سِفْرُ التَّكْوِينِ
سِفْرُ التَّكْوِينِ
أولا: اسمه :
سمى فى اليونانية (الترجمة السبعينية) بالتكوين، لأن فيه ذكر بدء تكوين العالم والإنسان والسقوط فهو سفر البدايات. أما فى العبرية فيسمى بأول كلماته وهى فى البدء.
ثانيا: كاتبه :
موسى النبى كما أثبتنا فى مقدمة الأسفار الخمسة.
ثالثا : زمن كتابته :
كتبه حوالى عام 1450 ق.م قبل قيادة شعب الله وإخراجهم من مصر أو بعد ذلك بقليل أى بعد استلامه لوحى الشريعة.
رابعًا : مكان كتابته :
أرض مديان حيث كان يرعى غنم يثرون حميه بعد هروبه من مصر. وتقع أرض مديان غالبًا عند طرف خليج العقبة. وهناك رأى آخر أنه كتبها فى برية سيناء بعد استلام لوحى الشريعة.
خامسًا: أغراضه :
(1) عناية الله : الذى خلق العالم للإنسان ثم خلقه بتدبير عظيم، واهتمامه به بعد السقوط، وإنقاذ نوح من الهلاك وعنايته بالآباء “إبراهيم وإسحق ويعقوب” فى البرية و”يوسف” فى مصر.
(2) علاقة الله بالإنسان : فقد خلقه ليحيا فى صداقة معه بالجنة وأعطاه وصية لتظهر حريته ومحبته لله، ثم سعى لإرجاعه بعد السقوط وتكوين صداقات قوية مع الآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب.
(3) تدبير الخلاص : عند سقوط الإنسان أعطاه وعدًا للخلاص من خلال نسل المرأة الذى يسحق رأس الحية، أى المسيح الذى ينتصر على الشيطان، وعلَّمه تقديم الذبائح التى ترمز لدم المسيح الفادى وأعلن الإيمان به والسلوك الروحى من خلال أولاده القديسين نوح وإبراهيم وأولاده…
(4) ظهور الخطية : نشأت الخطية فى الجنة بإيعاز من الشيطان، ولكن الله أعطى الوعد بالخلاص وحذَّر منها عندما كلم قايين وأطال أناته على العالم الشرير أيام نوح، وعلى شعب سدوم وعمورة أيام إبراهيم … معطيًا رجاء فى الخلاص بالدم المسفوك، وبفلك نوح، وقوس قزح.
(5) الفضائل : يقدم الحياة الروحية بشكل عملى قوى فى حياة هابيل ونوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف بإيمانهم القوى وطاعتهم لكلام الله حين قدموا الذبائح ورفعوا الصلوات والشكر وبغربتهم عن العالم وسكناهم فى خيام.
سادسًا: سماته :
نثرًا : كتبه موسى النبى نثرًا وليس شعرًا.
بسيط : يعلن سفر التكوين حقائق هامة جدًا فى حياة البشرية بكلمات بسيطة واضحة سهلة الفهم للبسطاء ومملوءة أعماقًا للمتأملين.
الحقائق : دحض هذا السفر الأساطير السائدة عند الأمم عن بداية العالم وتاريخ البشرية الأول معلنًا الحقائق الأساسية فى بساطة.
سابعًا : نبواته :
الأسـرة : فى إتحاد الرجل والمرأة فى جسد واحد وهو سر الزيجة كما أعلن لآدم (تك2: 24).
المسيح المخلص : كما أعلن الله بنفسه لحواء أن نسلها يسحق رأس الحية أى المسيح يسحق الشيطان على الصليب ويقيده (تك3: 15).
المسيح من نسل إبراهيم : كما يظهر فى وعد الله له (تك22: 18).
المسيح من نسل يهوذا : كما يظهر فى بركة يعقوب لابنه يهوذا (تك49: 10).
ثامنًا : رموزه :
المسيح هو هدف الكتاب المقدس كله وأيضًا سفر التكوين وتوجد رموز كثيرة له داخل هذا السفر وأهمها :
شجرة الحياة : (ص3: 22) فهى تعلن المسيح المخلص مصدر الحياة داخل القلب وداخل الفردوس وفى العالم كله، وهى تشير أيضًا للصليب مصدر الحياة والخلاص لكل من يؤمن به.
الذبيحة : التى عملها الله لآدم ثم ألبسه جلدها وقدمها هابيل وكل نسل آدم وهى إشارة لذبيحة المسيح، فبدون سفك دم لا تحصل مغفرة (ص4: 4) ولا ستر وتغطية للخطية.
فلك نوح : هو رمز للكنيسة والصليب والمسيح الفادى الذى ينجينا من شر العالم والموت، فنحيا على الأرض الجديدة التى ترمز للحياة الأبدية (ص6: 14).
ملكى صادق : ملك ساليم الذى قابل إبراهيم عند رجوعه بعدما هزم كدرلعومر ومن معه. وقدم ملكى صادق ذبيحة غريبة وهى خبز وخمر فتشير بوضوح لذبيحة العهد الجديد أى الخبز والخمر المتحول لجسد الرب ودمه (ص14: 18-20).
ذبح إسحق : كما حمل إسحق الحطب وأطاع أباه إبراهيم الذى ربطه على المذبح، هكذا المسيح حمل الصليب وأطاع حتى الموت موت الصليب (ص22).
إختيار الزوجة : رفقة (ص24: 15) وكذا راحيل (ص29: 9) عند مياه الآبار كما اختار المسيح عروسه أى النفوس المؤمنة لتصير له بمياه المعمودية.
سلم يعقوب : الذى رآه فى الحلم (ص28: 12) وهو يرمز للمسيح المصلوب والذى من خلاله ترفع الملائكة صلواتنا إلى السماء ثم تنزل باستجابة الله لها.
يوسف : يشير للمسيح فى أمور كثيرة، فهو الابن المحبوب من أبيه كما أن المسيح هو الابن الوحيد.
وأحلام يوسف تعلن خضوع إخوته له مثل المسيح الذى يخضع له العالم كله لأنه رب المجد ويملك على قلوب المؤمنين به. وافتقد يوسف إخوته كما تجسد المسيح، أما هم فألقوه فى البئر وباعوه بالفعل كما باع يهوذا المسيح. وكما نزل يوسف إلى مصر نزل المسيح إلى القبر، وارتفع يوسف إلى عرش مصر وخلص إخوته من الموت، والمسيح قام وصعد إلى السماء، وخلص إخوته البشر المؤمنين به (ص37-50).
تاسعًا: أقسامه :
بداية التاريخ وتشمل :
أ – الخلقة والسقوط (ص1-3).
ب – قتل هابيل (ص4).
ج – نوح والطوفان (ص5-10).
ء – برج بابل (ص11).
الآباء البطاركة : وتتداخل حياتهم فى الأصحاحات من (12: 50).
إبراهيم (ص12-25).
إسحق (ص21-27).
يعقوب (ص25-36).
يوسف (ص37-50).