سِفْرُ يَشُوعَ
سِفْرُ يَشُوعَ
أولا: كاتب السفر :
يشوع ابن نون من سبط أفرايم، كان اسمه هوشع (عد13: 8) ومعناه بالعبرية خلاص ثم سماه موسى يهوشع ومعناه الرب خلص. وكتب فى الترجمة العربية يشوع، وهو نفس اسم يسوع فى اليونانية ومعناها الله مخلص.
ولد فى مصر وخرج مع موسى وسنه 44 سنة وحارب عماليق فى رفيديم (خر17: 8-10)، وصعد مع موسى إلى الجبل لاستلام الوصايا (خر24: 13)، ثم صار تلميذًا لموسى الذى أرسله مع احدى عشر رجلاً لتجسس أرض الموعد (عد13)، وهو الذى قاد الشعب بعد موسى (عد27: 18-23)، وهو قائد الشعب فى دخول أرض الموعد وتقسيمها لهم بالقرعة.
وقد كتب يشوع السفر كله ما عدا خبر موته والمذكور فى (ص24: 29-31) بالإضافة إلى أخبار صغيرة حدثت بعد حياة يشـوع، وهى نصـرة كالب على حبرون (يش15: 13، 14)، وعثنئيل على دبيسر (يش15: 15-19) ودان على لشم (يش19: 47). وقد كتب هذه الأجزاء إما أليعازار بن هارون رئيس الكهنة أو فينحاس الكاهن أو صموئيل النبى.
ومما يثبت أن كاتب السفر هو يشوع ما يلى :
لغة السفر هى اللغة العبرية ولغته توافق ما استخدم أيام موسى ويشوع.
اهتم موسى بسرد أحداث خروج بنى إسرائيل من مصر وإقامتهم فى برية سيناء بكل ما تحوى من شرائع الله، ومن الطبيعى أن يستكمل تلميذه يشوع أحداث استقرارهم فى أرض الميعاد التى قادهم فيها بنفسه. وكما انتهت أسفار موسى الخمسة فى سفر التثنية بخبر موت موسى، هكذا أيضًا ينتهى سفر يشوع بخبر موت يشوع.
يلاحظ أن يشوع يتكلم عن نفسه باتضاع فيقول أنه خادم موسى (ص1: 1).
احتوى السفر على أحداث خاصة عاينها يشوع وحده بنفسه مثل :
أحاديث من الله ليشوع (ص1: 1-9، 3: 7…).
حديث جند الرب مع يشوع (ص5: 13-15).
أحاديث من الناس مع يشوع مثل حديث كالب بن يفنة (ص14: 6-14).
ذكر السفر أن “راحاب عاشت فى وسط إسرائيل إلى هذا اليوم” (ص6: 25) وهى أيام يشوع.
يذكر السفر أن تعهد الشعب لله أمام يشوع قد كتبه يشوع فى سفر شريعة الله (ص24: 26).
ثانيا: زمان كتابته :
كتبه يشوع فى آخر حياته حوالى سنة 1426 ق.م. ويغطى السفر تاريخ 31 عاماً من موت موسى سنة 1451 ق.م إلى موت ألعازار بن هارون سنة 1420 ق.م بعد موت يشوع بست سنوات.
ثالثا : مكان كتابته :
فى تمنة حارس التى هى نصيب يشوع من أرض الموعد.
رابعًا : أهداف السفر :
أمانة الله فى الوفاء بعهده مع إبراهيم ونسله بأن يعطيهم الأرض.
قداسة الله الذى يغضب لوجود أى نجاسة فى شعبه ولا يعود ينصره حتى يتوب.
عدل الله مع الشعوب الفاسدة التى استنفذت فترة دعوتها إلى التوبة، فحل بها الهلاك والفساد.
خطورة العثرة التى تنشر الخطية، فكان من الضرورى إبادة الكثير من قبائل الشعوب الوثنية التى حدّدها فى كنعان، لمحاصرة الشر ومنع انتشاره. خصوصاً وأن هذه المنطقة كانت تمر بها التجارة العالمية فيمكنها أن تلوث العالم كله.
يوضح السفر عظمة التلمذة فيما اكسبته ليشوع من بركات عندما تتلمذ لموسى، فأطاعه الشعب وأكرموه مثل موسى نفسه.
خامسًا: رموزه :
يعتبر يشوع فى هزيمته للأعداء وتمليك شعبه لأرض الموعد رمزًا للسيد المسيح الذى هزم الشيطان بالصليب وأعطى شعبه ميراث الملكوت.
يعلن السفر أن الناموس، الذى يرمز لـه موسى لم يقدر أن يدخل الشعب أرض الموعد، لكن رب المجد يسوع الذى يرمز له يشوع هو الذى استطاع ذلك بفدائه. “لأن الناموس بموسى أعطى، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صار” (يو1: 17).
يعتبر سفر يشوع، الذى يسجل انطلاق كنيسة العهد القديم لتحقق ما وعدت به، يشبه سفر أعمال الرسل الذى يسجل نفس المهمة لكنيسة العهد الجديد على مستوى روحى.
عبور نهر الأردن يرمز لسر المعمودية الذى يدخلنا إلى الحياة فى الكنيسة والحياة الأبدية.
سادسًا: نبواته :
تنبأ يشوع بأن من يعود ويبنى مدينة أريحا يضع أساسها ببكره ويقيم أبوابها بصغير (ص6: 26)، وتحقق هذا مع حيئيل البيتئيلى (1مل16: 34).
فى إنذاره الأخير للشعب تنبأ عما سيقع بهم من عقاب بسبب ارتدادهم، وقد تحقق هذا فغضب عليهم الله وأسلمهم لأعدائهم وأخرجهم من ديارهم.
سابعًا : أقسام السفر :
الحروب والنصرة (ص1-12).
تقسيم الأرض (ص13-19).
نصائح وداعية (ص23-24).