله معه.
ص 13 وصايا ختامية.