عيد الميلاد المجيد فاتحة أعيادنا فى السنة الميلادية الجديدة، وإحتفالنا به ليس تاريخياً ولا كنسياً فقط، وإنما هو مناسب فوق الزمان إذ فيه وبه يفتقد الله بنفسه البشرية جمعاء…
إنه حدث ليس له مثيل فى تاريخ البشر، إذ أن “الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء (من خلال العهد القديم) قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا (نحن البشر فى العهد الجديد) فى هذه الأيام الأخيرة فى إبنه (السيد المسيح) الذى جعله وارثاً لكل شئ، الذى به أيضاً عمل العالمين” (عب1: 1، 2).
ولكن ما معنى أن الله بالتجسد يفتقد الإنسان؟!
الإنسان ثمين جداً عند الله… هو لذته وصنعة يديه… هو المخلوق الذى توج به الله خليقته، إن جاز التعبير هو شغل الله الشاغل.
الله يهتم بخليقته، عالمنا وكل ما فيه من قضايا وأحوال مادية ومعنوية منظورة أو غير منظورة، ولكن وسط كل هذا أراد أن يُكرم الجسد الإنسانى وأن يقدسه ويرفع من قيمته فإتخذ جسداً وحل بيننا نحن البشر (يو1: 14).
التجسد حدث فريد، ولكنه ليس ماضياً أو أثرياً، ولا مسيحيتنا متحفاً، إنما المسيح الذى أتى إلى بيت لحم يأتى اليوم لمن يقبله بالإيمان فى أى زمان وفى أى مكان ولأى إنسان.
التجسد كان الطريق إلى الفداء “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16) (راجع 1تى3: 16)
التجسد جعلنا ندرك قوة هذا الإسم “عمانوئيل“، “الله معنا” (مت1: 23)، ليس مجازياً ولا معنوياً، بل واقعياً وشخصياً، وفاعلية هذا الإسم الممتد معنا عبر الزمان “ها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر آمين” (مت28: 20).
كثيرون يفكرون فى المسيح على أنه فى “الماضى”…وآخرون يفكرون فى المسيح الذى سيأتى فى “المستقبل”…. أما نحن فنؤمن بالمسيح الحاضر معنا والعامل فينا إنه بالحقيقة حياتنا كلنا… وخلاصنا كلنا… ورجاؤنا كلنا… وشفاؤنا كلنا… وقيامتنا كلنا…
“2014” سنة جديدة حلوة مع يسوع، فيها بركات الفرح والسلام والمحبة لجميعكم، ولبلادنا العزيزة.
مع أطيب أمنياتى….. 1/1/2014 م