ندين بالفضل والولاء للقديس مارمرقس فهو الذى سلمنا المسيحية على أرض مصر. أتى إلينا القديس مارمرقس تقريباً فى النصف الأول من القرن الأول الميلادى، ودخل مصر من جهة الغرب، ووصل إلى مدينة الإسكندرية التى نعتز بها ونحمل أسمها.
جاء القديس مارمرقس لا يملك شيئاً ولا يحمل غير الإيمان، هذا الإيمان هو الذى دفعه ليتحمل كل هذه المشقات، وهو لا يدرى كيف يتحرك.
من يحركه؟ مسيحه. من يطمئنه؟ الروح القدس الساكن فيه. وفى عيد إستشهاد كاروزنا، قد قمنا بتطييب رفاته، نجد أن كنيستنا تعلمنا أن نعمل ثلاثة أشياء مهمة جداً وصالحة لحياتنا.
أول شئ هو الأنبوب الذى يحتوى على جزء من الرفات، ويكون من الخشب، والشئ الثانى هو وضع مجموعة من الحنوط والأطياب ذات الرائحة العطرة عليها وثالثاً نزفها مع الألحان والتسابيح والتماجيد ونذكر أسم القديس الذى نحتفل به.
أولاً : أنبوب الخشب :
وكلمة خشب أو كلمة شجرة تنبه أذهاننا فوراً إلى الصليب، فهذا القديس الذى نحتفل به قد حمل الصليب مثل معلمه الذى قال: “إن أراد أحد أن يأتى وراءى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى” (مت16: 24). وهكذا حينما نتبرك من الأنبوب الخشبى الذى يحتوى رفات مار مرقس فنحن نأخذ بركة الصليب الذى حمله القديس مارمرقس فى حياته كلها.
ثانياً : أننا نستخدم الحنوط والأطياب :
وكلها ذات منشأ نباتى، نستخلص من النباتات المادة العطرية التى فيها، هذه المواد العطرية لها رائحة طيبة كمثل الإنسان الذى يعيش بالإيمان ويحيا حاملاً الصليب وتكون حياته فى رضا الرب.
فتظهر فيه رائحة المسيح الزكية، والقديس مارمرقس ظهرت فى حياته رائحة المسيح الزكية، فهو رسول إنجيلى وصاحب مدرسة تعليم، وواضع القداس الإلهى، وختم حياته بالشهادة.
الحنوط بعضها مواد صلبة والبعض الآخر مواد سائلة وكلاهما يُعبر عن الحياة بما فيها ناعم وخشن، ليست مواقف الحياة كلها ناعمة وبالرغم من ذلك يجب أن يظهر فينا رائحة المسيح الزكية.
وعندما تشتم رائحة الأطياب فأنت تشتم رائحة عطرة تُعبر عن حياة مارمرقس كلها. الأكثر من هذا أن هذه الأطياب كلها نباتية المنشأ مما يذكرنا بالفردوس، فكأن السيرة العطرة جعلت لمارمرقس مكاناً فى الفردوس ومكاناً فى الملكوت. فهل لك سيرتك العطرة؟
ثالثاً : الدورة بالتماجيد والألحان والتسابيح :
وكأننا نقول أن هذا القديس يعيش الآن فى تسبيح سماوى، وفى نفس الوقت نتذكر السماء التى نحن مدعوون إليها، وكل ما فيها هو تسبيح مستمر، لا ملل ولا ضجر ولا شيئاً من هذا، كما أن المدائح والترانيم هى أنواع من الصلوات ترفع قلوبنا للسماء، وكأننا نقول أن القديس مارمرقس الذى نحتفل به فى السماء، حياته حياة سماوية ونريد أن تكون حياتنا كذلك.
الثلاث علامات :
الأنبوب الخشبى رمز حمل الصليب، والعطور والحنوط رمز للسيرة العطرة، والتسابيح والتماجيد رمز إلى الحياة السماوية للقديس الذى نحتفل به. نطلب شفاعة مارمرقس وطلباته من أجل الكنيسة ومن أجل مصر التى أحبها وبشرها، وكل سنة وأنتم طيبين….
ولإلهنا المجد دائماً أبدياً. آمين.