بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
لقد احتفلنا اليوم بتدشين كنيسة العذراء ومذابحها الأربعة، الاول باسم العذراء صاحبة البيعة، والثانى باسم الانبا بيشوى. والثالث باسم القديس يوسف النجار المعروف باسم حارس سر التجسد الالهى. اما المذبح الرابع باسم القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
دائما فى التدشين نقرأ انجيل حوار السيد المسيح مع التلاميذ فى قيصرية فيلبس – وهى اعلى نقطة فى فلسطين – . حيث سألهم المسيح ماذا يقول الناس عنى ؟ وسألهم وانتم ماذا تقولوا عنى ؟ حينئذ اجابه القديس بطرس الرسول بحماسته واندفاعه المعروفين قائلا ” انت المسيح ابن الله الحى “. فطوبه المسيح قالا له ” طوباك يا بطرس … على هذه الصخرة ابنى كنيستى وابواب الجحيم لن تقو عليها ” وهنا وعد سمائى .. هذه هى المرة الأولى والوحيدة التى يذكر فيها مصطلح ” كنيستى ” فى الكتاب المقدس
نفس العبارة تكررت فى اصحاح ( مت 18 : 18 ) عندما قال المسيح للتلاميذ ” كل ما تحلونه على الارض يكون محلولا فى السماء … إلخ ” . اذن العبارة لم تقتصر على التلاميذ فقط ، إنما هى ممتدة لكل الاباء والرسل وخلفائهم حتى الأزل .
احذر ان يجول بخاطرك ان بناء الكنيسة هو البناء المادى ، انما هو البناء العقيدى والروحى لكل اعضاء جسد المسيح ، اى لكل واحد منا .
هتأمل معكم فى 3 عبارات نسمعها فى القداس ونربطها بعبارة ” ابنى كنيستى “
1 – قبلوا بعضكم بعضا
يقولها الشماس اثناء صلاة الصلح. وهى تعنى المصالحة مع الآخر . وتعلمنا كيف يبنى الانسان الكنيسة من خلال المصالحة مع كل العالم
انتبه لهذا النداء . طوباك ايها الانسان عندما تصطلح مع نفسك ، ومع الاخرين ، حينئذ تصطلح مع السماء ايضا.
نحن نلتزم بكل تعاليم الكتاب المقدس فى كل حياتنا حتى فى جلوسنا، فعندما يجلس الرجال منفصلين عن النساء فى الكنيسة فهو تنفيذ للآيه التى تقول ” قامت الملكة عن يمين الملك “
نحن نمارس المصالحة بالقبلة المقدسة باليد التى ترمز للمصافحة ايضا .
2 – أيها الجلوس قفوا
هى نداء توبة للانسان الجالس فى الخطية ، يقول له قف وابتعد عن الخطية
السيد المسيح قال ” طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله ” لأن بالتوبة سنرى مسيحنا وليس بوسيلة اخرى .
3 – وإلى الشرق انظروا
هو نداء الاستعداد للمجئ الثانى حيث المسيح سيأتى من المشارق . ووقوفنا فى الكنيسة ناظرين نحو الشرق هو استعداد لمجئ السيد المسيح ، فى قانون الايمان نقول ” وننتظر حياة الدهر الآتى امين ” كما يقول الكتاب المقدس عن العذارى الحكيمات ” المستعدات دخلن معه إلى العرس “
الله يذكر اتعابكم فى بناء الكنيسة حتى لو لم يتذكرها البشر . ربنا يبارك كنيستكم ويجعل جمالها فى حياة ابنائها فى مصالحة وتوبة واستعداد للمجئ الثانى . ولالهنا المجد الدائم امين .