صلى قداسة البابا تواضروس الثاني قداس أحد الشعانين صباح اليوم بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وألقى قداسته عظة هنأ في مستهلها الشعب المسيحي بالعيد مشيرا إلى أن أحد السعف هو أحد الأعياد السبعه المرتبطه بالقيامة، وله خصوصية في حياة السيد المسيح والكنيسة معًا، ويمتاز بعلامات هامة فإنه يوم فرح ويوم خلاص فالمسيح جاء ليخلص الخطاة وليصنع بداية جديدة ، كما تناول قداسته ملامح العيد من خلال النقاط التالية:
1- تواضع المسيح
إن ملوك الأرض يدخلون راكبين الخيول وسط مواكب ضخمة، وإنما المسيح حينما دخل لأورشليم راكبًا” جحش ابن أتان” دلالة البساطة والتواضع، وفرش الأطفال والكبار قمصانهم وسعف النخيل ليستقبلوا الملك السماوي.
وأوضح أن اليهود تخيلوا بأنه جاء ليحررهم من الاستعمار الروماني حينما كانت اورشليم تحت الحكم الروماني، وكان مستقبلوه بسعف النخيل أطفال وكبار، وهو غير المعتاد لاستقبال الملوك.
2- دورة السعف ربط السمائيين بالأرضيين
فصلاة باكر أحد الشعانين تقام خلالها دورة الشعانين أو السعف حيث يقرأ خلالها 12 مقطعا من المزامير والبشائر الأربعة الأناجيل، مما يربط بين العهدين القديم والجديد وبين “الأرضيين والسمائيين”، مشيرًا إلى أن الأناجيل الأربعة تتحدث عن هذا الحدث الفريد.
وأشار إلى أن قداس أحد الشعانين يعقبه طقس الجناز العام أو التجنيز، تحضيرًا لأسبوع الآلام ويشغل الكنيسة والشعب آلامات المسيح الخلاصية ، وإذا توفى أحد خلال أسبوع الآلام يكتفى بحضور جثمانه صلاة البصخة فقط.
3- دخول أورشليم
إن المسيح دخل اورشليم راكبا على “جحش”، واستخدامه لهذا الحيوان المسالم والمحتمل ، دلاله على ضرورة اتسامنا بالبساطة والاحتمال وصنع السلام لنكون مستقبلي المسيح بقلوبنا ، مؤكدًا أنه يتعين أن نتحلى بنقاوة القلوب والبساطة مستشهدًا بقول الكتاب المقدس.
4- صناع السلام
هناك أشخاص قلوبهم غير نقية ولا يحتملون الآخرين وليسوا بصانعى سلام، وقلوبهم مقرًا للخطية والكراهية ، (الخطيه معششة بقلوبهم) ، وأحد الشعانين يوم الفرح بدخول المسيح يتطلب أستعدادت البساطة والنقاء.
5- بساطة الأطفال
وأشار إلى أن دخول المسيح لأورشليم جعل المدينة تهتز لاستقباله ، مؤكدا بأنه الوحيد الذي يحرر من الخطايا وليس بغيره خلاص ، إن استقبال الأطفال للمسيح يشير إلى ضرورة اتسامنا بالبساطة والبراءة مثل الأطفال ” إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَوَات”.
وتحدث عن استخدام سعف النخيل حال استقبال المسيح بأورشليم، موضحا أن السعف يرمز لحياة التسليم والانصياع لله ، ولون قلب الخوص الأبيض يرمز للنقاء ، ولاسيما وأن تشكيل السعف والخوص، وفقًا لاحتياجات الإنسان ترمز لحياه التسليم للمسيح.
6- حياة الطاعة
إن أجمل ما في حياة الإنسان العيش في تسليم للمسيح واتسامه بفضيلة الطاعة ، مما يجعل المسيح يدبر حياته للخير دائما ، وعليكم مخاطبة الله بأنه كما دخل لأورشليم يدخل قلوبكم وعليكم الاجتهاد في البساطة والنقاء والتوبة والطاعة ، لتكون حياتكم مرضيه أمام الله”.