تصريح قداسة البابا تواضروس الثانى عن زيارة دولة الامارات العربية المتحدة
في بداية محاضرته الأسبوعية اليوم الأربعاء الموافق 14 مايو 2014م تكلم قداسة البابا تواضروس الثانى عن زيارته لدولة الإمارات العربية قائلا :
” تشكر الله انه اتم لنا زيارة دولة الإمارات العربية وكانت الدعوة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد النهيان رئيس دولة الامارات العربية و كانت الزيارة لافتقاد ابنائنا وهدفها الرئيسى تقديم الشكر لهذه البلاد التى وقفت بجوار مصر وايضا لانها تقدم الرعاية الشاملة لكل ابنائنا المصريين وساعدت الاقباط فى انشاء كنائس لممارسة العبادة فى اثناء تواجدهم للعمل أو الدراسة أو اى عمل اخر… تقابلت فى هذه الزيارة مع اصحاب السمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس الدولة وحاكم دبى و الشيخ محمد بن زايد النهيان والى عهد ابو ظبى ورئيس المجلس التنفيذى و الشيخ د/ سلطان القاسمى حاكم الشارقة , وتوجد فى هذه الامارات كنائس بها عدد من ابنائنا وكهنة ورهبان وكلهم تحت رعاية الانبا ابراهام مطران القدس والكرسى الاورشليمى وفى اخر يوم رتبت الدولة زيارات خاصة قصيرة لحكام الامارات الاخرى فقمت بزيارة حاكم عجمان سمو الشيخ حميد النعيمى وحاكم ام القوين سمو الشيخ سعود المعلق وحاكم راس الخيمة سمو الشيخ سعود بن صقر وبالحقيقة قدموا محبة وأظهروا كل تقدير للكنيسة القبطية والمصريين العاملين هناك لامانتهم واخلاصهم , وتعب معنا معالى السفير دولة الامارات السفير حمد ومعالى السفير المصرى ايهاب حمودة لترتيب برنامج الزيارة وكان يرافقنا فى كل الزيارة الشيخ السفير محمد بن نخيلة وكان معنا مسئول العلاقات بالديوان الملكى حمد المرى وأيضاً تعب الكثير من اراخنة الكنيسة والخدام هناك , نشكر الله كثيرا على عمله ومحبته والرعاية و روح التسامح الموجودة فى دولة الامارات وقد تعجبت انه يعيش على ارض دولة الامارات 200 جنسية فى سلام ورعاية ويجدوا كل الرعاية والسماحة والروح الانسانية الجميلة التى التمستها فى كل اصحاب السمو الذين تقابلت معها ونقدم لهم الشكر باسم الكنيسة القبطية. ”
ثم كانت كلمة قداسة البابا بعنوان : “كيف نحب الكنيسة التى هى جسد المسيح؟ ”
وقد جاء بها:
نرافق فى فترة الخماسين القديس يوحنا الحبيب من خلال انجيله ورسائله التى سجلها وسفر الرؤيا التى رأها.
نتأمل اليوم فى “كيف نحب الكنيسة التى هى جسد المسيح؟ من خلال الرسالة الاولى وهى مكونة من 5 اصحاحات و تكررت فيها كلمة “يعرف” 22 مرة و وايضاً تكررت كلمة المحبة كثيراً
المعرفة القلبية الداخلبة هى المعرفة الحقيقة كقول بولس الرسول “لأعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته” , فى هذه الرسالة يقدم لنا صورة عن المعرفة والمحبة , فمدلول المعرفة معرفة الايمان الحقيقى من خلال شخص ربنا يسوع المسيح وتقيم معه علاقة حقيقية فاذا نجحت سوف تمارس معه المحبة وتسطيع ان تحب حسب قلب الله.
لم يذكر اسماء فى هذه الرسالة ولكنه استخدم كلمة يا أولادى ويخاطبنا بصيغة التعليم ليس معلم نظريات لكنه معلم روحيات, ليس معلم عرف المسيح فقط لكنه معلم عرف وتعلم المحبة الصادقة وعاشها وارتبط باسمه فصار اسمه يوحنا الحبيب.
اذا كان عندك ايمان وتؤمن بشخص ربنا يسوع المسيح فترجم هذا الايمان الى محبة , قد تترجمه فى محبة الخدمة أو محبة الشهادة أو محبة التكريس والرهبنة أو محبة الدراسةو البحث أو العمق فى الحياة الروحية, لكن هناك ترجمة ينبغى ان نشترك فيها جميعاً هى محبة الآخر , قربياً أو بعيداً , من نفس اعتقاداتى أو من غيرها , من جنسيتى أو من غيرها.
كيف تترجم ايمانك الى محبة الآخر؟ وهذا هو الدليل أو الترمومتر لكشف محبتك لله.
تسمى هذه الرسالة بانها ذات الواحات المتوازية لانه يكرر الفكرة بأكثر من صورة لتشرح الحياة المسيحية الاصيلة.
كيف تقتنى هذه المحبة (محبة اعضاء الكنيسة) التى تعبر عن ايمانك بالمسيح؟
1- تجنب الخطية فى حياتك اليومية ومصادرها : “إن قلنا: إن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق.” (1يو 1 : 6) , مثل خطايا الغضب و اللسان والكآبة والتذمر والاهمال, فتجنب الخطية وكن مدققا فى حياتك ولكن اذا اخطات فتذكر أن باب التوبة مفتوح.
2- احفظ الوصية جيداً : “وبهذا نعرف أننا قد عرفناه: إن حفظنا وصاياه” (1يو 2 : 3) , اعرف وصية الانجيل واحفظها ليس فقط الحفظ الغيبى لكنه الحفظ الحياتى ما يسميه الاباء الانجيل المعاش فاجعل انجيلك هو سلوكك ومرآتك التى ترى فيها ذاتك , واهم ما فى الوصية ان تشعر بمحبة المسيح لك، احفظ الوصية وضع فى اولها وصية المحبة التى بها تقابل محبة الله لك.
3- لا تتعلق بالعالم كثيراُ : “لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب لأن كل ما في العالم : شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم” (1يو 2 : 15- 16) , لاتجعل لك شيئاً فى العالم يجذب قلبك بل اجعل مسكن قلبك عند الله.
4- احترس من الكذبة :”أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة”(1يو 2 :18) “من هو الكذاب، إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح؟ هذا هو ضد المسيح، الذي ينكر الآب والابن” (1يو 2 :22)
احترس من من يشوش على ايمانك, ويجعل ايمانك منحرفاً , احترس من الحية التى تتسلل وتفسد ايمانك تحت اى مسمى.
كنيستنا القبطية الارثوذكسية تحوى انقى الايمان فى العالم وتعبر عن ايمانها المستقيم بشخص ربنا يسوع المسيح بتعبيرات نقية وعاشت فى هذه الاستقامة من جيل الى جيل لذلك فهى تحب العالم كله.
والكذبة مثل الهراطقة من ظهروا قديما أو فى الايام المعاصرة فالكذبة من يكذبوا فى تقديم الايمان, نحن اليوم نتذكر ق. اثناسيوس الرسولى الذى وقف ضد العالم حتى عندما صار العالم كله اريوساً وقال انا ضد العالم , اريوس فى زمنه كان كاذبا وايضا مقدونيوس واوطاخى ونسطور , فاحترس من الكذبة واملئ قلبك بمحبة المسيح ومن خلاله حب كل احد.