قام قداسة البابا المعظم الانبا تواضروس الثانى يوم الاربعاء الموافق 30 اكتوبر 2013 بالقاء عظته الاسبوعية بالكاتدرائيه المرقسيه بالعباسية و كانت العظة بعنوان : قانون الايمان اعلان حب
وهي استكمال للتأمل فى الخمس خبزات و السمكتين …وبعد شرح الخمس خبزات في العظة السابقة شرح في هذه العظة السمكتين علي النحو التالي :
السمكة الاولى : هى قانون الايمان اعلان حب
1- كثيرين يعرفون ان شكل السمكة هو احد الرموز المسيحية المبكرة جدا و كانت تستخدم كعلامة للتعارف بين المسيحين فى وسط وثنى
2- كلمة سمكة مكونة من خمس حروف تكون كلمة سمكة بالقبطية (إ/خ/ث/ي/س) هى الحروف الأولى من إيسوس/ خريستوس/ ثيئوس/ إيوس/ سوتير …وترجمتها يسوع المسيح ابن الله المخلص.
3 – السمكة هى قانون الايمان و هو صلاة يتلى فى كل صلواتنا و طقوسنا فقانون الايمان هو اعلان حب
4-.لماذا يوضع الايمان فى صورة قانون ؟
– الايمان فى المفهوم المسيحى ليس مجرد اقتناء مجموعة من العقائد و لكن هو حياة يعيشها الانسان فالايمان ليس مجرد افكار او مبادئ عن ربنا و انما هو ارتباط من القلب من الاعماق بشخص الله و هو احساس وجدانى و كيانى يشعر فيه الانسان ان الله قائد حياته فالايمان المسيحى ادراك حى و كيانى لوجود الله فى حياته
– يقول الكتاب فى رسالة العبرانيين “الايمان هو الثقة بما يرجى و الايقان بامور لا ترى” و نستطيع ان نضيف عليه كلمتين (الايمان هو الثقه الشخصية بما يرجى و الايقان الداخلى بامورلا ترى)
-ان عين الايمان ترى ابعد من العين الجسدية للمتنيح ابونا بيشوى كامل له تعابير كثيرة عن الايمان (حجم الانسان المسيحى ليس هو حجم جسده بل هو حجم الله الساكن فيه) لذلك الانسان المسيحى يستطيع ان ينقل جبلا، فمعجزة نقل الجبل المقطم من القرن العاشر الميلادى اشترك فيها الكل، الأب البطريرك و الكنيسة و كل الشعب حتى انسان بسيط بلا ذكر فى المجتمع “سمعان الخراز” و نقل جبل المقطم.
– الانسان المسيحى يقول الايه “استطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى” كأن الانسان يختفى فى شخص المسيح و المسيح هو الذى يعمل و بذلك الانسان يستطيع كل شئ.
5- المؤمن المسيحى ليس هو من ينادى بفكرة وجود الله ولكنه يقبل الله الها له موجها لكل حياته “جعلت الرب امامى فى كل حين لانه عن يمينى فلا اتزعزع”و اصبحت مفاعيل الايمان المسيحى ليس هو فقط فى تصرفاتنا و لكنها ايضا فى افكارنا و سلوكياتنا و مشاعرنا، و من هنا جاءت كلمة ارثوذكسية التى هى استقامة الايمان بيننا و بين الله
6- يوضع الايمان فى قانون لان القانون دائما له صياغة جامعة و مانعة هى صياغة محدده و على هذا الاساس كل مسيحى فى العالم يتلو قانون الايمان و هو العلامة المميزة للانسان المسيحى.
7- قانون الايمان مكون من 178 كلمة كلهم من الكتاب المقدس فهو صياغة كتابية
– كل ال 178 كلمة تحددوا و اكتملوا فى 106 سنة بدءا من مجمع نيقية حتى مجمع أفسس. كل كلمة فيه مختارة بمعيار الذهب.
– اشترك فى وضعه 668 بطريرك و اسقف فى المجامع الثلاثة
– القانون كله هو اعلان حب الانسان لربنا يسوع المسيح و يحكى قصة التجسد والفداء و خلاص الانسان بترتيب تاريخى واضح جدا.
8- بدات المسيحية واحده و كانوا يسمونها أتباع الطريق
-و فى عام 325 ظهرت بدعة فى الاسكندرية صاحبها أريوس و ملخص هذه البدعة ان المسيح ليس هو الله، و اريوس اراد ان ينشر هذه البدعة فاجتمع المجمع بامر الملك قسطنطين في نيقية و كان اول مجمع يجمع كل قادة المسيحية 318 بطريرك و ناقشوا أريوس و اقروا حرمانه ووضعوا القانون.
-بعد حوالى 50 سنة ظهرت بدعة اخرى هى بدعة مقدونيوس الذى علم ان الروح القدس ليس هو الله، و جمعت الكنيسة الاباء شرقا و غربا في القسطنطنية و اكملوا وضع قانون الايمان
– اما المجمع الثالث كان فى افسس عندما ادعي نسطور ان السيدة العذراء ولدت جسد المسيح فقط، فوضع الأباء مقدمة قانون الايمان التى تخص السيدة العذراء
9- قانون الايمان نعتبره الخلاصة السريعة للايمان المسيحى فهو يشرح :
– لاهوت الله الآب و الله الأبن و الله الروح القدس.
فى لاهوت الله الآب يقول ضابط الكل خالق كل شئ فى لاهوت الله الأبن يقول الابن الوحيد المولود من الاب قبل كل الدهور في لاهوت الله الروح القدس يقول الرب المحى (معطى الحياة) المنبثق من الاب – سمات الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية
– المعمودية، ولعلك تلاحظ ان السمك يحيا فى المياة، فالسمك يعيش حيث يموت الانسان
– قيامة الاموات و الحياة الاخرى
-انه يشرح لنا رحلة الايمان و يقدمها للانسان ليجعل ايمانه واضح ا
10- نصلى قانون الايمان و نتذكر الأباء الذين تعبوا فى مواجهة هذه الهرطقات مثل اثناسيوس الذي نفى خمس مرات و تحمل أتعاب كثيرة
11- فى قانون الايمان نقرأ نصوص من الكتاب المقدس فنحن نقول “بالحقيقة نؤمن باله واحد” بالحقيقة المسيحية تؤمن باله واحد، و الايات فى الكتاب المقدس تؤكد ذلك :
في التثنية : اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد فى اشعياء : انا الاول و انا الاخر و لا اله غيرى و فى العهد الجديد : ليس واحد صالح الا واحد وهو فى الرسالة الى رومية : الله واحد
في الرسالة الاولى الى كورينثوس : الله واحد الذى يعمل الكل فى الكل
12- عندما نتحدث عن الله الواحد نجد انفراد فى المسيحية ان هذا الاله الواحد اقترب الينا فى ملء الزمان من خلال تجسده اقتراب الحب “هكذا احب الله العالم” الله الذى خلق الانسان يعرف ان مفتاح الانسان هو الحب لذلك تنازل و تجسد الحب لا يصلح فيه المراسلة و لا يصلح فيه البعد. و هذا ما نسميه سعادة التواجد ، فى المسيحية يتواجد الله فينا و نتواجد فى قلبه. و هذا ما بشرنا به الملاك فى الميلاد “ها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب” اننا فى ايماننا بالله الواحد ندخل الى اعماق الله الذى اقترب الينا و تجسد و حل بيننا بكلمته و احيانا بروحه الله كائن بذاته ناطق بكلمته حى بروحه، و هذه الصفات التى نقولها نسميها الاقانيم الثلاثة
13-فى بداية قانون الايمان نقول بالحقيقة نؤمن باله واحد، وحدانية الله هى حجر الاساس فى ايماننا المسيحى ، و نحن عندما نرسم علامة الصليب نختم بعبارة اله واحد امين.
14- ايماننا و عقيدتنا الارثوذكسية تقوم على ثلاثة اعمدة رئيسية:
اولا : عقيدة كتابية و ليس عندنا عقيدة من خارج الكتاب المقدس فكلها متأصلة فى الاسفار مشروحة بطرق كثيرة. لهذا نحذر من خطورة الايه الواحده . فالعقيدة تجد لها جذور فى الكتاب المقدس يخدمها اكثر من مصدر اكثر من سفر اكثر من نص
ثانيا : عقيدة أبائية : بمعنى انها مشروحه بواسطة الأباء القديسين الذين شرحوا العقيدة من خلال مجامع لتفهم فالايمان للفهم و يعيها العقل بنعمة و عمل الروح القدس
ثالثا : عقيدة معاشة فى الكنيسة : انها ليتورجية نعيشها فى صلاتنا و فى عبادتنا الكنسية، فرشم الصليب عقيدة الثالوث و الله الواحد
15-قانون الايمان فى ثلاث كلمات الله خلق – الله خلص – الله خلد … فالحرف الاخير فى كل كلمة يكون كلمة (قصد الله) فالله الذى خلق الانسان لم يتركه بعد سقوطه و من حبه جاء ليخلصه ، و لم يتركه فى الارض و لكن صعد الى السماء ليعد له مكانا ليكون له خلود فى السماء. ان قانون الايمان هو اعلان حب.