استقبل قداسة البابا تواضروس الثانى ابونا ماتياس الأول بطريرك إثيوبيا استقبال كنسي مهيب والقيت الكلمات والألحان والترانيم
والقي قداسة البابا تواضروس الثانى كلمة جاء بها :
نحن سعداء فى هذه الليلة المقدسة ان نستقبل البطريرك الاثيويبى ابونا ماتياس الاول فى اول زيارة له لكنيستنا القبطية الارثوذكسية ويكتب صفحة جديدة فى التاريخ الطويل الذى يربط بين الكنيستين الشقيقتين.
الكنيسة القبطية عريقة منذ القرن الاول الميلادى تأسست بكرازة القديس مارمرقس وفى القرن الرابع الميلادى وفى حبرية البطريرك العظيم فى البطاركة البابا اثناسيوس الرسولى البطريرك رقم 20 رسم اول اسقف ابونا سلامة لكنيسة الحبشة ومنذ ذلك التاريخ صارت العلاقة بين إثيوبيا ومصر علاقة حميمية قوية وصارت العلاقة بين الكنيستين علاقة قوية وخلال حبرية البطاركة عبر كل السنيين كانت لهم علاقات قوية مثلاً قداسة البابا كيرلس السادس وقداسة البابا شنودة الثالث وهذا فى التاريخ المعاصر كانوا دائما على علاقة قوية بالكنيسة الاثيوبية فى افراحها واحزانها ايضاً, وبعد نياحة البابا شنودة فى مارس 2012 تنيح البابا بافلوس بطريرك اثيوبيا فى اغسطس 2012 وحسب البروتوكول بين الكنيستين فان الكنيسة الاثيوبية شاركت معنا فى نياحة البابا شنودة وشاركت ايضاً فى الانتخابات التى عقبت نياحة البابا شنودة فشاركوا فى انتخابنا وايضاً فى تجليسنا وبالمثل شاركت كنيستنا القبطية فى مراسم الجناز ومراسم اختيار البطريرك الجديد.
أبونا ماتياس دخل الدير وهو فى عمر 12 سنة فى عام 1952 لذلك هو يحمل عمق الروحانية الديرية ويحمل كرامات القديسين الذين عاشوا فى البرارى الاثيوبية وزار مصر قبل ان يكون بطريرك منذ 30 عام وكان فى زيارة ثانية قبل الانتخابات السابقة فى كنيستنا, نرحب بقداسة البطريرك والوفد المرافق له من الاباء المطارنة والاساقفة والكهنة والشمامسة ونرحب باسم المجمع المقدس لكنيستنا باسم كل المطارنة والاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وكل الخدام والخادمات.
نحن نفرح كثيرا بتبادل المحبة فلا ياخذ الانسان معه شئ الى السماء سوى المحبة, فالذى لا يحب لم يعرف الله بعد, وكانت وصية السيد المسيح لتلاميذه دائماً احبوا بعضكم بعضاً لذلك الكنيسة الاثيوبية تحتل فى كنيستنا القبطية الارثوذكسية موضع القلب فهى اولا كنيسة افريقية مثلنا وثانياً اسم اثيوبيا واسم مصر ذكر فى الكتاب المقدس مرات عديدة ويربط بيننا شريان النيل العظيم الذى هو هبة من الله لم يصنعه الانسان ولكن اودعه الله فى يد البشر كهدية عظمى مثل الهواء والشمس وقدمها لنا جميعا لكى ما نشكره صباحاً ومساءاً.
كما تعلمون اننا نحتفل فى كل عام بعيد الملاك ميخائيل والعيد الذى ياتى فى 19 يونيو نسميه ايضاً بعيد النقطة والمقصود اول قطرة ماء تسقط على الحبشة ويستمر نزول المطر هناك الى ان يصل الينا فى نهر النيل ولذلك عندما نشرب الماء فى بلادنا نتذكر بلاد اثويبا التى اودعها الله هذا الماء لكى ما يخدم ملايين البشرحيثما يمر نهر النيل العظيم.
نحن تربطنا بالكنيسة الاثيوبية علاقات المحبة القوية والعميقة وهذا ليس فقط على مستوى الكنيسة ولكن ايضا على مستوى الشعبين والبلادين وتتقوى علاقتنا مع اثيوبيا يوما بعد يوم ليس فقط فى المجال السياسى بل فى كل المجالات التى تساهم فى رفع مستوى الحياة والمعيشة فى كل من البلدين ولذلك محبتنا قوية للكنيسة الاثيوبية ولكل الشعب الاثيوبى.
وانا اعبرهنا ليس عن المسيحيين فقط ولكن عن كل المصريين وهذه المحبة نستمدها من وصية السيد المسيح احبوا بعضكم بعضا فلا يمكن ان يقول انسان انه يحب الله ولا يحب اخاه ونحن فى مصر نقول اننا نحب الله ولذلك نحب اشقائنا واخواتنا فى الجيرة فى افريقيا وتحتل اثيوبيا مكانة متقدمة فى هذه المحبة , منذ اسابيع قليلة استقبلنا الوفد الشعبى للكنيسة الاثوبية هنا فى هذه الكاتدرائية ورحبت بهم كل دوائر المسئولية فى مصر وقضوا بيننا اوقات طيبة ولذلك نحن فى محبتنا نعتمد على وصية الرب والتاريخ الطويل ويد الله الذى عطاياه جديدة فى كل صباح ولذلك اذا نشأت اى موضوعات بين البلدين نحن نثق ان علاقات المحبة تستطيع ان تتوصل الى ما يرضى الله اولاً والبشر ثانياً هذه المحبة هى رأس مالنا وقد سمعت من الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما زرناه انه يرغب فى تقوية كل العلاقات بين هذه البلاد الشقيقة وبين مصر ونحن نشجع هذا الاتجاه ونثق ان المحبة تستطيع الى ان تصل الى كل امر يرضى الجميع.
قداسة البطريرك ابونا ماتياس الاول قام بزيارة عددة كنائس فى القاهرة والاسكندرية وزار ايضا عددة اديرة للرهبان والراهبات وزار ايضا سيادة الرئيس ورئيس مجلس الوزراء وزار ايضا فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر كما تقابل مع مجموعة كبيرة من رجال الاعمال المصريين الذين يسعون الى تاسيس مجالات تنمية فى اثيوبيا, كما حضر جانب من مؤتمر الرهبنة فى دير الانبا بيشوى وقد استقبلناه يوم السبت الماضى استقبالا كنسياً فى المقر الباباوى ونرحب به هذا المساء فى وجود كل الشعب, الحقيقة انها ايام قليلة وكنا نود ان يجلس معنا شهريين أو ثلاثة ولكنى اعلم مسئوليته ومشغوليته الكثيرة واتفقنا على ان يكون هناك تعاون مشترك بين الكنيستين فى المجالات التعليمية الكنسية ومجالات الرعاية ومجالات الرهبنة والاديرة ومجالات الحوار اللاهوتى.
كما قدم لنا دعوة كريمة لزيارة بلاد اثيوبيا وسوف نحاول ان نلبيها فى اقرب وقت ممكن فمحبة ابونا متياس اسرت قلوبنا وازادت اشتياقنا الى زيارة ورؤية هذه البلاد الشقيقة.
ونود ان نستمع الى كلمة بركة من قداسته يخاطب كل المصريين.
كلمة قداسة البطريرك الاثيوبى ابونا متياس الاول
قداسة البابا تواضروس الثانى نشكركم لما عرضتموه لنا من التاريخ العريق الذى يربط بين بلدينا والذى يعود الى زمن بعيد , من المعلوم هذه هى زيارتى الاولى بعد ان اصبحت بطريرك معى الاباء الاجلاء من الكنيسة الاثيوبية وكما ذكرتم سابقاً هذه هى زيارتى الثالثة بطبيعة الحال الى مصر ونحن ننهى زيارتنا هذا المساء ونستعد للرحيل ونحن سعداء جداً ان ناخذ بركات السيد المسيح والمسيحيين جميعاً اخواتى فى الايمان الذين تواجدتم فى هذه الكنيسة اود ان اشكركم لحسن استقبالكم لنا نحن اخذنا من هنا زوادة ثقيلة من مصر ونرسلها الى الشعب الاثيوبي وتتمثل هذه الزوادة بالعلاقات التى استمرت لزمن طويل بيننا ورسالة التى نحملها الى اثيوبيا اننا عززنا هذه العلاقة بشكل عميق ومتين, وهى ترسيخ للتعاليم التى نؤمن بها بان نحب اخواتنا كما نحب انفسنا وانا واثق انكم تشطروننى هذا الشعور ولقد حققتم ذلك بالتصفيق والمشاعر الصادقة وسوف نبلغ هذا كله للشعب الاثيوبى مما سوف يعزز من مودته للمصريين جميعا , الوحدة التى تربط المسيحيين الاثيوبين بالكنيسة القبطية هى قوية جدا ويؤمن الاثيوبين ان الاباء الاجلاء من الكنيسة القبطية هم اباء لهم ولا تستطيع اى عاصفة او رياح ان تهز هذه العلاقة القوية والمتينة بيننا والماء التى تجرى فى اثيوبيا هى عطية من الله وهى سوف تستمر الى الابد لانها ازلية ولان ما يربطنا ويجمعنا هو تلك المحبة التى هى منبثقة من ايماننا وايضا هذا النهر العظيم ويجب ان نشكر الرب على عطاياه , لقد كانت لنا زيارات عديدة فى هذه الايام التى قضينها بينكم وزرنا الحياة الرهبانية فى اديرة الرهبان والرهبات ووهؤلاء لا يصلون فقط من اجل مصر بل من اجل العالم كله سوف ترعانا هذه الصلوات ولان كل وقتهم هو للصلاة وصلواتهم مقبولة من الله ونحن نؤمن ان صلواتهم ليس فقط لبلادهم بل للعالم كله وشاهدنا ان الاديرة تم الحفاظ عليها وتحديثها وهى جميلة جداً, الاديرة الخاصة بالرجال وتلك الخاصة بالامهات فى أثيوبيا ويجب ان نتعاون ونتبادل الخبرات فى كيفية تعزيز هذه الاديرة ويجب ان نتعاون فى مجال التعليم الكنسى وعلينا ان نكثف من علاقتنا ونقوم بواجبنا ونتمنى من الله ان يحقق لنا امانينا وهذا يحتاج الى صلواتنا جميعا نحن نشكركم لحسن استقبالكم لنا وكذلك نشكر قداسة البابا تواضروس كما نشكر ايضا الاباء الاجلاء وكذلك الحكومة المصرية طبعا واعود الى نقطة نسيتها الامام احمد الطيب شيخ الازهر وفى لقائنا كان وديا وتلمسنا كم هو طيب جدا هذا الرجل تحدثنا حول التعاون حول نشر رسالة السلام والمحبة وهذا ما تطرقنا اليه فى كل اللقاءات مع المسئوليين المصريين.. شكرا جزيلاً