أقرأ من أجل تعليمنا جزء من انجيل معلمنا مرقس الرسول ( مر 4 : 21 ) وهو انجيل قداس الخميس الأول من الصوم المقدس “هل يؤتى بسراج ويوضع تحت المكيال أو تحت السرير؟! أليس ليُوضع على المنارة؟”
دائما أسئلة الرب تدور حول محور واحد هو الخلاص. وأول سؤال ورد فى سفر التكوين عندما سأل الرب قائلاً” أدم أدم أين أنت؟” . الرب قد يسألك لتعرف شئ جديد، أو لينبهك لأمر ما، أو ليحثك لاقتناء فضيلة جديدة وربما ليكشف لك ضعفك.
المقصود من سؤال السراج هو: هل حياتك سراج للآخرين؟ السراج هو مصباح من الفخار يُملأ بالزيت لينير طوال الوقت. فى حين أن المكيال يشير إلى الإنسان المشغول بالحياة العالمية. أما السرير فيشير إلى الإنسان الكسلان عن خلاصه أو عمله أو روحه.
أما المنارة فتشير إلى الارتفاع والسمو والاستقامة. فن المسلة بدأ فى مصر وتطور للمنارة وبعد دخول الإسلام تطور لفن المئذنة. ومصر هى الدولة الوحيدة التى يوجد بها المسلة والمنارة والمئذنة معاً.
فهل حياتك سراج ونور للعالم موضوع فوق المنارة؟ أم أنت إنسان مشغول بالأمور العالمية أم أنك إنسان كسلان؟
معانى السراج فى المسيحية:
1 – نعمة العقل عند الإنسان هى سراج حتى أننا نقول العلم نور واحيانا نصف إنسان بأن عقله ضيق أو متعصب أو مظلم. وعلى العكس عندما نصف إنسان بأنه منفتح ومتحضر وعقله واسع.
2 – المسيح يسوع إلهنا هو سراج البشرية الذى أتى متجسداً لخلاصها
السيد المسيح كان يقول دائماً “الحق الحق أقول لكم” ليضع فاصلاً واضحاً بين الحق والباطل.
3 – الصليب المقدس هو سراج أو مفتاح الخلاص. فنقول “سبحى يا نفسى الرب الذى يفدى من الحفرة حياتكِ”
4 – الكتاب المقدس هو سراج للإنسان
فيقول المزمور “سراجاً لرجلى كلامك ونور لسبيلى”.
5 – الكنيسة المقدسة هى سراج البشرية
فهى مؤسسة أوجدها الله فى حياتنا على الأرض وقال عنها “على هذه الصخرة ابنى كنيستى” فهى مكان للخدمة وغسل الأقدام.
يمكن تلخيص قانون النعم فى الآيه ” لأن من له سيعُطى، وأما من ليس له فالذى عنده سيؤخذ منه”
كل من له احساس بالمسئولية وقلب ملتهب وخدمة جادة سيعطى ويزداد من الله. أما من ليس له.. الذى فى يده النعمة ولا يستثمرها.. الذى ليس له عمل وجدية فالذى عنده سيؤخذ منه. النعم التى تُعطى لك هى التى تصنع منك سراجاً للعالم. وأعلم أننا لم نولد لأنفنسا ويجب على كل إنسان منا أن يكون سراج للآخرين، فهل أنت سراج لمن حولك؟ سواء فى عملك أو خدمتك أو أسرتك؟
أسأل نفسك هل أنا نور وقدوة للعالم ولمن حولى؟ وإن لم تكن كذلك فحاول فى فترة الصوم المقدس أن تتعلم وتجتهد أن تكون سراج. اجعله صوم للتوبة والنمو التدريجى فى الروحيات والفضائل، كما نصلى دائماً “قلباً نقياً اخلق في يا الله روحاً مستقيماً جدد فى أحشائى” حتى تكون سراج لمن حولك.