قداسة البابا فرنسيس
اسقف روما ورئيس الكنيسة الكاثوليكية
المسيح قام
حقاً قام
سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع …
مع ذكريات القيامة المجيدة والتي تملأنا فرحاً ونعيماً يسرني ان أبعث برسالتي الثالثة الي قداستكم في مناسبة مرور ثلاثة أعوام علي لقائنا الاخوي في روما في مايو 2013 والذي دشَنا فيه يوماً للمحبة الأخوية والصداقة الروحية بين كنيستينا في ضوء محبة المسيح المخلص لكنيسته التي فداها علي الصليب المقدس .
لقد كان لقاؤنا بعد أربعين عاماً من اللقاء الأول الذي تم بين العظيمين الراحلين البابا شنودة الثالث والبابا بولس السادس في روما في مايو 1973 ثم اللقاء الذي في القاهرة عام 2000 بين سالفي الذكر البابا يوحنا بولس الثاني والبابا شنودة الثالث ..
وعلي المستوي المصري نتبادل هذه المحبة الأخوية بين الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية ومشاركة كبيرة من الكنيستين من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والأراخنة في جو من المحبة القلبية والاشواق المشتركة نحو الوحدة المسيحية التي يريدها المسيح القدوس لنا جميعاً ” ليكون الجميع واحدا ً ” ( يوحنا 17: 21 ).
انا سعيد لأن متانة العلاقات بيننا تتقوي عاماً بعد عاماً ، وانفتاح القلوب والأفكار يتزايد ايجابياً وهذا هو عملنا جميعاً في محبة المسيح الواحد الذي يجمعنا ويمهد طريق الوحدة والشركة الكاملة بين أعضاء جسده المقدس في كنيسته المباركة وهذا ما لمسنا في خطوات الحوار القائم والمستمر بين الكنائس الارثوذكسية الاورينتال والكنيسة الكاثوليكية ، والذي تمت احدث مرات انعقاده بالقاهرة في شهر فبراير الماضي وتواصل هذا الحوار اللاهوتي يثري فهمنا المشترك.
هذه المحبة والمودة الأخوية نستمدها من قول القديس بطرس الرسول في رسالته الثانية حين قال ” وأنتم باذلون كل اجتهاد – قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففا، وفي التعفف صبرا، وفي الصبر تقوى وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت، تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح لأن الذي ليس عنده هذه، هو أعمى قصير البصر، قد نسي تطهير خطاياه السالفة لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين. لأنكم إذا فعلتم ذلك، لن تزلوا أبدا” ( 2 بط 1 : 5 – 10 ).
نشكر الله الذي يساعدنا بقوة في خدمتنا الكنسية وشهادتنا المسيحية وفي علاقاتنا الطيبة مع كل المجتمع المصري وهيئاته والذي تقوم فيه الكنيسة المصرية بدور روحي وطني مخلص من أجل كل المصريين ومن أجل السلام الاجتماعي والعيش المشترك المثمر تحت قيادة سياسية واعية ومجتهدة .
وفي نفس الوقت نحاول بالصلاة والعمل والخدمة مساندة اخوتنا المتعبين في كل من سوريا والعراق وبلاد اخري من أجل حمل الصليب ومحاولة التخفيف عنهم في هذه الظروف القاسية من الصراعات والعنف اللإنساني .
وإذ نتابع خدمتكم ومحبتكم في زيارات واتعاب كثيرة نصلي من اجلكم ليتم عمله فيكم ويثمر الثمار التي تمجد اسمه القدوس في كل مكان تذهبون اليه …. كما نتطلع الي يوم نفرح فيه سوياً بزيارتكم الي مصر وطننا الحبيب والذي تبارك وتقدس ربرحلة العائلة المقدسة في مطلع القرن الأول الميلادي .
الله القادر ان يفعل فوق كل شيء، اكثر جدا مما نطلب او نفتكر، بحسب القوة التي تعمل فينا، له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع الى جميع اجيال دهر الدهور. امين. ( أفسس 3 : 20 )
دمتم في رعاية المسيح بكل الصحة الكاملة والعمر الطويل
مع خالص محبتي وتقديري طالباً صلواتكم دائماً .
تواضروس الثاني
بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية