بدأ قداسة البابا كلمته في اجتماع الأربعاء الذي عقده مساء اليوم بالكنيسة المرقسية بالأسكندرية بالترحيب بقيادات دار الكتاب المقدس الذين حضروا الاجتماع، معربا عن شكره للدار علي الدور الرائد الذي تقوم به في إطار نشر كلمة الله. فهي التي جعلت شعارها “كلمة الله للجميع”.
اختار قداسته كتاب “قصة” ليشارك الحاضرين بفكرة الكتاب موضحا أن المعرفة يمكن أن تكون مجموعة من القصص فمن المهم أن تعرف قصة كنيستك وطنك تاريخ العالم ولكن أهم قصة هي قصة الكتاب المقدس. ومن هنا فكتاب ” قصة” يروي لنا النص الانجيلي لكن بشرح مبسط وروابط وتفسير.
ثم بدأت كلمته والتي دارت عن “الخوف” من خلال 1صم 21 والمزمور 34.
فقال:
إن الإنسان يتعرض في مرات كثيرة للخوف وذكر لنا الكتاب المقدس داود النبي وهروبه من وجه شاول وكيف خاف حتى أنه تظاهر بالجنون أمام أخيش الملك لكنه تذكر يد الله التي تحرسه في كل حين فرنم مزمور 34 والذي يقول:
“١أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِمًا تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي. ٢بِالرَّبِّ تَفْتَخِرُ نَفْسِي. يَسْمَعُ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ. ٣عَظِّمُوا الرَّبَّ مَعِي، وَلْنُعَلِّ اسْمَهُ مَعًا. ٤طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. ٥نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا، وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ. ٦هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ، وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ. ٧مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ. ٨ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ. ٩اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ، لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ. ١٠الأَشْبَالُ احْتَاجَتْ وَجَاعَتْ، وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ. ١١هَلُمَّ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْتَمِعُوا إِلَيَّ فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ. ١٢مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي يَهْوَى الْحَيَاةَ، وَيُحِبُّ كَثْرَةَ الأَيَّامِ لِيَرَى خَيْرًا؟ ١٣صُنْ لِسَانَكَ عَنِ الشَّرِّ، وَشَفَتَيْكَ عَنِ التَّكَلُّمِ بِالْغِشِّ. ١٤حِدْ عَنِ الشَّرِّ، وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اطْلُبِ السَّلاَمَةَ، وَاسْعَ وَرَاءَهَا. ١٥عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ، وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ. ١٦وَجْهُ الرَّبِّ ضِدُّ عَامِلِي الشَّرِّ لِيَقْطَعَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. ١٧أُولئِكَ صَرَخُوا، وَالرَّبُّ سَمِعَ، وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ. ١٨قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ. ١٩كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. ٢٠يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ. ٢١الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ، وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ. ٢٢الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ.”
هناك مخاوف طبيعية يتعرض لها الإنسان وقت المرض، بداية مشروع جديد …إلخ. لكن هناك مخاوف مرضية تؤثر علي صحة الإنسان وعلى نفسيته فكيف نواجه مخاوفنا؟!
بفعل الشكر والحمد والتسبيح الذي نراه دائم في كنيستنا
نحن نسبح حتي نكون جاهزين ﻷن نقبل فكرة أن كل اﻷشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله… كلمة أسبحك فنحن نسبح الله المتصور في قلوبنا وعايش داخلنا “جعلت الرب أمامي في كل حين” فﻻ يوجد لحظة تنساه فيها . وهذا عمل يحتاج إلى ثقة في كلمة الله ووعده
نحن نسبح الله ﻷن بهذا نشارك المﻻئكة. نشاركهم حياتهم وعملهم وهو التسبيح
وأيضا عندما تقف أمام الله ماذا ستقدم له أمام نعمه التي لن تستطيع أن تحصرها فأقصي ما يمكن تقديمه هو أن تكون إنسان مسبح فالله ﻻيحتاج منا شيء.
على هذا الأساس داود قال: “وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي …” فبعض اﻷحيان الإنسان يتعب نفسه في حين أن الله هو الذي يدبر كل الحياة.
فداود يريد أن يقول لنا أن في وقت التسبيح الذي تعيشه وتأتي الضيقة والخوف يجب أن تعلم أن الله هو منقذك ضابط الكل صانع الخيرات
والله هو الذي يعطيك الاستنارة أي فعل النور داخلك وهي التي نأخذها في المعمودية، في اﻷسرار في اﻷفخارستيا وكلمة الله والممارسات التعبدية التي نعيشها. نظروا إليه واستناروا ….في كل مره تقرأ اﻷنجيل تري المسيح، في كل مرة تصلي تتناول، تجلس في خدمتك …
حين تنقطع نخاف لكن حين يأتي النور نطمئن تخيل أنك عايش في النور الاستنارة دائما فﻻ تهزمك المخاوف.
بحسب التقليد الكنسي الله يرسل مﻻك ليحرسك .. مﻻك الله حال حول خائفيه وينحيهم. وكأن يد السماء تنقذ الإنسان.
ذوقوا و أنظروا ما أطيب الرب ..ﻻيوجد أجمل من مسيحك وكأن الخوف وسيلة للتذوق حﻻوة الله وطيبته ، فبعد إنقاذ الله لك تزداد تسبيحا وشكراً وحمدا الله عذب حلو طيب، عندما تتذوقه في حﻻوته تنتعش نفسك.
أتقوا الرب يا قديسيه ….. اسمع هذا الوعد الإلهي أن ليس عوز لمتقيه عندما تكون إنسانا أمينا متقيا في عملك، بيتك، وطنك، لن تري عوزا هذا هو كلام كتابنا المقدس.
اﻷشبال احتاجت وجاعت أما طالبو الرب لن يعوزهم شئ من الخير.
شروط كلمة الله في طريق السعادة
صن لسانك عن الشر والغش والالتواء في العﻻقات الفردية اﻷسرية
علم نفسك كيف تصنع خير حتي لو حاجة بسيطة … أقتصد في الورق، الطاقة، المياه.
كمثال هل تستخدم الموبايل بوعي وقيسوا علي هذا أن الإنسان يصنع أعوازه
عش في مفهوم اﻷمان الإلهي.
كمل بقية المزمور فهو مزمور 34 ضد الخوف والقلق والهم كما تقرأ قصة داود في 1صم 21 وتربطها معه تعرف أن الذي يعيش مع الله يتذوقه ويري عظمته.