ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظة الأربعاء مساء اليوم بكنيسة الملاك والانبا بيشوي باستراحة بيت الكرمة بكينج مريوط. تناول قداسته موضوع حمل عنوان – “اللسان الكاذب” وذلك من خلال نصين كتابيين:
“١٦هذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ: ١٧عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ، لِسَانٌ كَاذِبٌ، أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَمًا بَرِيئًا، ١٨قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَارًا رَدِيئَةً، أَرْجُلٌ سَرِيعَةُ الْجَرَيَانِ إِلَى السُّوءِ، ١٩شَاهِدُ زُورٍ يَفُوهُ بِالأَكَاذِيبِ، وَزَارِعُ خُصُومَاتٍ بَيْنَ إِخْوَةٍ. (أمثال 6 : 19 – 16)
– ١لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ! ٢لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضًا. ٣هُوَذَا الْخَيْلُ، نَضَعُ اللُّجُمَ فِي أَفْوَاهِهَا لِكَيْ تُطَاوِعَنَا، فَنُدِيرَ جِسْمَهَا كُلَّهُ. ٤هُوَذَا السُّفُنُ أَيْضًا، وَهِيَ عَظِيمَةٌ بِهذَا الْمِقْدَارِ، وَتَسُوقُهَا رِيَاحٌ عَاصِفَةٌ، تُدِيرُهَا دَفَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدًّا إِلَى حَيْثُمَا شَاءَ قَصْدُ الْمُدِيرِ. ٥هكَذَا اللِّسَانُ أَيْضًا، هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّمًا. هُوَذَا نَارٌ قَلِيلَةٌ، أَيَّ وُقُودٍ تُحْرِقُ؟ ٦فَاللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ الإِثْمِ. هكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا اللِّسَانُ، الَّذِي يُدَنِّسُ الْجِسْمَ كُلَّهُ، وَيُضْرِمُ دَائِرَةَ الْكَوْنِ، وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ. ٧لأَنَّ كُلَّ طَبْعٍ لِلْوُحُوشِ وَالطُّيُورِ وَالزَّحَّافَاتِ وَالْبَحْرِيَّاتِ يُذَلَّلُ، وَقَدْ تَذَلَّلَ لِلطَّبْعِ الْبَشَرِيِّ. ٨وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. ٩بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ. ١٠مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا! ١١أَلَعَلَّ يَنْبُوعًا يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ الْعَذْبَ وَالْمُرَّ؟ ١٢هَلْ تَقْدِرُ يَا إِخْوَتِي تِينَةٌ أَنْ تَصْنَعَ زَيْتُونًا، أَوْ كَرْمَةٌ تِينًا؟ وَلاَ كَذلِكَ يَنْبُوعٌ يَصْنَعُ مَاءً مَالِحًا وَعَذْبًا! (يعقوب 3 : 1 الى 12)
وإلى نص العظة: اللسان الكاذب
نعزى الكنيسة فى إيبارشية العريش لإستشهاد القس رافائيل موسي تاركاً لنا سيرة عطرة و يذكرنا بأخيه الذي أستشهد من قبله ليكملا معا خدمتهما فى السماء كما نعزى أيضا دير الشهيد العظيم مارجرجس للراهبات فى استشهاد الراهبة أثناسيا التى استشهدت أثناء تصادف مرورها بالقرب من تبادل للنيران ولم يكن الموضوع مدبر بالمرة، و هذا الحادث يجعلنا نحيا حياة الاستعداد كما نهنيء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وكل الشعب المصرى بعيد الفطر المجيد.
نتحدث اليوم عن الخطية الثانية و هو اللسان الكاذب فاللسان وسيلة الاتصال بين الإنسان و الله و بين الإنسان و باقي البشر و لكن أخطر ما فى اللسان أن به نبارك الله و به ندين و نلعن البشر و هذا ما يتعجب منه القديس يعقوب.
* ما هو الكذب ؟!
هو أول خطية رأيناها فى قصة آدم و حواء فالكذب يستخدمه الأنسان لتبرير ذاته ، أيضاً الكذب أحياناً يستهوى الإنسان كي ما يخدع و يضلل الآخرين و تصبح عادة فى كلامه و تصل به إلى مرحلة أنه يصدق كذبه ، بل تصل الخطورة فى الكذب الى أن يحذرنا منه الكتاب المقدس عندما قال أنبياء كذبة. و الله يكره الكذب لأن الله حق و فى (رؤ21 : 8) يضع لنا الكتاب ثمانى أنواع من البشر الذين لن يدخلوا ملكوت السماوات ” جميع الكذبة”.
* لماذا يكذب الإنسان ؟
1 – لأخذ مكسب أو منفعة شخصية.
مثال : عندما كذب إبراهيم على فرعون و قال له أن سارة هي أخته و ليست زوجته و لكنه إنكشف فيما بعد.
2 – أحياناً يكذب الإنسان بسبب الإنتقام و لتشويه صورة الآخر.
مثال :- قصة هامان و مردخاى
3 – أحياناً يكذب الإنسان خوفاً من العقاب.
مثال : قصة قايين و هابيل.
4 – أحياناً يكذب الإنسان كي ما يتجمل.
5 – يكذب الإنسان سعياً للشهرة
مثال لذلك بعض الأشخاص أصحاب المواقع و الصفحات المشبوهة الذين يضعون الأخبار الكاذبة على صفحاتهم و أنا أتعجب علي هؤلاء الأشخاص الذين يكذبون سعياً للشهرة و لعل أشهر مثال لنا هو يهوذا الإسخريوطي و هو أيضاً مشهور و لكن كلنا نعرف أين مكانه الآن ؟!
لذلك يا أخوتى أرجو أن نتوخى الحذر فلا يتحدث باسم الكنيسة سوى شخصين هما المتحدث الرسمي باسم الكنيسة و أنا.
* إذاً يا أخوتى ما هى نتائج الكذب ؟
1 – الإنسان الكاذب يفقد احترام الناس و لا نستطيع الاعتماد عليه.
2 – دائماً الكذب يصنع الحساسية و الخصام بين الأقارب حتي بعد ظهور الحقيقة لا تعود العلاقات كما كانت.
3 – الإنسان فى كذبه يفقد تعاطف الآخرين معه.
4 – الكذب يطرد خوف الله من القلب.
5 – الكذب يفقد الإنسان الحكمة.
* كيف نعالج الكذب ؟
1 – كن صريحاً
فى حياتك و صلواتك و قل له يا رب علمنى أن أقول الحق .
2 – إن كان عندك هذه الخطية فأذهب إلى أب اعترافك و اعترف بها .
3 – إحفظ الآيات التى تتحدث عن الصدق .
فالكذب يا أخواتي يفقد الإنسان كل ما ربحه و أيضاً يفقده احترامه لذاته و كما قرأنا فى الآية و من شدة خطورته نجده مذكور فى الخطية الثانية و الخطية الأخيرة .
و المجد لله ابدياً أمين .