استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي والذي ضم السيد عبدالله جيميدا داو رئيس البرلمان الإثيوبي ونخبة من ممثلي الأحزاب السياسية الإثيوبية وكذلك الكتاب والفنانين وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال .. وقد التقي الوفد عدد من المسئولين الرسميين والدينيين المصريين على رأسهم المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
. .. حضر اللقاء صاحبا النيافة الأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص ومنسق العلاقات بين الكنيسة القبطية والكنيسة الإثيوبية والآباء سكرتارية قداسة البابا ..
ومن ناحية اخرى من المتوقع أن يقوم بطريرك إثيوبيا ابونا متياس بزيارة للكنيسة القبطية في يناير القادم ، وهي تعد اول زيارة لقداسته لكنيستنا منذ تنصيبه في مارس 2013
حفل استقبال لوفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي بالاجتماع الأسبوعي لقداسة البابا ..
حضر وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي الذي يزور مصر حاليا الاجتماع الأسبوعي لقداسة البابا تواضروس الثانى .. حيث تم ترتيب حفل استقبال للوفد خلال الاجتماع حضره سفير إثيوبيا بجمهورية مصر العربية محمود جرير ، وقام نيافة الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص ومنسق العلاقات بين الكنيسة القبطية والكنيسة الإثيوبية بتقديم الحفل الذي تضمن مجموعة من الترانيم لفريق كورال من الكنيسة القبطية ، تلاها كلمة لرئيس مجلس البرلمان الإثيوبى عبدالله جيميدا داو ، وقام السفير الإثيوبي بعملية الترجمة ، ثم قدم كورال من الكنيسة الاثيوبية مجموعة من الترانيم ، بدأت بعدها محاضرة قداسة البابا التي استهلها بكلمة ترحيب بالوفد الإثيوبي الشقيق ، جاء فيها:
“نحن سعداء كثيراً بزيارة هذا الوفد الممثل للشعب الإثيوبى المحب الذى نكن له كل محبة واحترام ، إثيوبيا لمصر كما عبر عنها نيافة الأنبا بيمن الذى يرعى مسئولية العلاقة مع الكنيسة الإثيوبية إنها علاقة القلب والعقل أو العقل والقلب ..
زيارتكم فى هذا اليوم أسعدتنا كثيراُ وزيارتكم لمصر تسعد كل المصريين ، نحن بالحقيقة إذا كنا على مستوى الكنيسة نعتبر الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية والكنيسة المصرية الارثوذكسية شقيقتان ، وهذا يفرحنا ولكن قبل أن تكون الكنيستان شقيقتان فإن الشعبان شقيقان ، أيضاً في ملامح الحياة الإثيوبية والحياة المصرية أموراً كثيرة مشتركة ، والذى جعلنا على هذه الدرجة من العلاقة الطيبة – بلا شك – هو نهر النيل الذى نعتبره أبونا جميعا ، فنهر النيل الذى يروينا ويعطينا نعمة الله الغالية: المياة ..
فهو يمر فى بلاد كثيرة ، ويحمل لنا الماء من إثيوبيا حتى يصل إلى مصر عبر قرون كثيرة لذلك نحن نثق ، بل نصلى من أجل الشعب الإثيويى والكنيسة الإثيوبية فى محاربة الفقر ..
فمحاربة الفقر هو العمل الأساسي للحكومات والمؤسسات الدينية ، إنه شئ يعد من المذلة والعار أن يوجد فقراء فى وسط البشر حتى الآن ، لذلك نحن ندعم كل جهود التنمية التى تبذلها الحكومة الإثيوبية للشعب وأيضا تلك التي تبذلها الكنيسة الإثيوبية بل وعلى قدر طاقتنا نحاول أن نساعد فى هذه الجهود.
وإذا كان عندكم مشروع كبير وهو بناء سد ، فنحن أيضا فى مصر فى فترة سابقة منذ حوالى خمسين عاما عشنا هذه المرحلة وبنينا سداً مازلنا ننتفع بآثاره وفوائده ، وبحكم العلاقات الإنسانية والتاريخية والدينية
بين البلدين ، مصر و إثيوبيا ، نحن على يقين تام أن كل المشروعات التى تقدمونها لن تؤذي احداً بل سوف تفيد ونحن نثق فى هذه الوعود بل أنا أثق ايضا فى مصر إن كان عندها خبرة فى مجالات السدود وفن إنشائها
فلن تبخل في مساعدة دولة صديقة ودولة موضوعة في القلب بالنسبة لمصر مثل إثيوبيا ..
أود أن أشكركم واحدا واحد .. فرحان بوجودكم جداً وأعبر أيضا عن مشاعر جميع الآباء الأحباء أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، بعضهم معنا هنا والبعض الآخر لم يحضروا لإنشغالهم فى مسئولياتهم الرعوية ، وكذلك جموع الآباء الكهنة والشمامسة وكل الأقباط بل وكل مصر تشكركم على هذه الزيارة ، أرحب بكم مرة ثانية وأتطلع إلى زيارة إثيوبيا فى وقت قريب وننتظر فى محبة واشتياق زيارة صاحب القداسة بطريرك اثيوبيا أبونا متياس الذى لم يقم بزيارة كنيستنا حتي الآن ، ننتظر أن يأتى الينا فى مصر قريباًفي لقائه بالوفد الإثيوبي .. قداسة البابا: زيارتكم لنا عيد وفي وجوهكم نري المحبة والخير والسلام ..
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة ترحيب بوفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبية خلال استقباله للوفد بالمقر البابوي اليوم أكد فيها على عمق العلاقات التي تربط الشعبين المصري والإثيوبي مشيرا إلى ان كوب الماء الواحد الذي يشربه الشعبان الآتي من نهر النيل ، كما أكد قداسته أن أرض مصر تقدست بزيارة العائلة المقدسة .. وإلى نص الكلمة:
باسم الكنيسة المصرية نرحب بإخوة أعزاء لنا و نحن سعداء للغاية بزيارتكم كوفد شعبى يمثل الدبلوماسية الشعبية من بلد عزيزة علينا وهي إثيوبيا . نحن نعتبر إثيوبيا أهم دولة فى العلاقات المصرية الخارجية . نحن نسكن فى نفس القارة نعيش ونشرب من نفس النهر ولنا تاريخ مشترك طويل . عندما نقرأ فى الكتاب المقدس نقرأ عن أثيوبيا كما نقرأ عن مصر وعندما نشرب كوب ماء كل يوم نتذكر أنها عطية الله التى بدأت من أثيوبيا ووصلت إلينا فى مصر . محبتكم غالية لأنكم فى كل يوم تقدمون لنا هذه الهدية العظيمة وهى ماء النهر أشعر أن أثيوبيا ومصر لهم فى التاريخ نصيب كبير ، وأشعر أننا بحكم التاريخ والروابط لنا نفس المشاعر التى تربطنا ليس على مستوى اللغات بل المشاعر القلبية ونعتبر أن الكنيسة الإثيوبية والمصرية أختان شقيقتان وظهرت أهمية العلاقة بين الكنيسة المصرية والأثيوبية فى تخصيص أحد أعضاء المجمع المقدس ليكون جسرا للتواصل مع الكنيسة الأثيوبية وهو نيافة الأنبا بيمن أسقف نقادة فى صعيد مصر . وهو مالم نفعله مع أي كنيسة أخرى في كل كنائس العالم . الشعب الأثيوبيى نحبه من قلوبنا ونحب تاريخه وطبيعة حياته المجاهدة و الكنيسة الأثيوبية لها عمق روحى وتاريخى . فى الأسبوع الماضى حضرت صلاة مع مجموعة كبيرة مع الإثيوبيين وكنت سعيداً فبالرغم من عدم معرفتى باللغة التى يصلون بها ولكننى تأثرت بالمشاعر الجميلة التى وجدتها فيهم .
نحاول من خلال الكنيسة أن نساعد فى بعض جهود التنمية التى تقوم بها الحكومة الأثيوبية لدعمها أما عن حياتنا فى مصر فنحيا كمسيحيين ومسلمين فى محبة كاملة ، عددنا فى مصر 90 مليون 75 مسلم و 15 مسيحى أقباط نعيش فى مصر فى محبة ، لنا علاقات طيبة مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ، توجد مؤسسة بيت العائلة التى نعمل فيها سوياً ولها من العمر 4 سنوات ولها أثر واضح فى المجتمع المصرى . نحيا حياتنا فى محبة وحينما تحدث أى مشكلة تحتويها روح المحبة وعلاقات السلام التى نعمل من أجلها . بلادنا مصر فى الأعوام الأخيرة تعرضت لتغيرات كثيرة والآن نفرح بدستور جديد ورئيس جديد وحكومة جادة وقريباً برلمان جديد.
بلادنا مصر أرض مقدسة تباركت بزيارة العائلة المقدسة فى السنوات الأولى من القرن الميلادى . وزارت العائلة المقدسة أماكن كثيرة فى مصر ونعتبر مصر أرضاً مقدساً مثل فلسطين بالتمام . وجودكم معنا يؤكد معانى المحبة والعمل من أجل السلام ونعتبر زيارتكم لنا كأنها أعياد تفرحنا جميعاً كمصريين وفى وجوهكم نرى كل المحبة والخير والسلام . وأشكر الله على وجود هذا الهدف كممثل عن كل الشعب الحبيب فى أثيوبيا . كما تفرح بلادنا مصر بنهر النيل نفرح جميعاً بزيارتكم لنا .
ومن ناحيته عبر رئيس البرلمان الإثيوبي السيد عبدالله جيميدا داو في كلمته عن امتنانه بالحفاوة التي قوبل بها في مصر مؤكداً على أن الوفد لم يأت إلى مصر ليبدأ علاقة جديدة بين إثيوبيا ومصر وإنما لدعم وتعزيز علاقة قائمة منذ زمن طويل .. وإلى نص الكلمة:
قداسة البابا نحن سعداء جداً بالحفاوة التى استقبلتونا بها وبالكلمات الجميلة ، نحن لم نأت لمصر لنبدأ علاقة جديدة بل لنعزز ونعضد تلك العلاقة التى قامت منذ زمن طويل ، جئنا معنا حاملين أحلام وآمال شعبنا المصرى والإثيوبى ، عشنا على ضفاف هذا النهر وشربنا من هذه المياه وسنمضى قدماً يداً بيد على قلب رجل واحد متماسكين ومتآزرين فيما يحقق التنمية لشعبينا . فى صباح هذا اليوم كنا فى حضرة الإمام الأكبر واستمعنا إلى حكمته والآن نسمع درر من المحبة من قداستكم وسنحمل هذه الرسالة التى حملتمونا إياها للشعب الأثيوبى … بالأصالة عن نفسى وعن الوفد نحن سعداء ونحن نريد أن يجمعنا نهر النيل لا أن يفرقنا ، جمعنا سابقاً وسيجمعنا مستقبلاً . إن التنمية فى مصر هي تنمية فى أثيوبيا والعكس صحيح ، لذلك نحمل رسالة المحبة التى حملتمونا إياها للشعب الأثيوبى ونود أيضاً أن نعرفكم أن الشعب الأثيوبى يكن لكم نفس المحبة