مراسم صلاة الجناز علي جثمان الدكتور بطرس بطرس غالي حيث يقودها قداسة البابا تواضروس الثاني ولفيف من الاباء المطارنة والاساقفة .
وقد ودعة قداسة البابا بكلمة قال فيها
نودع ايها الاحباء هذا الانسان النبيل الدكتور بطرس بطرس غالي علي رجاء القيامة ونودع فيه تاريخ طويل حافل ومشرف وكما تقول الامثال الافريقية القديمة ” عندما يموت رجل عجوز فهذا يعني أن مكتبة كاملة قد أحترقت.”
نودعة ليس إنساناً مصرياً فقط بل إنساناً عالمياً.
أن الاعمال العظيمة التي قام بها تحتاج إلي مجلدات ومجلدات.
ونري فيه ثلاثة صفات :
١- صانع سلام
صنع السلام بكل المناصب التي تبوأها وفي أرفع هذه المناصب كأمين عام للامم المتحدة في تعامله مع النقاط الملتهبة في يوغسلافيا أو الصومال بالإضافة إلي مشاركته بمعاهدة السلام المصرية كامب ديفيد وفي القضية الفلسطينية قضية كل العرب.
وصنع السلام هو وصية إلهية
إذ يقول الله طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. (مت٩:٥) لذلك فالإنسان الذي يصنع سلام يستحق هذا التكريم في أن ينسب لله.
٢- معلم للأجيال
فنبوغة واصرارة ودراستة واجتهاداته جعلت منه إنساناً نابغاً في القانون والسياسة الدولية والصحافة والدبلوماسية ليست المصرية فقط بل والعالمية وقد ذكرت قامات كبيرة كيف أنهم تتلمذوا علي يد هذا العالم الجليل وتعلموا منه فنون الدبلوماسية واللباقة والكياسة فهو بحق معلم أجيال وكتبه تشهد له بذلك فعندما تقرأها تجد فيها خبرات عديدة ومتنوعة.
٣- مخلص للوطن
نشأ في أسرة مباركة وذات تاريخ عريق تمتد في نشاطاتها في أماكن كثيرة لكن الدكتور بطرس احتفظ بطبيعته المصرية وإخلاصه للوطن وحمل الوطن في قلبة وكان محباً لكنيسته وصديقاً ودوداً للمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، وايضاً زارني عدة مرات هنا في البطريركية وقد زرته قبل نياحتة بثلاث أيام في المستشفي، وقد استشرته في عدد من الامور فكان له الرأي السديد والنصيحة المخلصة.
وأستحق أن يكرم في يوم انتقالة كما كرم في حياته بهذا الحضور المصري وعلي رأس المصريين الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي تقدم الجنازة العسكرية التي أقيمت وايضاً كل رجال الدولة ومن خلال هذا الحضور الان وكلمات المحبة التي قيلت من ممثلي هيئة اليونسكو و منظمة الفرانكفونية والسيد عمرو موسى والتي تعبر كم كان هذا الرجل يحتل القلوب وليس قلوبنا فقط بل قلوب كل العالم.
نحن نودعة علي رجاء القيامة ونقدم التعازي باسم الكنيسة لأسرته الكريمة والسيدة زوجته ولكل أحبائه وكل الذين عاصروه وزاملوه وتتلمذوا علي يديه.