في إطار جولته المكثفة في المملكة الهولندية غادر قداسة البابا مقاطعة فريزلاند شمال هولندا متجها نحو الشمال الشرقي إلى مقاطعة درنته حيث يزور كنيسة السيدة العذراء والأنبا أثناسيوس الرسولي الواقعة بمينة آسن عاصمة المقاطعة لتدشينها وإقامة القداس الإلهي بها.
يذكر أن هذه الكنيسة موجود بها رفات القديس البابا أثناسيوس الرسولي منذ عام 2004.
بدأت منذ قليل صلوات تدشين كنيسة السيدة العذراء والأنبا أثناسيوس – آسن مقاطعة درنته شمال شرقي هولندا ، وهي ثاني كنيسة يقوم بتدشينها قداسة البابا اليوم ، شارك في صلوات التدشين نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا ونيافة الأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية و أسقف الايبارشية نيافة الأنبا أرساني
الجدير بالذكر أن هذه الكنيسة عمرها حوالي ثلاثة عشر عاما حيث تم شراؤها في أول أكتوبر 2002.
وقد خدم بها القمص يوسف منصور والقس بيشوي كامل لفترة ، ثم القس يوساب ميخائيل إبتداء من عام 2007 ، وحاليا الراهب القس يوئيل البراموسي الذي بدأ خدمته بها عام 2010 ، وهي تخدم حوالي سبعين أسرة قبطية.
وعقب انتهاء تدشين ثاني كنيسة اليوم .. قداسة البابا يصلي القداس بكنيسة العذراء والأنبا أثناسيوس بآسن بعد تدشينها
بدأت صلوات القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء والأنبا أثناسيوس الرسولي بآسن – درنته بعد أن انتهى قداسة البابا من تدشينها ، يشارك في صلاة القداس نيافة الأنبا مكاريوس ونيافة الأنبا أرساني والراهب القس يوئيل البراموسي والقس أنجيلوس إسحق سكرتير قداسة البابا والقس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعدد من الآباء كهنة الإيبارشية.
والقي قداسة البابا عظة عن: الله حاضر وقادر على كل شئ وفي كل مكان وزمان
في العظة التي ألقاها قداسة البابا تواضروس الثاني في القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم والقديس أثناسيوس في آسن بهولندا ، تكلم قداسته عن القديس أثناسيوس الرسولي والذي تحمل الكنيسة اسمه المبارك ، حيث أكد أن الله حاضر وقادر وعامل في لحظة وكل مكان .. وهو ماظهر بوضوح في حياة وجهاد وتعليم القديس أثناسيوس الرسولي ، وإلى نص ماجاء بالكلمة:
بأسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
كل سنة وانتوا طيبين
كنيستكم علي اسم العذراء و القديس أثناسيوس الرسولي ، وعيد القديس أثناسيوس الرسولي يوم ٧ بشنس وهو دائما يأتي في أيام الخماسين وهذه الأيام هي أيام الفرح تبدأ بأحد القيامة وتنتهي بعيد حلول الروح القدس ، ولهذا نعتبر الخماسين عبارة عن ٥٠ يوم أحد أو يوم أحد طويل وهذا يمثل الأبدية وهي مدتها ٧ أسابيع أي رقم الكمال ، والقديس أثناسيوس الرسولي هو أعظم البطاركة عاش ٧٧ سنة منهم ٤٧ سنة بطريرك وعاصر أحداث كثيرة ، ولكن دعونا نقف عند ثلاثة مشاهد في حياته:
١- طفل يلعب : كان زي كل الأطفال وفي ذلك الوقت البابا الكسندروس رأى من شباكه أطفال يلعبون ولكنه رأي الطفل اثناسيوس وقال عليه هذا الطفل يجي منه ..!! .. وهنا شئ مهم ، وهو كيف نلاحظ المواهب المبكرة عند أولادنا ، وهذا شئ مهم و الشطارة في الاب و الأم و الخادم والكاهن و الاسقف أنه يكتشف الموهبة…. عند الطفل أثناسيوس في الظاهر كان يلعب كمثل باقي الأطفال (لعبة المعمودية) لكن البطريرك رأي أن في هذا الطفل بذرة جيدة فأخذه وأهتم به .
٢- عندما اصبح في بداية العشرينات: البابا ألكسندروس البطريرك ال١١٩ ذهب إلي مجمع نيقية لكي يناقش قضايا خطيرة بسبب قس اسمه أريوس أنكر لاهوت المسيح وهذه كانت هرطقة وأجتمع العالم المسيحي كله في حضور الملك قسطنطين و أخذ البطريرك معه الشماس أثناسيوس ولكن الحاضرون اعترضوا كيف يكون معنا فقام البابا ألكسندروس برسمه كاهن وصار مدافعا عن الإيمان وشارك في وضع قانون الإيمان ولذا نسمي قانون الإيمان بالقانون النيقاوي نسبة لنيقيه ، وكلمة أثناسيوس تعني الخالد.
وعندما تنيح البابا ألكسندروس رسموه بطريرك وهو لم يكمل ال٣٠ من عمره ولكن الروح القدس أختاره رغم صغر سنه ليقود الكنيسة ولولاه لأصبح العالم كله أريوسيا
وقال أنه ضد العالم وحفظ الإيمان في زمنه ولقب بالبابا أثناسيوس الرسولي لأن جهاده وحياته يشبهان حياة الآباء الرسل
٣- صار بطريرك : وفي زمنه عمل الكثير من الأعمال فقام بتدشين المدينة الأثرية التي عند دير مارمينا بمريوط
وهو أول من عمل الميرون
رسم أساقفة من الرهبان
رسم أسقف لأثيوبيا
ويقال عنه إذا ما جلست لتستمع له ولم يكن معك ورق لتكتب فيه فأكتب علي ملابسك وهذا من كثرة حلاوة ما كان يقوله . ونفي خمس مرات وفي كل مرة الشعب كان متمسك به وهو متمسك بهم وهو وشعبه متمسكين بالايمان
جهاده كثير وقدم تعاليم كثيره وكتب كتب كثيره منها:
– كتاب تجسد الكلمة
– كتاب رسالة للأريوسين
وكان هو الذي يحدد موعد عيد القيامة للعالم كله فيقوم بإرسال الرسائل الفصحية لتحديد عيد القيامة
خدم كثيرا وله آثار واضحة في تاريخ الكنيسة وقاد الكنيسة ويسمي بالعظيم في البطاركة
وحياته مملوءة بالكثير من التفاصيل وتعرض لآلام شديدة و أحتمل كل الآلامات وتمسك بالإيمان المستقيم ويسمي بحامي الإيمان القويم
وأنتم اولاد القديس أثناسيوس يجب أن تعيشوا الإيمان وتسلموه لأولادكم
والايمان يعني :
١- أن الله حاضر في كل لحظة وكل بيت مثلما يقول المرتل (جعلت الرب أمامي في كل حين)
٢- الله قادر ولا يعثر عليه شئ و الكتاب يقول ( الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله)
٣- الله لا يقف أمامه أي شئ
٤- الله حاضر في كل وقت
ولإلهنا المجد الدائم.
وعقب تدشين قداسته لكنيسة السيدة العذراء والأنبا أثناسيوس الرسولي بآسن – درنته وبعد صلاة القداس وقفت فرق ألحان وكورال الكنيسة ينشدون ويسبحون الله ، وينالون الإعجاب والإشادة من فمه المبارك.