عظة قداسة البابا تواضروس الثانى في عيد القيامة المجيد يوم السبت الموافق 19 أبريل 2014م
عيد القيامة هو قمة اعيادنا و فرحة أفراحنا نحتفل به دائما فى مثل هذه الاوقات من كل عام نتذكر حياة السيد المسيح على الارض و بها مشاهد كثيرة لكن اهم مشهد هو يوم الصليب و يوم القيامة.
قبل الصليب كان السيد المسيح معلما و راعيا أما على الصليب كان مخلصا و محررا أما بعد القيامة فكان المسيح حاضر و مفرحاً.
قبل الصليب “المسيح معلماً”
فكان يجول يصنع خيرا, استخدم كل الوسائل المتاحة للتعليم من عظات و امثال و مقابلات و معجزات,
دائما يبدأ التغيير بالتعليم فهكذا صنع السيد المسيح
تقابل مع أناس كثيرين من مختلف الطبقات مثل زكا العشار , المرأة السامرية , نيقوديموس و الاطفال و كان يعلمهم بكل تقدير و قبول و كل احتواء.
على الصليب ” المسيح مخلصاً”
نطق السيد المسيح بسبع عبارات على الصليب, فكان الصليب يمثل كل خطايا البشر “ملعون كل من علق على خشبة” ,
“يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون” فقدم على الصليب قمة التسامح
“هوذا أبنك” “هوذا أمك” : تعبير عن فضيلة الدفء الاسرى و الاهتمام الاسرى حتى فى ساعات الضيق.
“اليوم تكون معى فى الفردوس” : تعبير عن شكل المصالحة التى قدمها السيد المسيح على الصليب بين الله و الانسان, هناك انواع كثيرة من الحريات لكن الحرية الحقيقة تبدأ من داخل قلب الانسان عندما يقدم توبة و يصير قلبه نقياً.
بعد القيامة “المسيح حاضراً و مفرحاً”
القيامة تعنى حضور المسيح الدائم و الفرح الذى يسكبه فى قلب الانسان , فصار السيد المسيح حاضراُ فبعد القيامة مباشرة ظهر السيد المسيح للتلاميذ الذين كانوا فى حالة قلق و خوف و قال لهم “سلام لكم” و فرح التلاميذ اذ رأوا الرب , فصار حضور السيد المسيح الحضور المفرح
الانسان فقد الفرح بسبب الخطية و صار فى حالة قلق .
هذا هو السيد المسيح الذى جاء ليبدأ عهداً جديداً مع البشر أى زماناً جديدا هذا الزمان أى ملء الفرح و السلام و المحبة و لذلك السيد المسيح ليس مجرد اسطورة او شخصية تاريخية , انه القائم فى عيد القيامة لكى ما يمنح فرحاً لكل احد.
قيامة السيد المسيح تعطينا أمل فى الحياة الابدية و تعطى لحياتنا رجاء , فالقيامة تعنى اليقظة و النهضة و البداية الجديدة و العمل .
عيد القيامة هو فمة اعيادنا فلولا القيامة لم تكن هناك مسيحية و لم تكن هناك كنيسة و لم يكن هناك انجيل و لم تكن هناك حياة ابدية.
هذه القيامة التى نفرح بها فى هذه الليلة و نصلى من اجل بلادنا ان تقوم و تنهض و نحن كلنا ثقة و يقين فى هذه النهضة و نصلى من اجل كل المسئولين فيها من السيد رئيس الجمهورية و كل الذين يخدمون فى هذه البلد بامانه وحق, و نصلى ايضا من اجل البلاد التى حولنا و بها صراعات من اجل ان يعطهم الرب الهدؤء و السلام و نصلى من اجل بلادنا ان يحفظها الرب من كل شر و من كل شبه شر.