انجيل هذا الصباح المبارك يحدثنا عن مقابلة زكا العشار مع السيد المسيح
كان زكا العشار إنسانا خاطئا وكان معروفا فى بلده أريحا فى وسط الناس أنه إنسان ظالم وكان يسمع كثيرا من الناس عن الرب يسوع ورغم أنه كان غنيا إلا أنه كان يظلم الناس فيما يأخذه منهم من مال وكان يسمع من الناس عن الرب يسوع ولكن لم يره و أراد أن يراه لمدة دقائق قليلة ولأنه كان قصيرا فى قامته ففكر أن يراه عندما يصعد على شجرة جميز ، يصعد على الشجرة الكبيرة حيث لا يراه احد ولكى يرى المسيح فقط ولم يكن يعرف من هو المسيح! ولكن السيد المسيح عندما جاء فى وسط الجموع و كان يسير فى وسط الناس وتوقف فجأة عند الشجرة و رفع عينيه إلى فوق فاندهشت الجموع التى كانت معه ونظر إلى أعلى ونادى على زكا الموجود فى وسط الشجرة، لكم ايها الاحباء أن تتعجبوا معي أن السيد المسيح يعرف اسم زكا المختبيء فى الشجرة وزكا نفسه كان مندهشا و طلب منه يسوع أن ينزل سريعا وهكذا كانت المقابلة بين زكا والمسيح عند الشجرة والإنسان الخاطئ أى البشرية الخاطئة تقابلت مع المسيح عند الشجرة أى الصليب المقدس فزكا يمثل الانسان الخاطئ فى كل زمان والمسيح المصلوب على خشبة الصليب هو نفسه الذى تقابل مع زكا فالصليب هو شجرة الخلاص وعندما التقت عينا زكا بعيني المسيح تغير كل شيء.
اكتشف زكا فى هذه اللحظة خطيته و عرف أن سعادته ليست فى المال . ولذلك وقف أمام المسيح و قال :نصف اموالى للمساكين والفقراء وإن كنت قد ظلمت أحدا أرد له أربعة أضعاف. زكا اكتشف أن سعادته ليست فى المال لكن فى شخص الرب يسوع و هكذا المسيح ينادينا فى كل يوم.
ينادى الإنسان الخاطئ كيما يقوم عن خطيته و ينادى الانسان البعيد كيما يرجع إلى حضن كنيسته. مازال علي الصليب ينادينا فى كل يوم ومازال علي الصليب ينادى كل إنسان تعالوا إلي يا جميع المتعبيين و الثقيلي الأحمال وأنا أريحكم وتجدوا راحة لنفوسكم .
الصليب يا إخوتى الأحباء هو قوة الله للخلاص وهو القوة التى يمنحها الله لكل البشر ومن أراد أن يأت فليأت لكيما ينال قوة الصليب .
– قوة الصليب هى قوة الخلاص من الخطية.
– قوة الصليب هى قوة الخلاص من الضعف .
– قوة الصليب هى قوة الخلاص من كل ظلمة.
– قوة الصليب هى قوة الخلاص من الموت و الهلاك .
الصليب يا إخوتي الأحباء يتكون من عارضتين، عارضة رأسية وعارضة أفقية
– العارضة الرأسية هى التي تصل ما بين السماء والأرض وهى تعبير عن محبة الله للإنسان ومحبة الإنسان لله و هذه المحبة التى نسميها محبة الله يجب أن تكون فى كل قلب .
– العارضة الأفقية هى عبارة عن محبة الإنسان لأخيه الإنسان . المحبة التى يحبها الإنسان لكل أحد وهذه المحبة ليست بالكلام لكن بالعمل .
“يا أولادي نحن لا نحب بالكلام ولا اللسان ولكن بالعمل والحق “.
هكذا يوصينا القديس يوحنا الحبيب
محبتنا لكل أحد و لكل إنسان فى كل مكان والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول:
” ليس مصباح بلا نور و لا مسيحي بلا حب”.
ولذلك الصليب هو علامة الحب وهو الذى يجعل الإنسان المسيحي يحب كل إنسان فالصليب هو دعوة للحب وهو قوة للخلاص ولذلك عندما نمسك الصليب يجب أن نتمسك بمحبة الله فى قلبك وأيضا بمحبة كل إنسان فى قلبك فتكون حياتك كلها حب فى حب وتقدم محبة المسيح لكل أحد.