القى قداسة البابا تواضروس الثانى مساء اليوم عظته اﻻسبوعية بعنوان هل في المسيح كفايتك؟
نحن في الاسبوع السابع والأربعاء الأخير في الصوم المقدس والجمعة القادمة جمعة ختام الصوم اليوم هو رقم 47 في أيام الصوم المقدس وبعده سبت لعازر وأحد الشعانين وأسبوع الآلام.
والسؤال في أنجيل اليوم يتناسب مع نهاية الصوم هل في المسيح كفايتك؟
ونجاوب علي هذا السؤال من خلال الآيات في الفقرة الإنجيلية ولكن نفكركم بسؤال يدور في أذهاننا:
السؤال هو لماذا جاء المسيح لأرضنا؟
ويتضح لنا هنا ثلاث إجابات:
1- المسيح جاء لأرضنا لأنه يحب الإنسان فأساس المسيحية هي المحبة وكما تقول الآية “نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً” فهذا صدي لحبه لنا . دافع المسيح للمجئ هو لأنه يحب الإنسان.
2- المسيح أتي ليخلص الإنسان الذي وقع في شر وخطية فهو يمد يده لينقذ كل إنسان عن طريق الصليب.
3- المسيح قد جاء لأنه يشتاق لأبدية الإنسان.
وهذا مقدمه لإجابة سؤال إنجيل اليوم:
+ هل كفايتك في المسيح؟
المسيح هو كفاية كل شئ؟+
الإنسان يعيش باحثاً عن أربع أشياء:
1- الإنسان كائن جائع إلي (الحب) الحضن أي أنه يبحث عن الحب مثال الإبن الضال الذي عاد وعندما عاد أبوه قدم له كل تعبيرات الحب ولكن كان التعبير الأقوي أنه وقع علي عنقه وقبله
2-الإنسان كائن باحث عن (الارتواء) “من يؤمن بي لا يعطش أبداً” مثل قصة السامرية
بعدما قابلت المسيح أصبحت في قمة الارتواء وبكرازتها قال أهل السامرة عن المسيح مخلص العالم
3-الإنسان كائن باحث عن (الشبع) أي الاحساس الجسدي فأول ما يشعر به هو الجوع
أحيانا جائع إلي:
الجسد-
-الذات
المادة-
الكرامة-
الإنسان يبحث عما يشبعه والمسيح هو القادر أن يشبع والشبع تعبير عن الصحة وفي أنجيل اليوم يقول “أنا هو خبز الحياة من يقبل إليّ فلا يجوع” فليس الشبع بالكثرة أو بالوفرة بل بحضور المسيح ووجوده
4-الإنسان كائن باحث عن (النور) الإستنارة أن يكون كيانه كيان مستنير
يقول في عدد 40 “كل من يري الابن و يؤمن به تكون له الحياة الأبدية”
واتحدث عن النور الداخلي في قلب الإنسان وليس النور الخارجي الذي يتحول لحكمة ورؤية وقدوة ويتحول إلي ملح أي كلمة تبني. وأبسط تعبير عندما قال المولود اعمي “أنني كنت أعمي والآن أبصر”
وهذا يحدث عند حضور المسيح في القلب وما في القلب يسمي البصيرة الروحية، أي متي يتحدث ومتي يصمت، متي يأخذ موقف ومتي لا يأخذ وهذه هي الحكمة
الإنسان في الأربع آحاد الأخيرة:
الابن الضال-
السامرية-
المخلع-
المولود أعمي-
تجتمع في هذا الفصل الأخير من الإنجيل وتقدم لنا عن ماذا يبحث
يبحث عن:
+الحب
+الارتواء
الشبع+
النور+
وهذه الأربعة في شخص السيد المسيح، وهنا يأتي السؤال هلي في المسيح كفايتك؟ وعندما تكتفي بالمسيح يهون عليك كل شيء في الأرض لأن عنده الكفاية لحياتك.
ولإلهنا المجد الدائم.