نص العظة:
الكنيسة اليوم تعلمنا خطورة هذا المرض الذى خصص له الانجيل الاصحاح 23 من انجيل معلمنا متى الرسول و نسميه اصحاح الويلات و الذى تكررت فيه عبارة ” ويل لكم أيها الكتبة و الفريسيون المراؤون” 10 مرات .
• الكتبة : هم الذين كانوا يقومون بأعمال الكتابة فلم تكن فى تلك الأزمان المدارس منتشرة او التعليم منتشر و كانت نسبة الأمية عالية فكان يوجد من يكتب لذا فقد كانت مهنة.
• الفريسيون : هم الذين كانوا مفرزين من أجل الشريعة و كلمة فريسي تعنى مفرز أى مخصص فكانوا يعتبرونهم من علماء الشريعة اليهودية و كأنهم حاصلون على درجة الدكتوراه فى الفلسفة .
” ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون” فكانوا هم القادة و لكن الكتاب وصفهم على لسان السيد المسيح بأنهم مراؤون .
هذا المرض أيها الأحباء يصيب الذين يعيشون فى الحياة الروحية ” الرياء ” أن تكون لك صورة من الخارج وليس لك عمق من الداخل من بره شكلك حلو لكن من الداخل ليس كذلك و هؤلاء هم أصحاب الحياتيين ،حياة يتكلموا بها وحياة أخرى يمارسونها و يمكن القول أن لهم صورة خارجية تبدو صادقة وصورة أخرى داخلية كاذبة ابتدأ ربنا يسوع المسيح يعطي أمثلة كثيرة عن هذا الرياء فمثلاً يقول: تعشرون النعناع والشبث والكمون وهي نباتات كانت تزرع على أطراف الحقول وعلى ضفاف الأنهار وكانت زراعتها لا يمتلكها أحد ومع ذلك كان الفريسيون أصحاب الحقول بأن يقدموا عشورا عنها ، فى نفس الوقت الذى تركوا عنهم الحب والإيمان والرحمة ، تركوا عنهم أن يعيشوا فى الحكمة والايمان وأن يعيشوا فى الرحمة.
و صار الرياء هو ما يعيشوا به فى حياتهم اليومية فى الممارسات فى التعليم فى الكلام وصورة الرياء هذه هى صورة قاسية شبهها السيد المسيح بالقبور ، فالقبر من الممكن أن يكون مزين من الخارج و لكن فى داخله عظام أموات. فمن الممكن أن شخصا ما يهتم كثيراً بالصورة الخارجية ولا ينسي العمق ولكن الله يهتم بالعمق ، القلب وكيان الإنسان وعندما نقول عن إنسان أنه قديس معناه أن حياة الإنسان الداخلية مثل الخارجية تماماً يعيش حياة واحدة وهذا أمر هام لحياتنا اليومية.
لكن السؤال الآن كيف يحمى الانسان نفسه من الرياء ؟
سوف أدلك على أمر بسيط للغاية ولكن إن كان فى حياتك شئ سيحميك من الرياء فسيكون بالقطع ” علاقتك بالانجيل ” فالكتاب المقس مرآة ترى فيها شخصك ، فكلما كانت علاقتك قوية بالكتاب المقدس والقراءات كلها تتحدث عن القراءة “يلهج فى ناموسه نهاراً و ليلاً “.
إليك بعض النقاط التى توضح كيف تكون علاقة الإنسان بالكتاب المقدس:
1 – الانسان يقتنى الانجيل و يكون شخصي يعيش معك طوال عمرك و يقول الآباء لابد أن يشرب الانجيل دموعك وعرقك.
2 – أن تحب الانجيل ويكون قريب لك ومحبة الانجيل تاتى من دوام العشرة فيه وهذه المحبة تجعلك تفتحه يومياً و لكن كيف نفتح الانجيل ؟ فلابد أن نفتح الانجيل بطريقة نظامية فمثلاً فى هذه الفترة سأقرا هذا السفر .
3 – القراءة المستمرة مثل ما نقول فى المزمور الأول فى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً ، فانجيلك الذى تقرا فيه ليلا و نهاراً ومثلما جاء فى نهاية سفر الرؤيا “طوبى لمن يقرأ ” لان كلمة الله عزيزة .
قصة جانبية :
واحد من التلاميذ ذهب لمعلمه و قال له كلما اقرأ الانجيل لا اتذكر ما قرأت وتكرر هذا الموقف ثلاث مرات وأراد معلمه أن يعطيه درسا فقال له اذهب واملأ هذا السبت ماءا ونظرا ﻻ أن السبت به فتحات كثيرة من كل مكان فلم يتبقى فيه الماء وتكرر هذا الموقف ثلاث مرات فجاء إليه التلميذ وقال له الماء لا يستقر فى هذا السبت فنظر اليه معلمه و قال له انظر إلى هذا السبت ، ماذا ترى ؟ لم يستقر فيه الماء ولكنه لقد أصبح نظيفاً تماما ..!! وهذا ما يفعله الانجيل فى قلبنا .
4- الدراسة فهناك كتب تشرح وتفسر كلمة الله
5 – التأمل
6 – حفظه والتكلم به ، وأحد وسائل حفظ الآيات تكون بالشواهد الموسيقية أو الشواهد المماثلة.
7 – يعيش بالانجيل ” حياته انجيل معاش ” .
ماذا سأستفيد من كل ما سبق ؟
كلمة انجيل معناه بشارة فرح فعندما تصنع كل هذا فتصير مفرح لكل من حولك وتمتلك الفرح فيا لسعادة البيت ، الكنيسة و المجتمع الذي يوجد به أناس مفرحين.
نحن يا اخوتى نقيم عشرة مع الكتاب المقدس لكى ما نصير ممتلئين بالفرح ونصير مفرحين لكل أحد.
السعادة الحقيقية تأتى من حياة الفرح الذى يمنحه لنا الكتاب من خلال الكلمة المقدسة وعندما تمتلك الفرح لا يمكن أن يهاجمك الرياء و تصير انسان صادقاً “تصير إنسان الله”.