بدأت منذ قليل صلاة عشية في مستهل اللقاء الأسبوعي لقداسة البابا تواضروس حيث يعقب صلاة العشية كلمة قداسة البابا.
قداسة البابا يتأمل في شخصية يوناثان في محاضرة الاربعاء
القى قداسة البابا تواضروس الثانى عظته الاسبوعية مساء اليوم بعنوان تأمل فى شخصية يوناثان
نقرأ لأجل تعليمنا جزء من (1صمو 18)
وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ شَاوُلَ أَنَّ نَفْسَ يُونَاثَانَ تَعَلَّقَتْ بِنَفْسِ دَاوُدَ، وَأَحَبَّهُ يُونَاثَانُ كَنَفْسِهِ. فَأَخَذَهُ شَاوُلُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَمْ يَدَعْهُ يَرْجعُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ.وَقَطَعَ يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ عَهْدًا لأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ.وَخَلَعَ يُونَاثَانُ الْجُبَّةَ الَّتِي عَلَيْهِ وَأَعْطَاهَا لِدَاوُدَ مَعَ ثِيَابِهِ وَسَيْفِهِ وَقَوْسِهِ وَمِنْطَقَتِهِ.
وَكَانَ دَاوُدُ يَخْرُجُ إِلَى حَيْثُمَا أَرْسَلَهُ شَاوُلُ. كَانَ يُفْلِحُ. فَجَعَلَهُ شَاوُلُ عَلَى رِجَالِ الْحَرْبِ. وَحَسُنَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ الشَّعْبِ وَفِي أَعْيُنِ عَبِيدِ شَاوُلَ أَيْضًا.
عندما نقرأ الكتاب المقدس نجد اسماء مشهورة وأخري مغمورة أي ليست مشهورة ولكن بالرغم من ذلك فهي بعملها و أثرها معروفة عند الله مثال بولس الرسول اسمه مكرر في العهد الجديد وموسي النبي اسمه مكرر حوالي 700 مره في العهدين وبطرس، يوحنا، داود، وغيرهم من الاسماء.
في المقابل أسماء ذكرها قليل لكن فعلها كبير والله أعطاها رسالة ليست للشهره ولكن فعلها كبير فهي قليلة الذكر عظيمة الفعل مثل:
– برنابا لولاه ماكانت الكنيسة وصلت لبولس
مردخاي الذي ربي ابنة صغيرة وصارت الملكة (أستير)-
شخصية اليوم التي نتأمل فيها هي شخصية يوناثان:
– يوناثان يمثل فضيلة الوفاء
– يوناثان كان البكر لشاول الملك
– يوناثان معناه الرب أعطي
هو من أنبل شخصيات العهد القديم وأكثرهم حبا لنا وقصته تنحصر بين داود وشاول، فبين داود وشاول يوناثان ابناً لشاول وصديق لداود ويقولون أن هذه العلاقة بين داود الاشد نورا وشاول الاشد ظلماً فالعظيم يقاس بأفعاله
تعالوا نأخذ ثلاث أو أربع مشاهد تبين الوفاء:
فالوفاء أحد الفضائل الانسانية العميقة من يغيب عنه يفقد انسانيته
1- داود عندما رجع لشاول وهو منتصر ومتعظم وفخورا بانتصاره مجرد رجوعه نفس يوناثان تعلقت به وهذا الحب كان عملي وصادق اثبتته الأيام وقدم هذا في خمس عطايا لها قيمة عند بني اسرائيل قدم له:
الجبة “أي الثياب الخارجي”-
الثبات-
-السيف
القوس-
المنطقة-
وهذه العطايا تعتبر بمثابة النياشين في عصرنا ويبدو أنه كان يري أن داود ملك قادم وقد كان بالفعل، وهو يعطهم له كانه يتنازل عن المُلك له فما أعظم هذه المحبة !!! وهذا الوفاء .هذا قمة الاخلاص والعطاء
2-غيرة شاول من انتصار داود وتهليل الشعب له يقول الكتاب أن شاول حاول إيذاء داود وحاول قتله أما يوناثان ذهب لداود وأخبره ليحميه من غضب ابيه ، يوناثان أحرج والده وحدثه عن شجاعة داود وانتصاره وحاول ألا يقتله شاول فيوناثان كان وفيّ لأبيه وينصحه ويحمل أيضا وفاء لصديقه داود ولم يكن خائن لأبيه
3- يوناثان بكل شجاعة دخل في صفوف الأعداء يحمل سلاحه ويبدأ مع داود ويقول “ليس للرب مانع عن أن يخلص بالقليل أو بالكثير” فيكون بهذا قد حمل قلب شجاع مثل صديقه داود.
يوناثان ابن الملك وداود الراعي: 4-
كانت صداقتهم قوية لدرجة أن شاول كان يغير منه وهذه الغيرة وصلت لأنه كان يريد قتل داود ووبخ أبنه يوناثان وقال له “يا ابن المتعوجة المتمردة”(1مو30:20) لماذا ؟ لأنه تعجب من رفض يوناثان للملك وكانت صداقته اسمي وأعلي من محبته للعرش.
فالانسان لا يكون عظيم باكليل بل بحبه ووفاءه وتراضيه ويوناثان كان دائماً يهدأ من روع داود ويعطيه كلمات الشجاعة ويخفف من شر أبيه ويمتص غضبه
5- أخر مشهد من (1صمو20) كم من المرات تعرض داود للموت والاحباظ وشجعه يوناثان
كم من المرات تعرض لليأس ويوناثان سنده وهذه هي صفات الصديق: (يوقظ – يشجع- يسند)
يوناثان يقول أنه الملك القادم وكأنه كان يتنبأ ويوناثان قال لداود أكون لك ثانياً (مساعد) أي إنسان يعرف حدوده وراضياً قبل أن يكون الرجل الثاني ويكون في ظله ولم يتغير وعندما يعلم داود بوفاته هو وشاول يقف علي جبل يربوع يرثيه ويقول “محبتك أقوي من محبة النساء، اتعهد يا يوناثان بالاهتمام ببيتك” ويقدم مساعدات لابن يوناثان وتكون الصورة صور الوفاء الجميلة.
فعند التأمل في هذه القصة تشعر بالوفاء
ارجو أن تتعلم من هذا السفر وتتعلم الفضيلة التي تجسدت في شخص وتتعلم أن تكون وفيّ لأسرتك – للأبناء – للأب – للأم
-تعلم أن تكون وفيّ لكنيستك
-تعلم أن تكون وفيّ لمجتمعك
-تعلم أن تكون وفيّ في علاقاتك
-تعلم أن تكون وفيّ لوطنك
يعطينا الله أن تكون هذه الفضيلة في حياتنا علي الدوام
لإلهنا المجد الدائم. آمين.