جاءت فقرات الحفل الذي أقيم بدير الآباء اليسوعيين بالإسكندرية اليوم بمناسبة يوم المحبة الأخوية للكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية متسقة مع مضمون الهدف من هذا اليوم حيث بدأ الحفل بالصلاة الربانية وصلاة الشكر ثم سبح فريق الكورال بترنيمة ما أحلى أن نجتمع معاً، وقرئت فصول من الكتاب المقدس وقدم بعدها خورس من الشمامسة لحن افلوجيمينوس
ثم ألقى الأب مجدي سيف اليسوعي كلمة ترحيب تحدث فيها عن اللقاء وكيف أنه تذكار للقاء المحبة الأخوية الذي تم بين مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث والبابا بولس السادس عام 1973 والذي تكرر بين البابا تواضروس الثاني والبابا فرانسيس عام 2013، واستشهد في كلمته ببعض عبارات المحبة والتقدير التي جاءت في رسالة البابا فرانسيس التي أرسلها مؤخرا إلى قداسة البابا تواضروس.
ثم افتتح قداسة البابا وغبطة البطريرك معرض الفن المسيحي المصري القبطي المعاصر بالدير، وبعدها عرض فيلم تسجيلي عن العلاقات المسكونية بعنوان أغصان ذهبية.
ثم تحدث القاصد الرسولي بمصر المونسينيور برونو موزارو سفير دولة الفاتيكان بمصر وقال إن هذا اليوم يمثل احتفال المحبة وعيد الصداقة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية وتحدث عن أن الصداقة تتطلب كثير من البذل ، ولحسن الحظ لدينا شخصيتان تتميزان بالبذل هما قداسة البابا فرانسيس وقداسة البابا تواضروس ، وقال إنه قبل قدومه لمصر حدثه البابا فرانسيس عن زيارة البابا تواضروس له ، كما ذكر أن قداسة البابا تواضروس ذكر له عندما استقبله أن قداسته وقداسة بابا روما اتفقا أن يصلي كل منهما للآخر يومياً، وقال أن هذا الإتفاق يمثل الصداقة بالصلاة، وقال أنه تأثر كثيراً عندما قرأ الرسائل المتبادلة بين البابا فرانسيس والبابا تواضروس التي يخاطب فيها كل منهما الآخر بكلمة أخي، وأكد القاصد الرسولي على تأثر بابا روما الشديد عند استشهاد الأقباط والأثيوبيين في ليبيا.
ثم تحدث غبطة البطريرك إبراهيم إسحق الذي رحب بقداسة البابا وجميع الحاضرين، وتحدث عن أن اول ثمرة من ثمار الروح القدس هي المحبة التي هي خلاصة كل الوصايا وهي التي ينبع منها جميع الثمار الأخرى، وقال غبطته أنه مطلوب من كل مسيحي أن يكون شاهداً للمحبة، وقال أنه يشعر أن الله اختار البابا فرانسيس والبابا تواضروس ليكونا رجال هذا الزمان من أجل المحبة، كما تحدث غبطة البطريرك عن أن هناك تحديات كبيرة في الوطن والإيمان المسيحي نشترك في مواجهتها جميعاً، وشكر قداسة البابا كثيراً على حضوره اللقاء رغم مشغولياته وطلب منه أن يصلي من أجله شخصياً كل يوم، وفي نهاية الكلمة قدم هدية تذكارية لقداسته عبارة عن صليب ، وقدم قداسة البابا هدايا تذكارية للحاضرين عبارة عن الآية ”المحبة لا تسقط أبداً“، كما قدم لوحة تذكارية بها أنشودة المحبة التي كتبها معلمنا بولس الرسول لدير الآباء اليسوعيين.
في كلمته في يوم المحبة الأخوية .. قداسة البابا: العالم اليوم جوعان للمحبة العملية والوحدة بين الكنائس تحتاج إلى أبطال في الإيمان ..
اختتم الاحتفال بيوم المحبة الاخوية بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية والذي أقيم اليوم بدير الآباء اليسوعيين بالأسكندرية بكلمة قداسة البابا تواضروس الثاني الذي أعرب فيها عن سعادته بهذا اللقاء كما شكر الذين تعبوا في إعداد هذا اليوم وشكر أيضاً الذين ألقوا كلمات المحبة، وقال قداسته أن العملة الوحيدة التي ستبقى مع الانسان بعد انتقاله هي المحبة والمحبة هي الله، وعندما نتحدث عن المحبة فنحن نتحدث عن المسيح الواحد والكتاب المقدس الواحد وصولاً للملكوت الواحد، وقال قداسته أن العالم اليوم جوعان للمحبة العملية ، وتحدث قداسته عن 10 مايو الذي اختاره قداسة البابا شنوده ليكون تاريخ أول مقابلة مع كنيسة روما ، وقال أن 10 مايو أيضاً هو تاريخ جلوس البابا كيرلس السادس على كرسي مارمرقس الذي بدأ في عهده اشتراك الكنيسة القبطية في اللقاءات المسكونية ، وقال أن الوحدة بين الكنائس تحتاج إلى أبطال في الإيمان ، مشيرا إلى أن الوحدة تحتاج إلى ثلاثة أمور:
أولاً: الفكر المنفتح وليس الفكر الضيق المنغلق، وطلب أن يصلي الجميع طلبة يومية هي أعطني يا الله فكراً منفتحاً مثلما تعامل ربنا يسوع مع السامرية واللص اليمين وغيرهما.
ثانياً: القلب المتسع وليس الحرفية، وذكر قداسته الفريسيين الذين تركوا عظمة معجزات المسيح مثل المولود أعمى ومريض بيت حسدا، ووقفوا عند صنع المعجزة يوم السبت.
ثالثاً: الروح المتضع الذي يحرس النعم والعطايا التي يمنحها الله، وذكر قداسته أنه تأثر كثيراً باتضاع البابا فرانسيس عند لقائهما وكيف استقبله على الباب، وكان يتعامل أثناء الزيارة ببساطة قلب شديدة.
وأرسل في نهاية كلمته تحياته إلى البابا فرانسيس ذاكراً محبته.