صلي مساء اليوم قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني لقان وقداس عيد الغطاس المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالأسكندرية، وشارك في الصلاة نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف عام الكرازة بأفريقيا ونيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام والقمص رويس مرقس وكيل عام البطريركية بالأسكندرية والقس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل سكرتارية قداسة البابا والأباء كهنة الكاتدرائية وبحضور عدد كبير من الشعب السكندري.
وشرح قداسته بعض المعاني الطقسية الجميلة في قداس اللقان، وكيف يتقدس الماء ويصير له مفاعيل وقوة.
والقي قداسته عظة خلال القداس :
باسم الاب و الابن و الروح القدوس ، الاله الواحد امين ، تحل علينا نعمته و بركاته من الان و الي الأبد امين. اهنكم أيها الاحباء بعيد الغطاس احد الأعياد السيدية الكبري و انقل لكم تهنئة أعضاء المجمع المقدس في مصر و خارج مصر، المجلس الملي العام و جميع الاباء الاحباء و الاباء الحاضرين معنا.
عيد الغطاس له طعم خاص وسط اعيادنا و يسبقه قداس اللقان لتقديس الماء في الصباح.
عيد الغطاس عيد يخصنا جميعا، لانه عيد شخصي لكل واحد منا لانه يذكرنا باليوم المبارك التي نلت به سر المعمودية و الميرون و سر الافخارستيا. و كثير من العائلات تسجل كل شئ و كنيستنا تحرص ان تحدث و هو صغير.
و في مثل هذا اليوم نتقابل مع شخصين
١- المٌعمد – يوحنا المعمدان
٢- المُعَمد- رب المجد يسوع
٣- مكان – المعمودية
و في في هذا المشهد نتقابل مع ثلاث:-
١- نداء التوبة
٢-شهادة الخلاص
٣-اعلان الحب
١-نداء التوبة :- فيوحنا المعمدان هو الملاك المهيئ و هو اخر أنبياء العهد القديم الذي قدم نداء توبة قائلا
” توبوا لانه اقترب منكم ملكوت السماوات”
” اصنعوا ثمار تليق بالتوبة”- فكان التوبة هي معمودية ثانيه كذلك يقول الاباء ان دموع التوبة معمودية. و كان هذا هو نداء يوحنا المعمدان. الانسان ممكن ان يسرع في كل شئ و لكن يتباطئ عن توبته، و الله دائماً يتمهل و يصبر . فملكوت السموات لا يضم الا التائبين. و هي حياه مستمره و هي ثمار كما يقول يوحنا اي اُسلوب حياة. و النوبه هي التي تفتح باب السماء. و التوبة هي انشغال الانسان بالعلاقة مع ربنا. و باب التوبة مفتوح دائماً الي ان يترك الانسان الارض.
٢-شهادة خلاص:- كان يوحنا شاهد خلاص، و ان قلت انه مات قبل صلب المسيح ، و لكن يوحنا بعين النبوه ، قال ” هوذا حمل الله رافع خطايا العالم ” ورأي بعين النبوة انه مخلص. و قال ” و قد رأيت الروح نازلا عليه مثل حمامة” الحمل ممثل في شخص المسيح و الحمامة تمثل النقاوة و الوداعة ، فالمسيح قدم الخلاص و الروح نازل علي الكنيسة ليقدس الأسرار ، و نقول “أيها الملك السمائي المعزى، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات، ومعطى الحياة، هلم تفضل وحل فينا، وطهرنا من كل دنس أيها الصالح” نخاطب الروح القدس بهذه الصيغة. اذا نحن امام شاهد خلاص. و الروح القديس يعمل في
٣- اعلان حب:- فكل افعال السيد المسيح صنعها و يصنعها باعذوبة الحب. كلن يوحنا يعمد في نهر الاْردن ، و لما جاء المسيح ليعتمد استغرب يوحنا- و لا تنسي انه سجد في بطن أمه كما قالت اليصابات- قال له يوحنا كيف أعمدك، فيقول له المسيح في كل حب ” اسمح الان ، لانه ينبغي ان نكمل كل بر” . المسيح جاء لينقد بل ليكمل. فالنبوات كثيرة و كلها تتحقق في شخص المسيح، و لم يجادل و عندما قام بتعميد المسيح في ( المغطس في الاْردن ) سمع الصوت ” هذا هو ابني الحبيب الذي به سرورت”. فصوت الأب يقول ابن و حبيب. و هذا هو اعلان حب. و قيلت للسيد المسيح . فالأب السماوي سر ان يكون الابن هو الذبيحة و كنيستنا تحرص علي تعميد الأطفال و لو عمرها ساعة. و ليس البداية فقط. و يجب ان تستمر حبيبا للمسيح. و عندما تعيش حبيب لله يسر بيك المسيح، و عندما تنقذ نقاوة قلبك او سيرتك، كيف تسر المسيح؟ و لذلك هذه الآية في يوم معموديتك صرت حبيبا للمسيح . و يقول اشعياء ” هوذا حبيبي الذي سرت به نفسي” و هي نفس العبارة، و هو اعلان حب ، عندما تولد من المعموديه و يستمر هذا الحب من خلال التوبة باعلان حب مستمر. فعلي المستوي الجسدي نفرح بأولادنا عندما يصيروا في طريق الطهر. و هناك فضيلة لمعان النفس البشرية و كذلك الماس تذكرك بأنك يجب ان تكون لامعا مثلهما. هذا هو نداء التوبة و نتقابل مع شاهد الحب يوحنا ، و نتقابل مع اعلان الحب في شخص السيد المسيح. و عيد الغطاس ليس يوم تاريخي، بل يوم لكل واحد فينا. و يسبقه استعداد و لذلك صمنا من يوم الجمعه لانه ينبغي ان يكون انقطاعي ، و اعتاد الأقباط ان ياكلون قلقاس و قصب. و القلقاس نبات مصري ابيض و له طريقه معينه، و ايضا القصب الذي عندما يتعرض لضغط ، يقدم عصير حلو ، مثل الانسان المسيحي. و كذلك اليوسفي الذي يصنع منه الفانوس زي كلمة ابيفانيوس. و هو عيد الأنوار او عيد الظهور الالهي او العماد ، و نتقابل فيه مع المسيح. عيد الغطاس عيد مملوء بالمعاني. ر بنا يعطي نعمة و معونه و ربنا يبارك في مياه النهر ، و يبارك في حياتنا و يعطينا التوبة و نصلي من اجل بلادنا و الدول التي حولنا ” فطلبة البار تقدر كثيرا في فعلها.” فقوة الصلاة تستطيع ان تفتح الأبواب المغلقة. و من اجل ان يمنحنا الله السلام الدائم . لإلهنا المجد من الان و الي الأبد امين