– فضيلة الملامة هي احد الفضائل التى تساعد الانسان على السمع الداخلى
– تحكى لنا قصص الحياة الرهبانية عن القديس ارسانيوس الذي كان قديسا محبا للصمت و معلما لأولاد الملوك و ناسكا فى البرية و ذات يوم قام البابا ثاؤفيلوس البطريرك ال23 بزيارة البرية و ذهب اليه و سأله عن كلمة منفعه فاجابه الأنبا أرسانيوس بعبارة “ليس أفضل من ان يرجع الانسان بالملامة على نفسه فى كل شئ”
– احيانا يقع الانسان فى خطية معينة او ضعف معين و لكنه لا يستطيع ان يقول كلمة أخطيت، لان قلبه الداخلى لم يلومه فلا يستطيع ان يحيا هذه الفضيلة
اولا : الملامة تقود الي التوبة :
– مثال القديس داود النبى الذي كان ملكا و نبيا عظيما، سقط، لانه انسان فى الضعف و لكن مشاعر التوبة بدأت تتحرك فى قلبه عندما حدثه ناثان النبى و جعلته هذه المشاعر يلوم نفسه فى مزمور التوبة الذى نصليه “أرحمنى يالله كعظيم رحمتك، لك وحدك اخطأت و الشر قدامك صنعت”
– الملامة للانسان امام الله و ليست امام البشر
مثال الفريسي و العشار، الفريسي يتقدم الى الامام و العشار يبقى فى الخلف ، الفريسي يقول انا اصوم و اعشر و حالى أفضل من العشار (يقيس نفسه على العشار) و بالتالى هو لم يقدم توبه.
– لكى تقدم توبة يجب ان تقيس نفسك على قامة ربنا يسوع المسيح ذاته، فتجد نفسك صغيرا جدا و ضعيف جدا و هذا هو السبب الذى لأجله قال لنا السيد المسيح له المجد “كونوا كاملين كما ان اباكم هو كامل”
– مشاعر التوبة لكى ما تتحرك فى داخل الانسان و يستمع للوصية ينبغى ان يبدا بالملامة،
– تعلم ان تلوم نفسك فى صلواتك فى قرأءتك و فى حياتك الخاصة عندئذ تبدأ مشاعر التوبة معك
– عندما تسقط فى أى شكل من اشكال الضعف او الخطية لا تبحث عن سبب الا نفسك و لا تلق باللوم على غيرك.
– قس نفسك دائما على شخص ربنا يسوع “ملء قياس قامة المسيح” كما يعلمنا بولس الرسول فى رسالة أفسس.
– عندما تنجح فى ان تلوم نفسك تستطيع ان تقدم توبة حقيقية و تتذكرون القديس موسى الاسود عندما دعى فى يوم من الايام بعد توبته لمحاكمة احد الاباء، دخل القديس حاملا شوال ممتلئ بالرمل به ثقب يتسرب منه الرمل، و قال اهذه هى خطاياى احملها و لا اراها
– احيانا تمارس سر الاعتراف و لكن تذهب الى هذا السر دون ان تلوم نفسك ….لهذا لا توجد نتيجة ايجابية
-احيانا تقدم الضعف او القصور فى حياتك و تقدمه بتوبه و لكن هل تلوم نفسك من الداخل ! مثال يوسف الذى وقف و لام نفسه و قال كيف اصنع هذا الشر العظيم و اخطئ الى الله.
ثانيا فضيلة الملامة تجعلك تكسب نفسك:
– نفسك هى اغلى شئ كما يقول الكتاب المقدس “ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه”
-نحن نجاهد لنقتنى انفسنا كما فى الآية “بصبركم تقتنون انفسكم” و كذلك تعبت القديسة مونيكا (ام اغسطينوس) بالدموع و الصلاة و بالصبر لتقتنى نفس ابنها
– نستخدم فى كل صلواتنا النموذج الرائع الذى قدمه لنا داود بتوبته (المزمور الخمسون) لانه عرف كيف يلوم نفسه و عرف يقدم التوبة الحقيقية .
– فى كل مرة تنجح في هذه الفضيلة تكسب نفسك.
– الممارسات الشكلية لا تؤدى الي الملكوت
– فى كل موقف تمتدح فيه تذكر خطاياك لكى ما تلومك ذاتك. و تذكر ضعفات كثيرة و لوم نفسك و تصير حياتك باستمرار حية و قلبك حساس لأى ضعف.
ثالثا : فضيلة الملامة تحعل الانسان يكسب الاخرين،
– الانسان الذى يبرر ذاته لا يستطيع ان يكسب الاخرين.
– احد وسائل كسب الاخرين ان تتعلم كيف تلوم ذاتك.
– بالملامة تقتنى نفسك و تستطيع ان تنفذ الوصية ،
– الملامة تكسب بها الاخرين (علاقاتك الاجتماعية)
-الملامة تمنحك نعمة رضا الرب.
الله يعطيك نعم كثيرة لانك تعرف كيف تلوم نفسك
– نتعلم دائما فى الحياة كلمتين هما كلمة اخطيت و كلمة حاضر، و الكلمتين مرتبطين بالاتضاع و التواضع، هاتان الكلمتين تربطان حياة الانسان الصحيحة (بين الاتضاع و الطاعة) هل تستطيع ان تحيا الكلمتين، ان حياتك كلها تقف عند الكلمتين (حاضر و اخطيت) ،
و يحكى لنا تاريخ البرية انهم سألوا الانبا باخوميوس أب الشركة ماهو اجمل منظر رأيته؟ و كانت اجابته ان اجمل منظر هو منظر الانسان المتضع
– فضيلة الملامة ينطبق عليها العبارة متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا اننا عبيد بطالون لاننا عملنا ماكان يجب علينا . -لا تفتخر بنفسك او تفتخر باعمالك او بحياتك او بانجازاتك، فكل هذا لا يساوى شئ امام الله ، و لكن ارجع بالملامة على نفسك، و اوقظ هذه الفضيلة فى قلبك لتتغير الى حياة جديدة و تبدأ عام جديد بقلب جديد و فكر جديد و روح جديدة.


