القي قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم الاربعاء 12 فبراير 2014 عظته الأسبوعية والتي دارت حول حياة الشركة والتي جاءت ضمن موضوع الوحدة بين الكنائس و بين كل المسيحين فى كل العالم …..وقد جاء في العظه :
شرح كلمة معا :
كلمة “معا” كلمة ساحرة من الكلمات التى ذكرت فى الكتاب المقدس “هوذا ما احسن و ما احلى ان يسكن الاخوة معا” و علي الرغم من ان هذه الكلمة حروفها قليلة الا انها ذات معانى كثيرة
اقف معكم امام ثلاث معان لهذه الكلمة:
هذه الكلمة تحمل القوة و تحمل الجمال و تحمل الحياة
+ كلمة معا بلا شك تحمل قوة:-
و من الكلمات العربية المشهورة (الاتحاد قوة) ان تاملت فى يدك سوف تجد هذه الاصابع لا اصبع فيها يتشابه مع الاخر، مختلفين تماما، مختلف شكلا و حجما و طولا و مختلف ايضا فى امكانياته و مختلف فى موقعه، و اظنك لو تخيلت ان اصابع يدك كلها بنفس الشكل و نفس الحجم كانت اليد لا تستطيع ان تعمل شئ. و لكن اتحاد الاصابع بهذا التنوع و كلما فعلت شيئا بيدك كانك تعبر عن قوة كلمة معا.
+المعنى الثانى فى كلمة معا انها جمال:-
هذه الكلمة تجمع البشر و البشر ليسوا قوالب فالبشر اجناس و بيئات متعددة و حضارات و لغات و عادات و البشر ايضا نوعيات و افكار و البشر فنون و فلسفات و مذاهب، و هذا هو الجمال للحياة الارضية، و لذلك على سبيل المثال يقولون (فى السفر سبع فوائد) لان من خلال السفر يتقابل الانسان مع اخرين اجناس و لغات اخرى فتزداد انسانيته و تزداد معرفه و تكون الحصيله فى انه يزداد فى الجمال. +الامر الثالث ان كلمة معا فيها حياة:-
اقرب دليل على ذلك اذا سالتك ماذا تعنى كلمة صحة، فالصحة فى معناها العلمى هى توافق كل اعضائنا مع بعضها و ان فقدنا هذا التوافق باى نسبة يدخل الانسان فى حالة مرض
. كلمة معا تعنى الحياة.
حياة الشركة لها جذور فى ايماننا المسيحي:
+شركة الاقانيم:-
نحن نؤمن بسم الاب و الابن و الروح القدس الاله الواحد، نحن نؤمن باله واحد مثلث الاقانيم نؤمن بالجوهر الواحد و نؤمن بالذات الالهيه الواحده، و عندما نقول الاب و الابن و الروح القدس هو تعبير عن هذه الشركة.
+شركة الاسرة المسيحية:-
الاسرة المسيحية عندما تتكون من ثلاثة هو و هى و المسيح، و هذا الرباط المقدس الذى يربطهم يكون هذه الوحده او هذا الكيان، و يقول لنا ربنا يسوع المسيح “اذا اجتمع اثنان او ثلاثة باسمى اكون فى وسطهم” بمعنى ان هذه الشركة التى تكون الاسرة هى بداية الحياة و هو الكيان الذى قصده الله من خلقة الانسان فى بناء الاسرة و هذا شئ هام فى تكوين الاسرة المسيحية ان السيد المسيح يربط بين الاثنين و يصير حاضر و يجمع الثلاثة (المسيح و هو و هى) روح الحب و فى هذه الشركة الله يعطينا الثمر ابناء و بنات. +شركة الكنيسة:-
نحن نقول على الكنيسة فى احد تعاريفها انها جسد المسيح و نحن اعضاء فى هذا الجسد و الكنيسة جسد المسيح و نحن اعضاء فيها ليست عضوية انتساب و لكنها عضوية حقيقية و دائما كلمة الشركة تذكر كثيرا فى صلواتنا نقول (يارب انت اعطيتنا ان نشترك فى تذكار قديسيك) نحن الاحياء على الارض نشترك فى تذكار قديسيك الذين سبقونا فى السماء لهذا السبب يوجد فى كنائسنا حامل الايقونات الذى يحمل ملامح القديسين و القديسات الذين سبقونا الى السماء و كانهم يتطلعوا الينا لكى ما يشجعونا على حياتنا و على طريقنا الروحى و نحن على الارض لكى ما نلحق بهم و يكون لنا نصيب فى السماء.
+++كيف يكون لى دور فعال فى هذه المشاركة و هذه الحياة التى فيها كلمة معا، اليك بعض النقاط التى تساعدك فى هذا الموضوع:
+يجب ان تقبل نفسك:-
و كما قال القديس مار أسحق (اصطلح مع نفسك تصطلح معك السماء و الارض) بمعنى ان تكون من داخلك راضى بنفسك غير متذمر على نفسك، او تكون انسان عايش فى داخله خطايا معينه تعوق شركته مع الله، فان اردت اول خطوة فى خطوات هذه الحياة لتكون عضو فعال فى كنيستك فى مجتمعك فى حياتك فى اسرتك يجب ان تبدأ بخطوة التوبة و تقبل ذاتك و تعتبر ان هذا عمل يومى، و عندما يقول لنا الكتاب فى العظة على الجبل “طوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله” بمعنى ان بنقاوة قلبك ستمتلك قدرة ترى بها الاخرين و تصل بك هذه القدرة ان ترى بها الله، نقاوة القلب و توبته تجلعك تصل الى ان تعاين الله و ترى الله، لهذاالسبب كنائسنا فى كل مكان عندما تريد هذه الوحده انما تبنى على اساس قوى من توبة كل فرد فيها و على اساس النية الخالصة فى حياتنا و على اساس نقاوة قلب الانسان.
+كن انسان صادق مع نفسك:-
احيانا الانسان فى حياته اليومية لا يكون صادق و يكون من خارجه شكل و من داخله شكل،و خطية اليهود المشهورة خطية الرياء، لانكم تعملون الاشياء الظاهرة فقط و لكن جوهر الاشياء ابتعدتم عنه. عش فى حالة صدق مع مجتمعك و مع كنيستك و مع الهك، كن انسان صادق.عش الصدق فى حياتك و اجعل الصدق طريقك باستمرار فكما هو مكتوب “كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة”.
+امتلك الحب و اتقن فن الحب:-
كيف تحب الحياة و كيف تحب كل انسان و الخليقة كلها، و فى الترانيم التى قدموها الاحباء و فى التسابيح الكنسية نخاطب المسكونة كلها البرد و الحر و الانهار و الجبال و كل الخليقة لكى ما تشترك و نقول (سبحوه و زيدوه علوا) اجعل قلبك لا يعرف غير هذه المحبة اجعل قلبك يتسع للعالم كله، و هو يتسع للعالم عندما يسكنه الله و بقلبك المملوء بالمحبة المسكوبة من شخص ربنا يسوع المسيح تستطيع ان ترى الوجود كله جميلا و ترى فى كل انسان جمال، دائما عالم الانانية ضيق اما عالم المحبة فواسع، وكما قال القديس اغسطينوس (حب الكل فيكون لك الكل).
+اجعل ايمانك بالسيد المسيح ايمان حاضر و قوى:-
و لا تنسى وعده “ها أنا معكم كل الايام و الى انقضاء الدهر” و اول اسمه نقوله لربنا يسوع المسيح فى اعيادنا بحسب الكتاب “اسمه عمانوئيل الله معنا” عش هذا الايمان و تمسك به. الله حاضر و الله عامل و الله قادر و الله ضابط الكل و هذه الحياة التى نحياها مضبوطة فى يد الله. اجعل ايمانك حاضر ان الله لازال يعمل و سيظل يعمل الى نهاية الدهور و لا ينسى. و مهما كانت الصلوات التى ترفعها حتى لو كانت قصيرة او قليلة فالله يسمعها و يستجيب و فى الوقت المناسب.
+دائما احتمى فى كنيستك:-
الكنيسة كيان سماوى المسيح قال على هذه الصخرة ابنى كنيستى، الكنيسة المسيحية كلها الذى بناها هو السيد المسيح و الكنيسة المسيحية فى كل العالم بناها السيد المسيح و هى عروسه و قالها بصيغة الملكية، و هى المكان الوحيد المذكور فى الكتاب المقدس بهذا تعبير “كنيستى” عش فى هذا الكيان و تمتع بعروس المسيح و يجب ان يكون لك دور فعال و يجب ان يكون لك عمل و خدمة و نشاط داخل الكنيسة بصفة عامة و يجب ان يكون لك المشاركة مع اخوتك و روح الانفتاح الذى فى قلبك. يعطينا مسيحنا يا احبائى ان تكون حياتنا حياة مباركة و حياة مقدسة فى اسمه القدوس له كل مجد و كرامة من الان و الى الابد امين.