شارك قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم في الجلسة التشاورية التي عقدت بمشيخة الأزهر في ضيافة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والتي استهدفت وضع خطوات عملية لإعادة بناء القيم الإنسانية والأخلاقية في المجتمع المصري. واقترح الحاضرون تدشين حملة بعنوان “بأخلاقنا .. تتغير حياتنا” تدعو من خلال فعاليات متعددة النشء والشباب وكل أطياف الشعب المصري الى التمسك بالقيم الأخلاقية في المعاملات والسلوكيات.
هذا ومن المنتظر أن يتم التحرك في هذا الإطار من خلال منابر المساجد والكنائس ووسائل الاعلام بكافة أنواعها وكذلك المدارس والجامعات.
حضر اللقاء إلى جانب فضيلة الإمام وقداسة البابا عدد من الوزراء المعنيين ورموز الفن والرياضة.
قداسة البابا: محبة الإنسان للإنسان أصل لكل سعادة
أرحب بكم في هذه الجلسة التشاورية التي تجمع كوكبة من رجال مصر
في تزاورتنا المستمرة خلال الاعياد بين الكنيسة والازهر نتناقش في هموم الوطن و ذات مرة تناقشنا في موضوع كيف نعيد القيمة والقامة الروحية والانسانية لمجتمعنا ونظهر فيه القيم التي تعلمناها عبر الأعوام وكانت نتيجة المناقشة هو هذا اللقاء الذي نجتمع فيه سويا .
الإنسان يحتاج إلى 5 محطات بالترتيب هي : – الأسرة ثم المدرسة ثم المسجد / الكنيسة ثم الأصدقاء ثم الإعلام
ولكن هذا الترتيب انعكس فصار الإعلام هو الذي يربي وصار التليفزيون الأب الثالث ثم الاصدقاء ثم المؤسسة الدينية ثم المدرسة ثم الأسرة والتي قل دورها بسبب ظروف اقتصادية ضاغطة. لذا يجب أن نعمل جميعًا كلٌ في تخصصه لضبط المنظومة.
لقد تعلمنا أن الثروات توجد في بطون الأرض ولكننا اكتشفنا أن الثروات الحقيقية في فصول الدراسة لذلك فالأسرة هي الدراسة الصحية وهنا توجد عدة امور :
1- الشعور بالاحترام : الإنسان يحتاج إلى الشعور بالاحترام وأنه كائن أرسله الله لرسالة وهذا الاحترام داخل أسرته حتي يشبع من دفء الأسرة وهو الذي يحميه في المستقبل من أي انحراف.
والآية في سفر الأمثال تقول: اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ (أم 27 : 7) البداية هي الأسرة ، احترام الطفل وشخصيته هو البداية. الطفل أغلى ماده خام موجوده علي أرض مصر. البداية الحقيقة هي الطفولة.
2- احترام المرأة :وهي طفلة صغيرة ومع مراحل النمو والتكوين والتعليم فهي نصف المجتمع و المسئولة عن التوعية والتأهيل. والمرأة المصرية لها مكانة كبيرة فهي صانعة الرجال، وراء كل عظيم إمرأة قد تكون امه او زوجته أو أخته
والقرن ال 21 هو قرن المرأة واحترام المرأة في الفن والثقافة والعبادة والحياة ينبغي أن يغرس من الصغر
وحينما يأخذ الشباب قرار الارتباط نقول له اختار إنسانة تصلح أن تكون أمًا صالحة.
3- احترام الرموز: و التي تبدأ بالأب والأم في البيت ورجل الدين في المؤسسة الدينية والمدرس في المؤسسة التعليمية لذلك لا ينبغي أن نضع أمامه هذه الرموز بطريقة سخرية
احترام الرموز يجب أن يشمل البطولة علي أرض مصر سواء في التاريخ القريب أو البعيد مما يشكل قيمة عالية في بناء المجتمع والتربية.
وهنا نضع امام اعيننا ثلاثة أمور :
1- محبة المال أصل لكل الشرور : ولذلك فاتجاه الأعمال الفنية أو الثقافية نحو المال فقط هو إضرار للمجتمع. يجب أن يقف المجتمع بصورة قوية امام هذا …. لأن الفضيلة أهم من المال.
2- محبة التربية أصل لكل تقدم : ومن هنا أدعو أن يكون لكليات التربية في مصر وضعية خاصة أن تخرج كليات التربية من فكره المجموع و أن يختار الطالب بعناية فائقة نفسية وروحية وعلمية واجتماعية لأن هذا سيعد مدرسا و الذي سيمثل حلًا لمشكلات الوطن.
أيضًا المدرسين الذين يشكلون الوعي و الضمير و الثقافة و المعرفة يجب أن تكون هناك عناية خاصة بهم
3- محبة الإنسان للإنسان أصل لكل سعادة:
أن يحب الآخر مهما كانت وضعه، هذا هو سر السعادة لأنك إن انخدعت في ذاتك سوف تبني جدارًا بينك وبين السعادة. نحتاج إلى القلب المتسع والفكر المتفتح والروح المتضع إذا علمنا وفكرنا سويًّا وكل جهودنا نبيلة خالصة من أجل هذا الوطن.
لا توجد ثمار بدون جذور فالجذور تبدأ من الصغر من الأسرة – المدرسة وهكذا.