خين افران ام افيوت نيم ابشيرى نيم بى ابنفما اثواب اونوتى ان اووت امين
بسم الاب والابن والروح القدس الله الواحد امين
صاحب القداسه رئيس الاساقفه / ايرونيموس
اصحاب النيافه الاحبار الاجلاء اعضاء المجمع المقدس الدائم للكنيسه اليونانيه الارثوذكسيه واعضاء اللجان المجمعيه للعلاقات الارثوذكسيه والمسيحيه
الاخوه الاحباء فى المسيح
يطيب لى باسم الكنيسه القبطيه المصريه الارثوذكسيه ان نزور بلادكم الجميله للمره الاولى ونحن سعداء بحفاوة الاستقبال وكاننا فى بيتنا
جئنا اليكم من الاسكندريه التى بناها الاسكندر الاكبر وصارت كرسيا رسوليا من بلادنا العزيزه مصر – صاحبه التاريخ والحضاره والارض المقدسه التى داستها اقدام العائله المقدسه فى هروبها فى بدايه القرن الاول الميلادى ومكثت بها ثلاث سنوات وسته اشهر وباركت ارضها شرقا وغربا شمال وجنوب كما جاءها القديس مرقس الرسول الطاهر والشهيد واستشهد على ارضها فى مدينه الاسكندريه حوالى عام ٦٨ ميلاديه
بلادنا مصر التى انجبت مؤسس الرهبنه الاول فى العالم القديس انطونيوس الكبير اب الرهبان
جئنا الى ارض اليونان المباركة والتى داستها اقدام بولس الرسول الكارز العظيم والتى انجبت القديسين وحوت الاثار والكنائس والاديرة المقدسة
ان لنا تاريخا وتراثا مشتركا ولنا اجيال واجيال عاشت فى البلدين وصار التشابه والتماثل بيننا اكثر من اى نقاط خلاف او اختلاف
اننا نذكر بالخير مجهودكم يا صاحب القداسه فى موضوع الاعتراف بالكنيسة القبطية ضمن ست كنائس مسيحية والذى تم فى البرلمان اليونانى فى اكتوبر ٢٠١٤ كما نشكركم على الدور الانسانى فى مساعدة المهاجرين القادمين من بلاد الحرب والدمار ووجدوا مكانا امنا على ارضكم ويمكن ان يكون للكنيسة القبطية باليونان دور ومساعده مع هولاء المهاجرين الجدد
ولنا علاقات طيبة وزيارات متواصلة مع البطريرك ثيوذوروس الثانى بطريرك الاسكندريه ومع الكثيرين من روساء الكنائس الارثوذكسية
وكل هذه الزيارات والمقابلات تساعدنا فى بناء جسور المحبة القوية من اجل الفهم المشترك بالدراسه والحوار اللاهوتى المستمر
اننى اسعى فى كل زيارتى الخارجية الى ايجاد ارضية المحبة المشتركة والتواصل المسيحى بين كنائسنا لقد تقابلت مع صاحب القداسة البطريرك المسكونى برثولوماوس فى ميلانو وفى فيينا
فى عام ١٩٩٢ كان لنا توقيع اتفاقية الخريستولوجيا بدير الانبا بيشوى بوادى النطرون فى مصر
ولنا امل فى الوحده الكنسية الارثوذكسية من خلال الحوار الذى يجب ان يستمر ويتواصل فى محبة المسيح حتى ننسى خلافات الماضى اللغوية والسياسية والاجتماعية
ونمتد معا نحو رغبة المسيح ان يكون الجميع واحدا ( يو ١٧ : ٢١ ) ويكون الصوت المسيحى الارثوذكسي واحدا فى هذا العالم المضطرب والذى تواجه فيه مشكلات العنف والارهاب والاباحيات وضياع المبادى والقيم سواء فى منطقة الشرق الاوسط او حوض البحر الابيض المتوسط
وهنا اود ان اطرح ان يكون لنا تعاون متبادل بين كنيستنا فى مجالات الثقافة والتعليم عن طريق تبادل المنح ووسائل المعايده
اننا نتطلع الى يوم الوحده والذى تحطم فيه كل العوائق من اجل الشركة الكنسية عن طريق الحوار اللاهوتى بواسطة الروح القدس لكى تنزع كل فرقه وابتعاد وخصام الماضى لهذا نحتاج ان نشرح لشعوبنا اى اتفاق لاهوتى مشترك نصل اليه من اجل هذا الهدف
اننا نتذكركم فى كل يوم حين نستخدم لغتنا القبطية فى صلواتنا لانها تحتوى على الحروف اليونانية مع اضافة سبعة حروف من الهيروغليفية المصرية القديمة بالاضافه لقطع اخرى كامله نصليها باللغه اليونانية حتى اليوم ولكن ننطقها بنطق قبطى
اخيرا يا صاحب القداسه وكل اخوتى الاحباء سلام الله الكامل الذى يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم فى المسيح يسوع
اننى اكرر شكرى وتقديرى لمحبتكم وحفاوتكم وادعوكم لزيارة بلادنا مصر وكنيستنا المصرية فى الوقت الذى ترونه مناسبا لكم
دمتم فى محبة ربنا يسوع المسيح
تواضروس الثانى
بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
كلمة رئيس أساقفة أثينا و اليونان أيرئنيموس في لقاء قداسة البابا تواضروس ، في استقباله في قاعة الاحبار للمجمع المقدس بكنيسة اليونان .
يا صاحب القداسة لقد فرحنا كثيراً عندما استقبلناكم بالامس مع اعضاء وفدكم الكريم في مقر رئاسة أساقفة أثينا . وبنفس هذه المشاعر الفياضة نستقبلكم في هذه الساعة مع الاخوة أعضاء المجمع المقدس الدائم ومع احبار أعضاء اللجنة المجمعية للعلاقات الارثوذكسية و المسيحية و مساعديهم في مقر المجمع المقدس للكنيسة اليونانية .
وبمناسبِة حضور قداستكم الطيب ، نرحب بكم ،بكل الحب باسم جميع أعضاء الكنيسة اليونانية في قاعة الأحبار الأجلاء حيث يُعقد المجمع المقدس . وفي شخص قداستكم الوقور و الوفد الذي يرافقكم ،نتوجه بالتحية الى مجمعكم و الاكليروس ، و الجماعات الرهبانية و كل شعبكم المحبوب ، و الذي تربطنا به عبر العصور روابط متعمقة و قوية ، وله ومن خلالكم نتوجه بالتحية الى كل الكنائس الشرقية لبقية العائلة المسيحية والتي نشترك معها في التراث الشرقي الاول .
إن حضوركم اليوم يُمثل لنا قيمة كبيرة في زمن كثرت فيه الاضطرابات و الازمات . وفي ايامنا هذه يبحث ألانسان بصعوبة عن اُناسٍ صالحين و محاورين وعندهم روح الاحتواء و السلام، خلال الاضرابات التي نمر بها . فعندي الثقة بأن هناك أفكار قيمة وأساليب جوهرية سوف تطرح للنقاش بيننا خلال زيارتكم هذه والتي سيكون لها دور فعال في التعمق في كل ما يجمعنا ، لانه في كل زمانِ هناك شهادة حية وقوية لخدام الله الامناء والتي هي بمثابة بشارة سلام و محبة حقيقية ورجاء بل و مصالحة و وحدة اخوية .
فانتم تاتون من مكان تاريخي ، حيث ازدهرت المسيحية و نمت منذ العصر الرسولي ، حيثما قال المرتيل الكنسي ( النيل يرو مصر و يبنيها) ، فانتم قادمون من ارض النيل ، الارض التي قبلت الرب ، كما انها قبلت بشارة الانجيلي مرقس الرسول ، و التي نما فيها الادب القبطي وفنونه .
و في هذا البلد العظيم توحدت الثقافة الهلينية مع التعاليم المسيحية في الاجواء اللاهوتية لمدرسة الاسكندرية . و أيضا في صحراء مصر طموه و نتريا عاشت مهد الرهبنة و مبادئها والتي انتقلت بدورها الى المسكونة المسيحية واثرت على كل التقاليد و الاعراف المسيحية . و بلادكم انشات و ترعرع فيها عدد من القديسين و الشخصيات الكنسية مثل القديس اثناسيوس و القدس انطونيوس والقديسان العظيمان باخوميوس و بولا الطموهي وأيضاً عدد كبير من القديسين. فالمسيحية في مصر تمجدت باساليب وطرق متنوعة شكلت هيئته التاريخية الفريدة .
فاليوم تواجه كنيستكم موجة عنيفة من التعصب الديني وهذا يحدث بالتزامن مع الارتباك السياسي الدولي و التخطيط الجغرافي السياسي والذي تغلب عليه المصالح الذاتية والتي كثيرا ما تضع كنيستكم تحت التجارب.
الكنيسة اليونانية تذخر كل المشاعر المخلصة نحو شعبكم المؤمن، وتقف معكم متضامنة ، فمجمعنا المقدس يشعر ببشاعة و ثقل اعمال العنف ضد رعيتكم التقية ، ولقد وجهت كنيستنا من قَبل نداءً الى المجتمع الدولي معبرة عن قلقها من اجل المصير المهدد للمسيحيين المضطهدين في الشرق الاوسط وفي شمال افريقيا ، و اعلنت وقتها اسبوعا للصلاة و الصوم ،كرسناه للصلاة من اجلهم .
ففي مجال العلاقات المسيحية نامل ان يستثمر بنجاح هذا العمل الذي بدأ منذ عامين في إطار الحوار بين الكنائس الارثوذكسية ومن أجل بداية الحوار معكم مرة اخرى و بالاخص في هذه الازمنة التي كثرت فيها العواصف و الاضطرابات ، وهنا نذكر مشاعر القرابة و الاخوة بين كنيستكم و بين بطريرك الاسكندرية للروم الارثوذوكس و التي تمثل لنا فرح و مسرة في الرب كما يقول سفر الامثال 18 :19 (اَلأَخُ أَمْنَعُ مِنْ مَدِينَةٍ حَصِينَةٍ، وَالْمُخَاصَمَاتُ كَعَارِضَةِ قَلْعَةٍ)
يا صاحب القداسة انطلاقا من زيارتكم التاريخية لنا نطلب ان يبارككم الله في خدمتكم السامية ، ازمنة مديدة و يظلل عليكم بالصحة و العافية ،اما للعائلة القبطية المسيحية فنرجوا لها الهدوء و السلام . وان يعم الصلاح في جميع انحاء العالم المسيحي .
يا صاحب القداسة ان حضوركم في مدينة اثينا التاريخية التي قبلت كلمة المسيح على يد بولس الرسول يشكل وسام في مسيرة و وحدة المسيحيين ، واخيراً اسمحوا لي ان اقدم لكم هذه الايقونة المقدسة لرسول الامم و مؤسس كنيستنا المقدسة تذكاراً لهذه اللحظات المباركة .