كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في لقاءه مع مسئولي لجان الرعاية الاجتماعية بالايبارشيات
نقرأ لأجل تعليمنا
( اِحْفَظْ قَدَمَكَ حِينَ تَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ اللهِ، فَالاسْتِمَاعُ أَقْرَبُ مِنْ تَقْدِيمِ ذَبِيحَةِ الْجُهَّالِ، لأَنَّهُمْ لاَ يُبَالُونَ بِفَعْلِ الشَّرِّ.لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللهِ، لأَنَّ اللهَ فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنْتَ عَلَى الأَرْضِ، فَلِذلِكَ لِتَكُنْ كَلِمَاتُكَ قَلِيلَةً.لأَنَّ الْحُلْمَ يَأْتِي مِنْ كَثْرَةِ الشُّغْلِ، وَقَوْلَ الْجَهْلِ مِنْ كَثْرَةِ الْكَلاَمِ.إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا للهِ فَلاَ تَتَأَخَّرْ عَنِ الْوَفَاءِ بِهِ، لأَنَّهُ لاَ يُسَرُّ بِالْجُهَّالِ. فَأَوْفِ بِمَا نَذَرْتَهُ.أَنْ لاَ تَنْذُرُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَنْذُرَ وَلاَ تَفِيَ.لاَ تَدَعْ فَمَكَ يَجْعَلُ جَسَدَكَ يُخْطِئُ، وَلاَ تَقُلْ قُدَّامَ الْمَلاَكِ: «إِنَّهُ سَهْوٌ». لِمَاذَا يَغْضَبُ اللهُ عَلَى قَوْلِكَ، وَيُفْسِدُ عَمَلَ يَدَيْكَ؟)
في البداية أود أن أرحب بكم وفرصة طيبة نلتقي، وأحب أن أرحب بالآباء الكهنة من كل كنائس وإيبارشيات الجمهورية وسعيد بالعمل في هذا العمل “عمل الرعاية” و المشروع منظم و الهدف منه الوصول لكل انسان محتاج ومن الجميل اصدار كتاب “دليل خدمة الرعاية الاجتماعية”.
وأشكر السكرتارية علي صدور هذا الكتاب ونحن نهدف أن يكون لكل شئ نظام و أن لا يكون حسب الهوى الشخصي.
وآية (.إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا للهِ فَلاَ تَتَأَخَّرْ عَنِ الْوَفَاءِ بِهِ) في الواقع أنت ككاهن نذرت نفسك فلا تتأخر عن الوفاء به فأنت قدمت أيامك وجهدك ووقتك لا تتكاسل و لا تهمل وأوفي بما نذرته بخدمتك .
أولاً : نحن نسعي لوجود نظام لكل شئ، والنظام من أهم أركان خدمة الرعاية
ثانياً :أنت نذرت كهنوتك لخدمة المسيح فأوفي بسؤلياتك
ثالثاً: يحكم عملنا مبدأ الأمانة و الأب الكاهن له وضعيه إن حاد عنها نصير دينونة فبولس الرسول يقول”بعدما كرزت لأخرين اصير انا نفسي مرفوضاً” ولذلك هذا الأمر يأخذ أولوية في حياتنا في كل كلمة وكل تصرف أو في التعليم …مقدار الأمانة مقياس الحصول علي النصيب السماوي وإياك تظن أن لقب كاهن يحميك أو يعفيك .
ودخل كل كنيسة يحب أن يقسم علي ثلاثة أجزاء:
أ.30% رعاية اجتماعية
ب.30% رعاية تعليمية داخل الكنيسة
ج. 30% لأعمال البناء و الصيانة وصندوق الطوارئ
وهذا النظام لكي تكون الخدمة منظمة. ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم “الفقراء حراس الملكوت ” لذلك اجعل قلبك رحيماً.
وأود أن اتحدث معكم في الكاهن المشبع وهذا سؤال ضعه امامك باستمرار “هل خدمتك مشبعة؟”
الكاهن إنسان مشغول بالنفوس كأن قلبك يسأل على كل شخص وهذا هو الاهتمام الأول والرعاية الاجتماعية أحد اشكال الاهتمام بالنفوس، فالكاهن يسعى وراء الضال و التائه و الكاهن غير المنشغل بالنفوس وخلاصها فقط بل اشباعها أيضاً وفي كل مره تشبع رعيتك أنت تفرح وهذا ينعكس علي صحتك الجسدية و النفسية وإذا أشبعت روحيا يكتسب المخدوم فضائل، و الشبعان يشعر بالرضا ولا يصنع عنفاً أو اضطراباً ولكي ما تكون مشبعا تحتاج إلي ثلاث مؤهلات:
1- النقاوة الشخصية :
أي تفعل كل شئ لمجد الله فانضباطك الشخصي يعني ثبات الرعية
2- المحبة القلبية :
المحبة الحقيقة وليست السياسية او العاطفية أو الشكلية فأنت تخدم ابن المسيح أو بنت المسيح اي المسيح حاضر في الوسط والمحبة تسبق الخدمة والعطية والقداس.
3- الأمانة العملية :
أي القلب الملتهب الذي يمتلئ باحساسات ومشاعر الأمانة، وقس الأمانة في كل مانستعمله حتي في عطايانا. الأمانة العملية في كل صغيرة وكبيرة فتعطي قدر أمانتك والله يحفظ عطيته لك .وهذه الثلاثة عوامل تدخل في خمس مجالات:
•التعليم :
فيجب أن يكون التعليم معاش ومتطور ومتجدد و الكنيسة إذا قالت رأي يقال من خلال المجمع المقدس ولا يصح أن نقول علي احد انه يقول بدعة مالم يصدر المجمع قرار بهذا
•مائدة كنسية :
التراث الكنسي و الطقوس و العقيدة و التاريخ الكنسي ومانعيش به كنسياً
•خدمة الرعاية الاجتماعية :
الخدام و الخادمات وأسلوبهم وروحياتهم
•مائدة سماوية :
فأنت نذرت نذرك من أجل السماء فكر السماء يكون حاضر
•المائدة الترويحية:
الرحلة ،المسرحية ولا تحيد عن الفكر الروحي كل هذا الفكر روحي وفكر بسيط وهذا يجعل خدمتك مشبعة.
ربنا يبارك خدمتكم وصحتكم ويعطيك أن تكون كاهنا تحفظ شبابك وابتعد عن الضعفات التي تبعدك عن خدمتك و إياك أن تنسي عهدك وضع أمامك هذا ليعطيك الله نعمة وحكمة وبأكرر شكري للحضور ولإلهنا المجد الدائم أمين.