هذا العنوان هو عبارة مشهورة للقديس يوحنا ذهبى الفم من القرن الرابع الميلادى، وهى تشرح جمال وقدسية كل أسرة مسيحية فى الكنيسة، ومنذ البدء خلق الله الإنسان على صورته ومثاله خلقهم ذكراً وأنثى وباركهم ليكون الأثنان جسداً واحداً لكى يتشاركا معاً فى الحياة والأحلام والطموحات (تك18: 2-24).
إن محبة المسيح للكنيسة تنتصب أمامنا نموذجاً للزواج والمحبة المتبادلة بين “هو” ، “هى”، كما قال بولس الرسول “هذا السر عظيم ولكنى أقول من نحو المسيح والكنيسة” (أف5: 32).
والوحدة الزوجية ذات السمة المقدسة تتضح فى سفر نشيد الأناشيد الذى هو القمة الشعرية فى التغنى بالمحبة (نش8: 6). حيث يعلن السفر أن المحبة الإنسانية منبعها هو الله الذى يضعها فى قلب كل زوجين إرتباطا على اسمه وفى كنيسته.
ولذا يقول أكليمندس السكندرى عن الزواج أنه “بيت الله” ويطبق قول الرب “…..وأكون فى وسطهم” (مت28: 20)، كما سبق وقال بولس الرسول فى حديثه عن أكيلا وبريسكيلا “الكنيسة التى فى بيتهما” (رو16: 5) وهذان الزوجان لم يكن لهما نسل.
والزواج المسيحى رابطة ثلاثية (هو، المسيح، هى) وليست ثنائية (هو، هى) لأنه سر مقدس حيث يحل الروح القدس ليربط بينهما رباطاً مقدساً ودائماً ومستمراً لا ينقطع إلا بسبب الخطية، وبالتالى فالزواج إتحاد لا ينقسم (مت19: 4-6) يقوم على الحب الذى فيه إسعاد الآخر معاً.
وأول أيقونة زواج كانت فى فردوس جنة عدن بوجود الله، وإتحاد آدم وحواء فى عُرس قانا الجليل أكد السيد المسيح ما أسسه هو أولاً فى الفردوس جنة عدن كما قال القديس أغسطينوس.
وسلامة الأسرة المسيحية إختياراً وتكويناً وإستمراراً هو لسلام الكنيسة أيضاً… ولكن ضعف الحياة الروحية الأسرية وضعف معايير الإختيار وعدم فهم كل جنس للآخر تسبب فى ظهور مشكلات نسميها الأحوال الشخصية.
التى نجدها عند البعض شديدة ومعقدة وصعبة للغاية والكنيسة كأم لنا جميعاً يهمها راحة أبنائها وبناتها دون أدنى مخالفة أو كسر الوصايا بالإنجيل التى يجب أن يفهمها فهماً إيجابياً يساعد على راحة أبنائنا.
ولذلك سيعقد مؤتمراً دراسياً عن الأحوال الشخصية والقوانين ومهابة سر الزيجة وذلك من 18-20 مارس 2013 بدير الأنبا بيشوى عاقدين العزم أن تساهم دراسات هذا اللقاء على وضع أساليب كنسية لكيفية مواجهة المشكلات الموجودة أو التى تطرأ مستقبلاً.