قام صاحب الغبطة والقداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم الإثنين بصلاة عشية عيد التجلي بكنيسة السيدة العذراء بمنطقة كليوباترا ، وألقي كلمة روحية في هذه المناسبة بعنوان “السماء علي الأرض” ، بمعني ان نحيا حياة السماء بينما أقدامنا علي الأرض عن طريق النقاط التالية
– السماء علي الارض في أمور ملموسة :
الكنيسة قطعة من السماء
الكتاب المقدس دليل للسماء
الكهنوت رفيق السماء
الرهبنة صورة السماء
– السماء علي الارض في أمور معنوية :
القداس الالهي رحلة للسماء
التسبيح والألحان لغة السماء
التوبة خطوة الي السماء
الخدمة وعمل المحبة دعوة للسماء
علينا ان نفرح بحياة السماء ونحياها ونحن علي الارض
وقام قداسته بمباركة الجميع بعد العشية
عظة قداسة البابا تواضرواس الثاني
كنيسة العذراء مريم بكيلوبترا- الاسكندرية
عشية عيد التجلي
الاحد ١٨ اغسطس ٢.١٤
باسم الاب و الابن و الروح القدس ، الاله الواحد امين ، تحل علينا نعمته و بركته من الان و الي الأبد امين.
كل سنة و انتم طيبين بمناسبة عيد التجلي، و هو اخر عيد في السنة القبطية. و احنا عايشين عيد التجلي، بنتامل في السماء و نعيش كأننا في السماء. و الارض فيها أشياء كتير جميلة لكن المهم ان قلبنا يبقي في السماء. و علي الارض و في كنيستنا في أشياء ملموسة و أشياء غير ملموسة بتعيشنا في السماء.
اولا الأشياء الملموسة
ا- الكنيسة: بنسميها سفارة السما، و بنقول كما في السماء ، كذلك علي الارض، و كأننا عايزين الارض تبقي زي السماء و عايزين نعيش السماء علي الارض
ونصلي و نقول في الاجبية، اذا ما وقفنا في هيكلك نحسب كالقيام في السماء.
الكنيسة بيت الله في السماء. و قال رب المجد و علي هذه الصخرة ابني كنيستي.
ولذلك ندخل الكنيسة في منتهى الهدوء و الوقار ، و نأخذ بركة من الأيقونات و كأننا بناخد بركة من السماء. لذلك يجب ان تكون أمينا الي الموت علشان تستمتع بالسماء.
٢-الانجيل : هو دليل للسماء، زي ما تروح بلد اخري وعند وصولك، يسلمك دليل الإرشاد علشان تعرف تمشي و تزور البلد. كذالك الطريق للسماء محتاج إرشاد .السكة طويلة للسما ، فسمحت لنا عناية الله ان يعطيناالله دليل للسماء، في واحد في بيته بيفتح التلفزيون، و النت ، و الكمبيوتر، و الدش لكن ما بيفتحش الانجيل. كان فيه بيت شيك و فيه ترابزة جميلة الانجيل محطوط عليها و ماما كانت كل يوم تنظف التراب من البيت و تمسح التراب من علي الانجيل، فجاء الولد الصغير و قال لماما هو الانجيل بتاع مين؟ فقال ، بتاع ربنا، فقالها طب مترجعوه لربنا مش بدل مانت طول النهار تنضفي التراب من علي الانجيل. الانجيل هو مصدر فرحنا، الكتاب بيقول ..عند كثرة هومي في داخلي ، تعزياتك تلذذ نفسي. و يقول المزمور “طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ”
مره سافرت بره قبل ما ابقي راهب ، سافرت أتعلم ، أعطوني كتاب برتقالي( orange book) كدليل لكل شئ في المصنع، و كنت أقف قدام أي ماكينة ، افتح الدليل و اعرف عنها كل شئ. الله من سماه يبعت لكل واحد رسالة كل يوم. احيانا نسأل اعمل ده و لا ده، دليلك هو الانجيل اللي يرد علي أسألتك. و في اخر الانجيل يقول ” طُوبَى لِمَنْ يَحْفَظُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ». (رؤ ٢٢: ٧).
٣- الكاهن -هو المرشد الروحي رفيق السماء
اللي بيرشد الناس للطريق للسماء . يسأل التلميذ ابوه ، قل لي كلمة منفعة، الأبوة التي تحنو و تعلم، الكاهن ممكن يكون موظف، بيعمل عمله كويس جدا بس مش اب و عندهوش أبوة
قابلت واحد و قال لي عاوز اعترف، و كان عندي طيارة و علي بعد ١٥٠٠ ك و معنديش وقت و الرحلة مدتها ساعة و نصف ، و قال لي هاجي وياك في الطيارة علشان اعترف. ده انسان خايف علي خلاص نفسه و علي حياته الأبدية .اب الاعتراف ، احيانا يبقي مع المعترف ٣٠ سنة. علاقة اب بابنه ، بيكبر علي أيده . نقوله ابونا ، اب في رباط ، اب بيمشي و ياك لحد ما توصل للسما. و هذه الأبوة كانت موجوده بين الرهبان و في بدايات الرهبنة ، كانوا الاباء يتتلمذون علي أيادي آباء البرية، و كانت الرهبنة هي هدية مصر للعالم المسيحي. و الأقباط ، فيهم ميزة مش في العالم كله، لما يحبو يتفسحوا ، يروحوا الدير. لان في الحياة الديرية، حياة أبوة و كأننا في السماء.
يوحنا ذهبي الفم زار مصر من أنطاكيا و نادي الرهبان و كانو الرهبان في قلالي و مكنش فيه صور و لا إنارة غير مصابيح ، فكان الواحد يشوف الصحراء قلالي منورة علي مسافات مثل النجوم.فلما رجع من السفر ، سأل الرهبان القديس يوحنا ” ماذا رأيت في مصر ؟ فقال “السماء في نورها ، ليس بجمال برية شهيت بكل نساكها” .كل واحد عايش في فضيلة و يقدم لنا صورة حلوة و كأننا في السماء.
و علشان كده بتزوروا الدير و بتروحوا للقديس الانبا بولا ، الانبا انطونيوس، البابا ﻛﻴﺮﻟﺲ و تستمتعوا بهم و كأنكم في السماء.
في أمور معنوية تعيشني في السماء.
١- القداس الالهي : هو رحلة للسماء ، عشية ، تسبحة، رفع بخور باكر و قداس و في نهاية القداس ، المزمور ١٥٠ نقول سبحوا الله في جميع القديسين .يا بخت اللي يجئ القداس و قلبه في السماء.الشماس لما يقول ،” أيها الجلوس قفوا و الي الشرق انظرو” مش بيقول الكلام ده للي جالس ، بدا ممكن تكون مريض ، بس بيقول الكلام ده للي جالس في الخطية، هل انت منتظر مجئ المسيح الثاني فعلا و ناظر الشرق مستعد، يا بخت اللي يشارك في القداس كله . اه رأيك في اللي يجئ من نص الرحلة، نقوله فاتك نص عمرك، واحد يجئ ، في نص القداس، و ميستمتعش بكل شئ و برحلة المسيح في القداس.
٢- التسبيح:- كنيستنا فيها مدائح كثيرة و ترانيم كتيرة…. ليه علشان السماء مكان للتسبيح.
يقول القديس اغسطينوس “من يسبح، يصلي مرتين” التسبيح لغة السمائين ، و نسبح بالعربي و القبطي ، و اليوناني و ساعات بلغات اخري لو الكنيسة في بلد اجنبي، لان المسيحية لا تعترف بالجغرافية. لان الكتاب يقول ” لانه هكذا احب الله العالم، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية “. عيش ألحان كنيستك و مدائح كنيستك ، كل ده يخليك تعيش في السماء.
٣- التوبة: خطوة للسماء ، كل مرة تقدم توبة ، تنقي قلبك، و تقرب من السماء ، مكتوب طوبي لأنقياء القلب ، لأنهم يعينون الله. ربنا يعطيكم العمر الطويل علشان تتعلموا تعيشوا في السماء.
القديس موسي ، كان مطروح بعيدا عن السماء ، كان اسود و لكن كان قلبه ابيض بسبب التوبة. نعيش القداسة بكل صورها و القداسة موجوده في نهر التوبة.
٤- اخيرا ، الخدمة و اعمال المحبة : هي دعوة للسماء. خدمتك و عمل المحبة ، كما يقول كنت مريض فزورتموني ، كنت محبوسا فزورتموني ، الخ ، كلها اعمال رحمة. بتعمل اعمال محبة، و لا قلبك قاسي، و لا يشعر بالآخر .المسيح بيفرح كثير خالص بأعمال المحبة. في واحد ربنا يعطيه مال و خيرات ، و لا يعمل اعمال محبة. الام تريزة كانت بتخدم في الهند ، و معندهمش إضاءة ، و كانت توفر تمن الإضاءة في صحن الكنيسة ، علشان تخدم الناس. بسب الأجهزة و التكنولوجيا الحديثة ، بقي قلبنا ناشف. بقي الأطفال تري المناظر المرعبة و لا يتأثرون ، في حين المسيح طالب بالصدقة ، الصلاة ،و الصوم. و رقم واحد هي الصدقة لانها دعوة للسماء. اخيراً لازم ننشغل بالسماء و نعيش التجلي . دور علي الآيات اللي نصها الاول الارض و نصفها الثاني في السماء تبقي كما نعبر الكوبري. عيد التجلي هو اخر عيد في السنة الكنيسية ، لذلك نقول جيد يارب ان نكون ها هنا. وانت بتتعامل مع اب الاعتراف جيد يارب ان كون ها هنا. في مرة جاء للزيارة احد الاباء مع مجموعة من خارج مصر ، فأرسلته لزيارة قرية، و لما رجع ، قولت له اسف تعبتك يا ابونا، ، قال احنا كنا في السما و قابلنا المسيح، علشان قابلوا الفقراء و المساكين. ربنا يديكم تعمل اعمال رحمة ، و كل سنة و انتم طيبين. و لإلهنا المجد الي الأبد امين