ترأس قداسة البابا تواضروس الثانى منذ قليل صلاة العشية فى كنيسة العذراء ومارمرقس فى أكتوبر بحضور نيافة الأنبا دوماديوس اسقف أكتوبر وأوسيم ولفيف من الأباء الأساقفة والكهنة والالاف من الشعب. وقد ألقى قداسته محاضرته الأسبوعية عن فضيلة الالتزام من خلال تأمل فى الآيه ” اسهروا، اثبتوا فى الإيمان. كونوا رجالاً. تقوا. لتصير كل أموركم فى محبة” (1كو 16: 13 )
وقال قداسته أن وصية كونوا رجالاً موجهة لجموع المؤمنين وليس الرجال فقط. ولها عدة جوانب فى حياتنا منها:
1 – النضوج: فالإنسان الناضج يشبه الشجرة الناضجة الثابتة التى لا تتأثر بالعواصف. وهى عكس النبتة الصغيرة التى تحركها الرياح يميناً ويساراً. كونوا رجالاً أى انضجوا عن الخطايا الصغيرة.
2 – الشجاعة: كن شجاعاً يتكلم بالحق دون خوف، شجاعا فى أسرتك، مجتمعك وكنيستك. وبالشجاعة يصير الإنسان صامداً.
3 – الاحساس بالمسئولية: مثل الطالب الذى يشعر بالمسئولية تجاه دراسته. أو الإنسان الذى يشعر بالمسئولية تجاه مجتمعه. كن إنسان مسئول لأنك ستقف يوماً أمام الله تُسأل عن مسئولياتك.
4 – الجهاد الروحى: يكون إنسان ملتزم منضبط فى جهاده الروحى باستمرارية دون تهاون أو برود أو كسل.
5 – الالتزام: كن ملتزماً فى حياتك وكلامك وتعهداتك. الالتزام هو أحد مفاتيح النجاح فى حياة الإنسان. فيكون ملتزماً بكل كلمة يقولها، بكل وعد أو نذر. ملتزماً بالقانون والوصية. يحترم وقت العمل والخدمة.
صفات الإنسان الملتزم:
1 – يشعر دائماً بالجدية:
كلنا نعرف الآيه “الرخاوة لا تمسك صيداً” فى سفر الأمثال. الإنسان الملتزم يكون جاد على كل المستويات.
2 – إنسان محترم:
دائماً نربط الاحترام بالالتزام، لأنه يكون إنسان ذو سيرة عطرة وذكر طيب يكسبه احترام الجميع حتى المختلفين معه.
3 – يملك قوة الشخصية: فى علاقاته مع الآخرين.
4 – يعشق الطاعة: يعيش طاعة الوصية، النظام والقانون.
5 – يعشق الحرية المنضبطة:
كلنا نعرف أن نهر النيل يسير بين ضفتين الشرقية والغربية ولولاهما لأصبح النيل مجرد مستنقع. الضفة الشرقية تمّثل القانون الإلهى، والغربية تمثل القانون الاجتماعى. وهذه هى الحرية المنضبطة وهكذا هو الإنسان المنضبط.
هناك إناس يفتقدوا الحرية المنضبطة مثل الملحدين والوجوديين وغيرهم. الذين يدعوا أنهم يعيشوا فى حرية وهم أبعد ما يكون عنها. مثال أيضاً من ينادوا بزواج نفس الجنس ويزعموا أن ذلك من الحرية وحقوق الإنسان ويتناسوا حق الله.
الالتزام يعطى الترابط والقوة لأى مجتمع
من أهم أمثلة الالتزام فى العهد القديم هو أبونا إبراهيم الذى كان يعيش فى وسط وثنى بالكامل. وعندما دعاه الله خرج تاركاً أرضه وعشيرته. وعندما طلب منه الله أن يذبح ابنه، لم يتردد لحظة، وقام بكل نشاط ليقدم ابنه ذبيحة لله.
صفات الإنسان الغير ملتزم:
1 – إنسان كسول: احترس من الكسل والتهاون فتضيع حياتك هباءاً. الفكرة تتوقف على أصابعك، فيمكنك أن تحولها تبراً ( ذهب ) أو تحولها تراباً.
2 – إنسان ضعيف الشخصية
3 – إنسان لا يعترف بأخطائه بل يفلسفها ويبررها. أنت بلا عذر أيها الإنسان.
4 – إنسان حياته بلا ثمر. مثل شمشون الجبار أحد قضاة العهد القديم الذى لم يكن ملتزماً فى سلوكه أو علاقاته. وكانت النتيجة أنه وقع وضاع وصار مثال للإنسان الذى حياته بلا ثمر.
أيها الحبيب.. ضع آية “كونوا رجالاً” أمامك دائماً. فكن ملتزماً بقانونك الروحى، صلواتك، حياتك، عملك، أسرتك، خدمتك ووطنك الذى تعيش فيه. لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد أمين.