شكراً على هذا الاستقبال، أنتم تحملون فى قلوبكم كل مصر والكنيسة القبطية هى حامية المسيحية فى مصر وحامية لحضارتها وثقافتها
الأنظمة السياسية تتغير …. ولكن الكنيسة هى هى نشكر الله أن الكنيسة القبطية هى ضمانة مصر والسد المنيع الذى يحميها ومهما تغيرت الاوضاع الكنيسة هى الضامن
الكنيسة القبطية نشأت وكأنها المهد الذى ينتظر يسوع هيأت مهداً للرب يسوع ومكاناَ لاستقبال العائلة المقدسة يسوع ويوسف ومريم أول كنيسه فى مصر هى حاملة كل الكنيسة والعناية الإلهية تنتظر من هذه الكنيسة محبتكم الكبيرة … وعاشرناكم لأن الله أحبكم والكنيسة أحبتكم واختاركم لتكون رأسا للكنيسة القبطية.
نصلى من أجلكم ونحبكم لكى تواصلوا هذه الرسالة العظيمة وأنتم مدركون أن على عاتقكم تاريخ كبير وحضارة كبيره وتحدى أكبر والعلامة هى أن الكنيسة تكبر وتنمو الكنيسة القبطية مثل خشب الأرز، الكنيسة عبر العصور كانت قوية والبرهان ظهر فى الأيام الأخيرة مصر قدمت مثالا رائع للحياة مواطنها التى أبرزوا التنوع وأنتم دوما فى صلاتنا وتقديرنا .. نراكم نسعد.
كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني خلال استقباله للكاردينال بشارة الراعي
نرحب بغطبة البطريرك المحبوب إلى قلوبنا الكاردينال بشارة بطرس الراعى فى زيارته الأولى إلى مصر ونستقبله لنا فى قلوبنا فى المقر الباباوى بالكنيسة المرقسية بالعباسية. نرحب باسم المجمع المقدس والآباء المطارنة وكل الكنيسة بغطبة البطريرك، هذه الزيارة محبوبة لدينا.
لقد تقابلنا ثلاث مرات , مرتين فى لبنان ومرة فى أرمنيا بالإضافه إلى التواصل الدائم وكلها فى محبة المسيح.
نرحب فى شخصه بلبنان البلد الحبيب الذى له وقع حسن فى تاريخه بكل سكانه المسلمين والمسيحيين، نرحب بهذه المقابلة والتى هى صورة عملية فى محبتنا للمسيح عندما نستقبل أخا محبوبا نرى المحبة فى كل كلمة يتكلم بها. عندما زرناه فى لبنان كنا سعداء للغاية بهذه المحبة الكبيرة والتى من القلب. عندما تزورون غبطتكم مصر تزورون تاريخا مسيحيا، فكما تعلمون أن كنيستنا القبطية لها وجود من قبل أن يولد المسيح من خلال ما ذكر من نبوات أنه فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى أرض مصر وعمود عند تخومها , ذكرت قبل الميلاد بأكثر من 700 عام عن تأسيس الكنيسة القبطية وتحققت عندما جاءت العائلة المقدسة فى هروبها بعد الميلاد إلى مصر، وتحققت هذه النبوة وسكنت فى مصر فى الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب حتى صار مذبح دشن بيد المسيح وهو موجود فى دير المحرق. وتجولت العائلة فى مدن كثيرة وشوارع كثيرة وتباركت بلادنا بهذه الزيارة التى استمرت ثلاث سنين ونصف.
ثم توجت بزيارة مارمرقس ونقل الإيمان بشخص ربنا يسوع المسيح ونال أكليل الشهادة وزار كاروزنا الديار المصرية واعتبر هو البطريرك الأول للكنيسة القبطية وامتدت الكنيسة فى التاريخ وصارت مولده لعلماء اللاهوت والآباء
قدمت آباء دافعوا عن الإيمان مثل أثناسيوس وكيرلس وديسقورس حتى أنهم كانوا يختارون علماء مدرسة الأسكندرية بطاركة وقدمت الكنيسه أيضا الشهداء وصارت مصر غنية حتى أننا نسمى الكنيسة أم الشهداء جميلة على الكنيسة التى قدمت شهداءها بكل الثبات، الجماعات والأفراد الشمامسة، الكهنة، البطاركة
وصارت دماء شهدائها غذاء الكنيسة وصار على أرض مصر نماذج نفتخر بها مثل مارمينا العجايبى والقديسة دميانة. ومن عصر الشهادة امتدت فى الكنيسة عصور الرهبنة التى نشأت على أرض مصر على يد أنطونيوس الكبير وهو مصري المولد من وخلاله تأسست الرهبنة وظهر نجوم الرهبنة أمثال القديس مكاريوس والأنبا بيشوى وامتلات البرارى المصرية بمساكن النساك وقيل فى التاريخ ان نصف مصر يعيشون فى البرية
إن السماء بكل نجومها ليست فى جمال برية مصر فى كل نساكها وامتدت الرهبنة خارج البلاد وانتشرت وعاشت الكنيسة القبطية حتى إلى نقل جبل المقطم فى زمن الأنبا أبرآم بن زرعة.
الشعب المصرى يحب الدين ولكننا كمصريين لا نقبل أى حكم باسم الدين نعيش فى محبة ووئام. قام الشعب المصرى بتصحيح مساره حتى أننا رأينا ملايين الناس يعبرون عن رأيهم وحياتهم وبدأت صفحة جديدة فى مصر.
وبدأت مصر فى مسارها الصحيح من مشروعات فتم افتتاح قناة السويس كهدية من مصر للعالم من أجل التجارة العالمية ثم استكمل بمشروع أكبر هو تنميه إقليم قناة السويس (شرق بورسعيد) وافتتحه الرئيس، ومصر تقدم للعالم شهادة صادقة للسلام والبناء لكل شعوب العالم. مصر فى التاريخ هى فلتة الطبيعة أبوه التاريخ وأمه الجغرافيا وهى فى موقعها فى قلب العالم والعائلة المقدسة تحفظ مصر وتباركها ولذلك قلوبنا تصلى من أجل لبنان وأن نسمع أخبار طيبة عن هذا البلد المحبوب إلى قلوبنا.