ارحب باسمائكم جميعاً المشاركين فى هذه الدورة الأولى لثقافة السلام ….واستخدام قيمة السلام فى حياتنا الصحفية وفى مجتمعنا المصرى .
سعيد إنى أتقابل معكم وسعيد أن يكون من بدايات نشاط هذا المركز هو استقبال مجموعة من أحبائنا فى الصحافة المصرية ومشاركتكم فى هذه الدراسة وهذه الدورة عن السلام الذى هو القيمة الأولى فى حياة البشر كبنى الإنسانية بصفة عامة .
هناك ثلاثة أنواع من الثقافات :
1. ثقافة الحوار .
2. ثقافة الجدار .
3. ثقافة الشجار .
– وهذه الثلاثية فى ثقافات البشر .
الثقافة الاولي : ثقافة الحوار :
الله خلق الإنسان كائن ناطق ذى عقل وفكر ولغة وكلام وبالتالى كانت ثقافة الحوار هى الأولى فى حياتنا كبشر ولكن للأسف الإنسان لم يستخدم هذه الثقافة فى بداياته ومازال يبتعد عنها فى كثير من الأحيان .
الثقافة الثانية : ثقافة الجدار :
وهى ثقافة الصمت … كشخص يقف امام حائط … شخص لا يتكلم والاخر لا يحاوره … وهذه الثقافة تحدث فى الأسرة الواحدة بين أب وابنه مثلاً وأحيانا تحدث على مستوى المجتمع أو مستوى المدينة أو مستوى مسئولية سواء مسئولية حكومية أو مسئولية اجتماعية سواء تنفيذية أو تشريعية … إلخ .
الثقافة الثالثة : ثقافة الشجار:
وهى عدم استخدام اللسان واللغة والعقل والفكر ولكن استخدام وسائل أخرى تمتد كثيراً فى الشجار بين فردين وتصل إلى الحروب بين الدول ليس بين دولتين ولكن بين دول متجمعة .
قد سمعنا عن ثقافة الشجار عندما حدثت فى الحرب العالمية الثانية والتى حصدت 50 مليون شخص ونجد اليوم فى أوروبا انهم يتجنبوا كل شئ كما تعرفون ويبتعدوا عن أى نزاع يمكن حدوثه
ومن منكم يقرأ فى التاريخ الأوروبى يجد أن بعض الدول تجنبت المشاركة فى أى شئ مثل سويسرا مثلاً وعاشت على الحياد واشتهرت بهذا الحياد ، بعض الدول الاخرى قاموا بعمل اتفاقية وحدة فى سنة 1960 وظلوا يبحثون عن عملة واحدة ما يقرب من 40 سنة وفعلا عام 2000 ظهرت العملة الموحدة واتحدت معظم الدول فى عملة واحدة واتحدت فى سياسات كثيرة وفى أفكار كثيرة فمثلاً نجدهم الآن يفكرون فى البيئة .
ومن الأشياء اللطيفة على سبيل المعرفة انه كانت بعض الدول تصنع سيارات وبعض دول تستخدم هذه السيارات فيحضروا سيارة نقل كبيرة لنقل 6 أو 8 سيارات ملاكى من مكان إلى مكان أخر فتستغرق 10 ساعات وهذا أدى إلى تلوث الجو فاقترحوا بعدها تحميل السيارات النقل التى تنقل السيارات الملاكى على عربات القطار فنجد القطار طويل جداً محمل عليه سيارات نقل بها السائقين الذين ينقلون السيارات الملاكى وتسافر من بلد إلى بلد وهذا يوفر من تلوث البيئة ووفر راحة للسائقين ونقل كمية كبيرة مرة واحدة وخلو الطرق من الزحام .
ونجد ايضاً مشكلة الثلج وما يحدثه من حوادث بسببه فاجتمعوا واقترح أحد العلماء عمل نوع من الأسفلت يشع من تركيبه الكيميائى حرارة تذيب الثلج بسرعة
أود أن أقول إن حوارنا الان ينتج ثمار … ثمار يستفيد بها البشر …
إذاً يا إخوتى الأحباء أنتم كصحفيين وكناطقين تجدوا الكنيسة القبطية المصرية فى تاريخها الطويل تحمل رسالة سلام لكل أحد .
أود أن أقول لكم بعض المعلومات :
أولاً : الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هى المؤسسة المصرية التى بقيت بلا إحتلال … فقد تم احتلال كل الوطن وكل مؤسساته إلا مؤسسة الكنيسة .
ثانياً : الكنيسة القبطية عبر تاريخها الطويل لم تسعى أبداً إلى أى سلطة زمنية وفى هذا نجد اختلاف الكنيسة الشرقية عن الكنيسة الغربية .
ثالثاً : الكنيسة المصرية كنيسة وطنية حتى النخاع ويهمها كثيراً هذا السلام الذى فى المجتمع
وأقص عليكم قصة مهمة عن مصرنا الحبيبة، مصر جغرافيا هى الدولة الوحيدة فى العالم المربعة square وهذا معناه أن لنا نظرة متوازنة شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً لا نميل يميناً ولا يساراً ولا لأعلى ولا لأسفل . والأهم من ذلك أن نهر النيل يمر فى وسطها … فى وسط البلاد ، ونحن نشرب من نهر النيل أمرين ، نشرب الماء ونشرب الوسطية وأظن أن كلكم بدون استثناء وأنا معكم نفتخر بأن يكون لدى أى منا شقة على النيل.. نحن كمصريين النيل فى دمائنا فكما قلت لكم اننا نأخذ منه شيئين نشرب المياه ونشرب الوسطية وأنتم كصحفيين مصريين بصفة عامة تتمتعوا بهذه الميزة مياه النيل وانتمائكم ثم وسطية حياتكم ( الوسطية ) حتى توجد عبارة نُدرسها فى الكنيسة تقول ” الطريق الوسطى خلصت كثيرين ” بمعنى أن الأب فى تربيته لابنه يقول له يا ابنى كن معتدل .. لا تصرف الذى فى يدك كله كن معتدل .. على هذا الأساس نجد تاريخ الكنيسة الطويل جداً يحمل صلوات خاصة من أجل نهر النيل ليس من أجل الماء فقط لكن من أجل الوسطية التى نشربها والتى نعيشها والتى نمارسها .
فى احدى المرات نشر خبر أننى سافرت الى روما فوجدت أسقف روما اتصل بى من أمريكا وقال لى متأسف جدا أنا فى أمريكا من أجل العلاج ولست موجود لاستقبالك قلت له عما تتحدث فاجابنى عرفت انك اتيت الى روما فقلت له أنا فى الأسكندرية ولم اسافر روما… فأجعلوا حياتكم فى سلام وأخباركم تتطلع فى سلام وضعوها فى قالب جميل وليس فى قالب مزعج .
يا أحباء … يكفى ازعاجاً فى مجتمعنا أعطونا بارقة أمل أعطونا روح رجاء .. شجعونا أعطونا جرعات تفاؤل جرعات تجعل الحياة طيبة بالنسبة لنا فيكفى المعاناة الموجودة فى مجتمعنا اجتماعياً وثقافياً ودينياً واخلاقياً فحتى اذا نشر خبر سيئ عن الأخلاق فهذا يجرح مشاعرنا …
اخيرا السلام صناعة صعبة .. توجد صناعات سهلة وصناعات كبيرة وصناعات ثقيلة أما السلام فصناعته صعبة ولكن من يصنع السلام بالحقيقة يصير ابناً لله .
كن صانع سلام حتى تنال رضا الله عليك لا تكن إنسان مثير ولا متعب حقق سبقك الصحفى بأسلوب راقى بما يحفظ سلامة المجتمع فكما قلت لك ثقافة الشجار لا تبنى وثقافة الجدار لا تعطى تقدم أما ثقافة الحوار تجعل الإنسان دائماً فى حالة نمو وتقدم ً.