قال البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أن الكنيسة الأرثوذكسية، مؤسسة دورها في أساسه دور روحي فيه تهتم بخلاص النفوس وتوبتهم وتعليمهم الإيمان، ولكنها أيضا لها دور اجتماعي تخدم من خلاله المجتمع حسب احتياجاته ، وحسب الإمكانيات المتاحة لديها، فهناك من يمكنه بناء مستشفي أو مدرسة، لأنها لابد وأن تمد يدها للمجتمع.
وعن وطنية الكنيسة قال قداسته، خلال لقائه عبر الفيديو كونفرانس بأعضاء مؤتمر بناء الوعي الذي بدأ فعالياته امس بدير الشهيد مارجرجس، المحروسة – إيبارشية قنا، انه منذ أن أسس مارمرقس الكنيسة المصرية وحتى يومنا هذا والتاريخ يشهد بوطنيتها ، فالكنيسة لا تعمل بالسياسة ولكنها تخدم الوطن وتساعد العمل الوطني، وقد ساله أحد الأشخاص هل ستقوم الكنيسة باعداد قائمة بأسماء الأقباط للبرلمان المقبل؟ فأجابه بأن الكنيسة لن تقوم باعداد قوائم للانتخابات البرلمانية، ولكن الأقباط سيشاركون فيها، وطالب الشعب ان يتفاعل مع المجتمع، ويكون عنصر خادم، مؤكدا أن الكنيسة لها علاقات طيبة مع كل الهيئات والمؤسسات ومع كل الأخوة المسلمين في كل مكان.
وعن انتشار الكنيسة في دول المهجر قال قداسة البابا : إن الكنيسة الأرثوذكسية منتشرة حاليا في أكثر من مئة دولة، ولكن لها مباني ب60 دولة وجميعها مرتبطة بالكنيسة الأم بمصر، مؤكداً أن علاقة الكنيسة بكنائس العالم تجمعنا بهم علاقة محبة بحسب وصية المسيح “هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.” (يو 15 : 12) ، وهناك تعاون بينهم فقد أهدتنا بعض الكنائس مبانيها، مشيراً اننا نشتاق للوحدة لأن خطية الانقسام تغضب قلب الله، معلنا ان الكنيسة القبطية تفتح يدها لجميع الكنائس وأشار التقيت برؤساء الكنائس الكاثوليكية والروسية وعرضنا التعامل مع بعضنا البعض.
وأشار البابا تواضروس إلى أن الكنيسة في محاولة لعمل شيء مشترك يجمع بين كل كنائس العالم، ومنها توحيد موعد عيد القيامة، لإيجاد تاريخ ليعيد المسيحيين في العالم اجمع في نفس اليوم، راجيا أن تكلل تلك المحاولات بالنجاح.
وعن التعليم قال قداسة البابا أن الكنيسة تهتم بالتعليم اللاهوتي مشيراً ان هناك كليات أكليريكية داخل مصر وخارجها، كما نهتم حاليا بالبعثات الدراسية في كل أنحاء العالم، وتم الاتفاق مع الكنيسة الروسية وسوف يتم تبادل الخدام والكهنة، هذا الانتشار سوف يرتقي بأبناء الكنيسة تعليمياً وثقافيا.
وعن الرهبنة قال قداسته أنها جوهرة الكنيسة وعمادها متمنيا أن تكون الأديرة مطابقة لما هو في الكتاب المقدس، مشيراً إلى أنه في الأونة الاخيرة ظهرت بعض الأديرة التي لم تقم علي أساس رهباني كنسي صحيح، لذا فإن الكنيسة رفضت الاعتراف بها، مشدداً على ان الرهبنة قوة الكنيسة ولا يمكن التفريط او التهاون مع من يشوهها.
وتناول قداسة البابا موضوع الأحوال الشخصية، مشيراً إلى أن الكنيسة تحاول ضبط إيقاع الأسرة، مضيفا أننا نحاول ونجتهد في مناقشة القانون وهو قانون محل دراسة حتى الآن ولم نصل بعد إلى الشكل النهائي له، ولكننا اخذنا خطوة من خلال تقسيم المجلس الاكليريكي إلى ستة مجالس إقليمية وذلك لتسهيل الأمر علي المتضررين، كما أننا نحاول في المشورة الأسرية وإرشاد المخطوبين، وأن تنتشر فكرة تعاليم ما قبل الزواج مستشهداً بكلمات يوحنا ذهبي الفم أن “الأسرة أيقونة الكنيسة”
مشدداً على أن الانترنت أصبح يبث اكاذيب وإشاعات مغرضة ، لذا أصبح هناك أناس لا يريدون أن يفهموا أو يتفهموا الأمور في مكانها، ولكن الكنيسة ستظل تعمل حتي تستقر الاسرة.
وعن الخدمة الكرازية قال: “لنا عمل كرازي في ٢٨ دولة، مثل غانا هناك كاهن وزوجته يخدمان هناك ، وفي الفلبين هناك ملجأ لتربية الأولاد والبنات ويزورهم الأب الكاهن من وقت لآخر، والصين وبوجمبورا ….إلخ”.
وعن الآليات الحديثة قال قداستة إن التكنولوجيا الحديثة تساعد العمل الكنسي في عدة اتجاهات، مشيراً إلى لقائه الحالي بشباب الصعيد عبر الفيديو كونفرانس، قائلا إنه أمر لم نكن نستطيع أن نفعله قبل بضع سنوات ، وفي بداية القرن الماضي وبعد اختراع الميكرفون سمع أحد الكنسيين صوته فيه فصرخ قائلاً “هذا هو الشيطان بعينه” وها نحن اليوم نرى الميكرفونات تملا كنائسنا، مشيراً الي ان الأشياء الجديدة عادة ما تقابل بالرفض، فعند طبخ الميرون بطريقة جديدة مستغلين التكنولوجيا، قابل البعض الأمر بالرفض والتشكيك ، فكل جهات العالم تحاول ان تتقدم وتستفيد بما هو موجود في الزمن، واليوم نستغل تكنولوجيا الزمن والتحديث.