محاضرة قداسة البابا تواضروس الثانى مساء الاربعاء 4 ديسمبر 2013 م بعنوان “الديانة الطاهرة النقية عند الله
فى نهاية العام الميلادى يهمنا ان نراجع مبادئنا الروحية
و الكتاب المقدس يقدم لنا تعاريف محدده للمبادئ الروحية للانسان المسيحى :
المحبة : نجد اجابة كاملة فى الاصحاح 13 من رسالة معلمنا بولس الرسول الاولى الى اهل كورينثوس و هذا الاصحاح هو بمثابة تعريف شامل و جامع و مانع لمعنى المحبة وهو بمثابة قانون فى حياة الانسان و اهم ثمة فى القانون ان يكون واضح .
الايمان : فى الاصحاح 11 من رسالة معلمنا بولس الرسول الى العبرانيين و هو يقدم تعريف محدد والتعريف المحدد هو ان الانسان يستطيع ان يقيس عليه نفسه
و من احد التعاريف القوية التى يقدمها الكتاب المقدس، يقدم تعريف عن الديانة، “الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب” يقول القديس يعقوب الرسول “ان كان احد فيكم يظن انه دين وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة” هذه هى اول نقطة فى الديانة الحقة ، يمكن للانسان ان يحمل ديانته و ايمانه المسيحى من خلال اسمه او حياته بصفة عامة و لكن مفتاح الديانة الحقيقية المقبولة امام الله هو الانسان الذى يلجم لسانه، و هذا هو المفتاح الاصيل لان الانشطة التى يعملها الانسان فى حياته اليومية متعددة ولكن يقف على قمتها نشاط الكلام
المفتاح الاول : لجم اللسان: كما قال داود النبى فى المزمور “ضع يارب حارسا لفمى و بابا حصينا لشفتى”، فاعلم انك “بكلامك تتبرر و بكلامك تدان” و لا احد فوق هذا القانون.
المفتاح الثانى : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم ، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم الانسان
لنعيش هذا المفهوم يجب ان نفهم ان البشر على انواع ثلاثة هم :
1-الانسان الطبيعى : الذى يعيش الانسانية، مبادئ و افكار انسانية و علاقاته انسانيه يحيا فى اى مجتمع بالطبيعة الانسانية فقط
2- الانسان الجسدانى : هو انسان ينحدر عن طبيعته الانسانية، ويعيش على مستوى التراب و مستوى الجسد فقط و هو شخص يقع فى خطايا متنوعة مثل حب الشهوة و حب القنية حب التطلع و المناصب
3- الانسان الروحانى : هو انسان يرتقى فوق الانسان الطبيعى، و روحانى بمعنى ان الروح هو الذى يقوده و هو صاحب الديانة الطاهرة النقية و الانسان الروحانى ديانته نقية طاهرة لها جناحين
الجناح الاول فى الديانة الطاهرة النقية :
افتقاد اليتامى و الارامل فى ضيقتهم، و المعنى هو ان الانسان لكى تكون ديانته طاهرة نقية عليه ان يبحث عن كل انسان فى كل ضيقة فالمجتمع مازال يحتاج (و لا نقصد الاحتياج المادى و ان كان له أهميته) و لكن يقصد الاحتياج حتى الانسانى ، لذلك ان اردت ان تعبر ان لك ديانه حقيقية و طاهرة و نقية يجب اولا ان تفتقد اليتامى و الارامل فى ضيقتهم ، و ليس الافتقاد بمعنى الاحتياجات المادية فقط و لكن هناك احتياجات اكثر الحاح و اكثر عمقا، لذلك فكر كيف تبحث عن هؤلاء و كيف تخدمهم. يجب ان تهتم فى حياتك ان تدخل الى العمق فسؤالك و اهتمامك بالمرضى هو عمل رحمة.
. الجناح الثانى للديانة الطاهرة عند الله :
حفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم، هذه الرسالة كتبت فى القرن الثانى الميلادى و لم تكن هناك كل وسائل الاتصال الموجوده حاليا و كان التواصل الانسانى ليس له غير صورة واحده هى ان الانسان يقابل انسان و لكن يقول لنا حفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم لان العالم قد وضع فى الشرير و انت لك مسؤلية شخصية عن نفسك لأن الدنس موجود فى العالم و الشر موجود فى العالم و الشر ان كان زمان محدود اليوم هو بلا حدود و بكل وسيلة و متاح عند اطراف الاصابع .
هل تحفظ نفسك من دنس العالم نحن فى صلاة الساعة التاسعة نصلى و نقول “أمت حواسنا الجسمانية” و طبعا ليس المقصود الحواس الجسمانية نفسها (اللمس اللعين و السمع… و لكن المقصود أمت الشر الذى فيها، فالحواس كما هى مداخل للمعرفة يمكن ان تكون مداخل للشر لكن بما انك فى نهاية العام و تريد ان تكون حضورك و حياتك هى حياة حقيقية يجب ان تكون لك الجناحين فالجناح الثانى هو ان تحيا فى القداسة، و الكتاب يقول “ارادة الله هى قداستكم” و بهذه القداسة يستطيع الانسان ان يعاين الله، فى قلبك توجد محبات كثيرة و لكن يجب ان يتدرب الانسان كيف يطرد محبة هذه بحب اخر و ألا كيف نحيا فى السماء، فمهما تعاظمت اختراعات الانسان ستبقى فى الارض فقط، فاحترس لئلا تكون هذه النهضات العلمية و الانتشار الانسانى فى العالم يكون سبب لدنس العالم. قدس حواسك و ضع على كل حاسة حارس
العين : اهرب من المشاهده الضارة، كما قال الكتاب اهرب لحياتك
السمع : تجنب مجالس المستهزئين و السمعات الضارة التذوق : ينضبط بالصوم
اللمس : اهرب من الاماكن المزدحمة و احفظ نفسك عفيفا الشم : احفظ نفسك من بعض الروائح المثيرة او المتعبة ، او من المغالاه فى التزين و التنعم بصفة عام احفظ حواسك نقية و امزج جهادك بنعمة الله افتقاد اليتامى و الارامل هى مسؤلية خارجية (و ان كانت تنبع من القلب) و الثانى مسؤلية شخصية داخلية و هى حفظ الانسان لنفسه.