بعد صلوات تدشين المذابح الثلاثة الجديدة التي تم تشييدها بكاتدرائية السيدة العذراء بأمستردام والتي حملت أسماء القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولا الملوك (بالجهة البحرية) والقوي القديس الأنبا موسى الأسود (بالجهة القبلية) والشهيد العظيم مارمينا (بالطابق الأرضي) قام بعدها قداسة البابا صلوات القداس الإلهي بمشاركة الآباء الأساقفة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا والأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية والأنبا أرساني أسقف هولندا وكذلك القس أنجيلوس إسحق سكرتير قداسة البابا والقس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والآباء كهنة الكاتدرائية وبحضور شعبي كبير.
وعظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس الأحد الثالث من الخمسين المقدسة
فترة الخمسين المقدسة وهي التي ترمز إلى الأبدية لذلك تبدأ بيوم أحد هو يوم القيامة وتنتهي بيوم أحد هو يوم العنصرة ، وهي بمثابة رحلة نحياها مع المسيح ، نتعلم ونفرح بقيامته.
والأحد الأول بعد القيامة يسمى أحد توما أو الأحد الجديد والمقصود به تجديد الإيمان … تجديد إيمان الإنسان ، الإيمان كائن حى يعيش فى تكوينا ويحتاج إلى تجديد
الأحد الثانى : المسيح هو خبز الحياة ، فهو طعامنا وشرابنا “ليس يالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله”
الأحد الثالث : المسيح ماء الحياة ، ونقرأ فيه إنجيل السامرية والذى يقرأ ثلاث مرات ( في أحد السامرية من أجل التوبة ، وفى الأحد الثالث من الخماسين فى إشارة للماء الحى ، و أيضا فى السجدة الثالثة فى عيد العنصرة لأنه يتكلم عن السجود )
والآحاد التالية تتكلم الأناجيل عن المسيح نور الحياة وفرح الحياة …. إلخ . السامرية قصة مفتوحة تنطبق على كل أحد … المرأة كان فى قلبها عداوة للمسيح وقالت له أنت رجل ويهودى … المسيح الذى خلق السماء والأرض يطلب ماء ( أعطنى لشرب ) هو عطشان للإنسان ، وفى رقته يصطاد قلبها : ” لو كنت تعلمين عطية الله ” ، المسيح يصنع معنا ذات التصرف يريد أن يرفع مستوى أفكارنا ومشاعرنا حتى تصل إلى السماء ، وبدأت نظرتها تتغير من عداوة إلى حب ثم إلى المسيا ، ومن خلال حواره معها نمت علاقة معرفة بينهما
يوجد أناس يعرفون المسيح بآذانهم وهذه ليست معرفة ، ويوجد أناس يعرفون المسيح بقلوبهم وبعيون قلوبهم .
انقسمت المملكة اليهودية إلى قسمين : قسم جنوبي (يهوذا) وكانوا يسجدون فى الهيكل ، وقسم شمالي (مملكة إسرائيل وعاصمتها السامرة) ويسجدون فى جبل السامرة
تركت جرتها .. علامة لترك الخطية ، والتوبة تبدأ بترك الخطية ثم ذهبت إلى السامرة تكرز ، تحولت من خاطئة مهمشة بعيدة عن المجتمع إلى كارز ومبشرة ومعلنة عن رسالة المسيح
المسيح يرى فينا أن قلوبنا تستطيع أن تكون مقدسة إن تركنا الجرة و أجرينا حوار معه
أهل السامرة عندما سمعوا كلام المرأة ألزموا المسيح أن يمكث معهم يومين وكانت النتيجة أن يصبح أهل السامرة أول ناس فى العالم اعترفوا أن المسيح مخلص العالم … أول مرة يذكر فى الكتاب فى العهد الجديد يذكر أن المسيح مخلص العالم كانت من السامرة بسبب كرازة إمرأة خاطئة ، المسيح تواصل من خلال إمرأة واحدة فربح مدينة كاملة
الماء فى الكتاب المقدس :
ماء مدمر : الطوفان
ماء محيى : المعمودية
ماء مطهر : مثل نعمان السريانى ومريض بركة بيت حدا
تقابل المسيح مع السامرية فى الساعة السادسة ( وقت الصليب ) فهو يبحث عن خلاص الإنسان ، المسيح يبحث عن خلاصنا ويريد أن يرينا “طوبى للجياع والعطاش إلى البر” أى طوبى للجياع والعطاش إلى المسيح لأنهم يشبعون ، المسيح هو الخبز الذى يشبع والماء الذى يروى ، الأمر الوحيد الذى يشبع الإنسان هو المسيح .. ونستطيع أن نرتوى من خلال:
1- الكتاب المقدس : طوبى لبيت فيه إنجيل مفتوح ، الإنجيل الذى يشرب عرقك (تعبك) ودموعك (صلاتك)
2- ممارسة الأسرار : التوبة والتناول وباقي الاسرار ، إذا وجد أناس أو أفراد فى بلد ليس بها كنيسة نذهب إليهم ونرويهم بالتناول لأن هذه هى مسؤلية الكنيسة أن تروى كل شعبها
3- الخدمة : ” من يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية “
عمل ربنا يزداد فى هولندا ، أمس وجدت آلاف من الشمامسة والشباب والأطفال والشعب ، مسؤلية كل أب وكل أم تسلموا أولادكم الجذور القوية للكنيسة القبطية ، كنيسة مصر لها مكانتها بين كنائس العالم كله ، حافظوا على هويتكم وجذوركم …خذوا من البلاد التى تعيشون فيها كل الإيجابيات مع الإحتفاظ بجذوركم الكنسية التى صنعت قديسين ، اهتموا بالجيل الثانى والثالث والرابع سلموهم بطريقة حوارية الحياة المسيحية الكنسية التى تربينا عليها
ونشكر الله من أجل مصر وأحوالها ، ومصر أخذت خطوات جادة خلال السنوات السابقة … الرئيس والحكومة يعملون بجد .. والجدية تعطى أمل ورجاء ومصداقية ، فنجد مثلا مشروع قناة السويس جمع الشعب لها مليارات الجنيهات خلال ثمانية أيام
توجد شبكة طرق 6000 كم ، وتمديد الطرق أول خطوات التنمية ، ومشروع أحياء مسار العائلة المقدسة ، وكذلك المؤتمر الإقتصادى فى شرم الشيخ ووجد إحترام من العالم كله
ومصر لها خصوصية لإن العائلة المقدسة زارتها وباركتها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب