الاحتفال السنوي بدار الكتاب المقدس في مصر بحضور وتحت رعاية صاحب القداسة والغبطة البابا الأنبا تواضروس الثاني، وهو تقليد متبع من أيام المتنيح مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث، وكان اللقاء فرصة جميلة شرح فيها الدكتور رامز عطا الله مدير عام دار الكتاب المقدس نشاط دار الكتاب في مصر بالتعاون مع الكنيسة القبطية، كما تحدث الأستاذ يوسف ناثان مدير قسم الدراسات والأبحاث الكتابية بالدار عن الترجمة السبعينية، كما عرضت أفلام تسجيلية عن ترجمات الكتاب العربية وعن كلمة الله، كما قدم كورال أرشي أنجيلوس من ايبارشية البحيرة ترانيم جميلة، وقدم فقرات الحفل القس أبرآم إميل.
واختتم الحفل بكلمة قداسة البابا عن وعود الله.
وفي مستهل محاضرته الاسبوعية اليوم الاربعاء بالكنيسة المرقسية بالاسكندرية هنأ البابا الشعب المصري بمناسبة المولد النبوي كما شكر الرئيس عبد الفتاح السيسي علي تهنئته للاقباط بعيد الميلاد المجيد في كلمة قال فيها
“اتوجه بالتهنئه الى كل اخواتنا فى مصر والدول التى تحتفل بمناسبه المولد النبوى ..وايضا الى كل اخواتنا المسيحيين الذين يحتفلون بعيد الميلاد فى يوم 25 ديسمبر بحسب التقويم الغربى ….وايضا نشكر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى قدم التهنئه فى خطابه بالامس الى كل المسيحييين فى مصر وخارجها..ونشكر كل اخواتنا الذين يتقدمون بالتهنئه فى هذة المناسبات الدينية المفرحة ..
ايضا نشكر الله على احتفالنا ووجودنا معا فى هذة الامسية الخاصه باليوم السنوى للكتاب المقدس فما اشهى ان يوجد عيد سنوى للكتاب المقدس ..اسرة دار الكتاب المقدس والدكتور رامز وكل معاونية فى دار الكتاب فى القاهرة وفى الاسكندرية وفى الفروع التى نمت على ايديهم فان هذة مناسبه طيبه ان نحتفل بالكتاب المقدس …استمعنا الى شرح طيب وممتع عن تاريخ الكتاب وتاريخ الترجمات وتاريخ الطبعات وعن الترجمه السبعينية التى هى من اشهر الترجمات كما شرحها الاستاذ يوسف…والعروض الفيلمية التى رأيناها فى تاريخ الترجمه العربية وانتشار كلمه الله التى هى كلمه حياة لكل احد…اشكرهم على تعبهم وابداعاتهم التى يقدموها باستمرار والتى تخدم كل الاحتياجات فى الكتاب المقدس واهنئهم بالطبعه الجديدة خطها واضح وفيها فواصل اللغه فوجود كتاب مقدس مريح فى القراءة يتشجع على القراءة والحياة بالكتاب..
واشكر ابونا ابرام مقدم هذة الامسية ..”
عظه قداسه البابا تواضروس الثانى الاسبوعية بالكنيسه المرقسية بالاسكندرية
نقرأ فى (لو2 :25-32)
كَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ.وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ. فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ، أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ:الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ.نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ.
الثقة فى وعود الكتاب المقدس
سمعان الشيخ رجل من الذين شاركوا فى الترجمه السبعينية هى ترجمه من العبرية الى اليونانية لغه ذلك العصر وسميت سبعينيه لانه شارك فيها سبعين ..البعض يقول انهم اثنان وسبعون وتنيح منهم اثنان ..وهى استغرقت سنوات وتمت بالقرب من مدينة الاسكندرية وتعتبر من ادق الترجمات فى الكتاب المقدس..
وعندما قرأ سمعان الشيخ نبوة اشعياء ” هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ” توقف امامها ولم يستطع ترجمتها فاختار كلمه فتاة لانها ممكن ان تطلق على المرأة سواء متزوجه او غير متزوجه ….فأوحى له بان يكتبها كما هى وانه سوف يعاين ذلك…وبمرور الايام وتقدمه فى العمر ضعف نظرة ..وكان على باب الهيكل يرى امهات كثيرة ومعهن اطفال ..تقدم يوسف النجار ومعه العذراء ليقدموا الطفل يسوع لسمعان الشيخ كما تستوجب الشريعة ..يقول الكتاب ” أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ:الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ” حسب قولك اى حسب وعدك ..فالكتاب يمتلئ بالوعود الكثيرة فيكاد يكون كله وعود ..فكيف نصدقها ونعيشها…فسمعان الشيخ اخذ الوعد وعاينه ” لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ”..هو راى طفل صغير عندة اربعون يوما ولكنه بروح النبوة رأى ان هذا الطفل هو المخلص الذى سيعلق على عود الصليب ليعطى خلاصا لكل الامم وليس لشعب بعينه ..بل لكل العالم…
نحن فى كل مناسبات الكنيسة نستمع الى وعود ..وجيد جدا انك عندما تقرأ الكتاب تطلب من الرب وتقول اين وعدك لى اليوم يا رب..
بعض الوعود فى الكتاب المقدس:
“لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي”(عدد19:23)
“لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي، وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ” (مز34:89)
“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.”(عب12:4)
الصفات الخمسة لكلمة الله ورقم خمسة رمز لقبضه اليد لان بها خمسه اصابع وترمز للقوة..
اعطى الله وعدا لابراهيم مثل نجوم السماء ومثل رمل الارض وفى الزمن المحدد اعطاة اسحق ابن الوعد
داود مسح ملكا ولكنه ظل هاربا متعرضا لمحاولات قتل عديدة الى ان جاء الوقت المناسب وجلس على كرسى اسرائيل ..
وعود الله يجب ان تتحقق فى وقتها “صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ”(جامعه11:3)نحن كبشر لا نستطيع حساب الوقت ونعتقد ان الله تاخر ولكنه يصنع كل شئ فى وقته…نبوات العهد القديم كانت كلها عن مجئ المخلص ولكن اليهود اعتقدوا انه سيأتى مخلص عسكرى ليخلصهم من الاستعمار ويصيروا سادة العالم لذلك كانوا يخاطبونه برب الجنود ..لكن المخلص جاء ليخلص العالم من الخطية ..
اعطى وعد لنوح لا اعود العن الارض ..واعطى وعدا لابراهيم اجعلك امه عظيمة..واعطى وعدا لداود اقيم بعدك نسلك واثبت كرسى مملكتك ..اعطانا فى العهد الجديد وعد بارسال الروح القدس وارسله بعد عشرة ايام من الصعود..
وعد فى انجيل يوحنا قائلا ها انا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر ..وعد بالحماية والرعاية فهو يرافق كل حياتنا ..” اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ”
احيانا الرب يعطى الوعد ويقارن به شخص اخر مثل عندما قال ليشوع كما كنت مع موسى اكون معك لا اهملك ولا اتركك..وهذا الوعد يقوله لكل واحد فينا..
كيف نثق فى الوعود:-
1-الايمان فى شخص المسيح انه حاضر وقادر على كل شئ وعامل معنا “أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” فبدونى لا تقدرون ان تفعلوا شئ..وعودة بالمفاهيم البشريه غير ممكن اما بالمفاهيم الالهية لايوجد شئ غير ممكن عند الله..عن ابراهيم وسارة يقول الكتاب “لاَبِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ” وايضا ايمان العذراء مريم بشارة الملاك لها..
2-الطاعة ..على ابن الطاعة تحل البركه..فطاعه الوعد تعطى بركة..الانبا انطونيوس مؤسس حياة الرهبنة عندما سمع قول الكتاب “إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي” فاطاع الوعد وكان لا يعلم انه سيوجد اديرة كثيرة والاف الرهبان ستتبعه..وذلك لان البركه حلت عليه بسبب طاعته..وايضا طاعة ابراهيم لوعد الله وكيف تباركت فيه قبائل الارض..احيانا الوعد لا يكون صريح..فمثلا فى عرس قانا الجليل لما نفذ الخمر ذهبت له العذراء قائله ليس لديهم خمر فقال لها مالى ولك يا امراة لم تات ساعتى بعد..اجاب باجابه مختلفه تماما عن السؤال ولكن يبدو ان قسمات وجهه اعطت وعدا للعذراء فقالت لهم مهما قال لكم افعلوا لانها اخذت منه وعد رغم عدم وضوح الرب فى اجابته لها..
3- الصلاة والاشتياق لتحقيق الوعد …داود عندما استقر فى مملكته اراد بناء مسكنا للرب ولكن لانه دخل فى حروب كثيرة ..فذهب الى ناثان النبى ليقول له انه يريد ان يبنى بيت للرب فقال الرب لناثان ان ابن داود هو الذى سيبنى بيت الرب…فصلى داود للرب قائلا “أَقِمْ إِلَى الأَبَدِ الْكَلاَمَ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ عَنْ عَبْدِكَ وَعَنْ بَيْتِهِ، وَافْعَلْ كَمَا نَطَقْتَ” اى لتكن مشيئتك يا رب..
يعقوب عندما نام ورأى السلم ووعد الرب انه سيعطيه الارض التى نام عليها فاقام يعقوب عمودا وصب زيتا وسماة بيت ايل وعد الرب بثلاث اشياء..انه سيعبدة طول حياته وسيبنى مذبح فى هذا المكان وانه سيقدم عشر المقتنيات التى سيهبها له..
فهل وعودك للرب فى اعترافك على يد الكاهن كشاهد على توبتك هل تلتزم به ..
لكن توجد فى نفس الوقت وعود او خداعات شريرة …فعندما وعد هيرودس باعطاء اى شئ الى نصف مملكته لابنه هيروديا بعد ان رقصت له فطلبت طلب خبيث وهو راس يوحنا المعمدان اغتم الملك لاجل الاقسام ..فتوجد خداعات ينطق بها الشيطان ايضا مثل ما خدعت الحيه حواء..وايضا خداعات المنجمين والسحرة الذين يدعون معرفه الغيب هذة ليست وعود بل خداعات ..وايضا الشيطان احيانا يرسل نفسه فى احلاما كاذبه يخدع بها الناس ويتعبهم بها..
وعود الكتاب المقدس للخير وللنمو “اِحْفَظْ وَاسْمَعْ جَمِيعَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا لِكَيْ يَكُونَ لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ خَيْرٌ إِلَى الأَبَدِ، إِذَا عَمِلْتَ الصَّالِحَ وَالْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ.”(تث28:12)
“وَيَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأْسًا لاَ ذَنَبًا، وَتَكُونُ فِي الارْتِفَاعِ فَقَطْ وَلاَ تَكُونُ فِي الانْحِطَاطِ، إِذَا سَمِعْتَ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ”(تث13:28)
الوعود امر مبهج فى الكتاب المقدس واثناء قراءاتك فيه ترى وعود الله لك تمسك بها بايمانك وبطاعتك وبصلواتك وعيش فيها وثق ان الله يحقق تلك الوعود طالما فيها الخير للانسان …