تقرر أن تذاع كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في اجتماع الأربعاء الأسبوعي مساء اليوم من خلال بث مسجل نظرًا لانشغال قداسته في أعمال “مؤتمر الحرية والمواطنة” الذي تنظمه مؤسسة الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، ويحضره عدد من البطاركة والمطارنة والأساقفة من الكنائس الشرقية.
كان قداسة البابا قد قام بتسجيل كلمته أمس بالمقر البابوي بالكاتدرائية بالعباسية لتذاع في موعد الاجتماع اليوم.
قدم قداسة البابا تواضروس الثاني تعازيه لأسر شهداء شمال سيناء الذين راحوا ضحية الأعمال الإرهابية التي استهدفت المسيحيين من سكان محافظة شمال سيناء مؤخرًا، كما أعرب عن خالص مواساته لأسر الوافدين من هناك ، مشيرًا إلى أن هذه الأسر استشعرت الخطر مما جعلهم يتركون منازلهم ويغادروا سيناء ، معربًا عن أمله في أن تكون هذه الأحداث مجرد ازمة عابرة ، وعن ثقته في الجهود التي تقوم لها الدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة وإدارة جامعة قناة السويس في سبيل تخفيف الآثار الناجمة عن هذه المشكلة ، قال قداسة البابا:
في البداية أود أن أعزي أبناءنا الأحباء في منطقتي العريش وشمال سيناء واحساسهم بالخطر، ووقوع هذا الخطر جعلهم يتركون منازلهم لفترة، إلى منطقة مجاورة، وهذه تعتبر أزمة عابرة وأنا واثق تماما أنه مع مجهودات الدولة الطيبة وتوجيهات السيد الرئيس ومشاركة كل الوزراء والجامعة في قبول أبنائنا في المدارس وفي الجامعة، وفي تخفيف آثار هذه الأزمة الطارئة وأثق تمامًا أن هذه المجهودات عندما تكتمل سيعودون إلى أماكنهم التي يختارونها للسكن.
وأضاف قداسة البابا: تعبير تهجير الذي شاع في الإعلام هذا تعبير مرفوض تمامًا ونحن نسكن في الوطن ويتعرض أبناؤنا في القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة وأبناؤنا المصريون الأقباط كما المسلمين أيضا يتعرضون لهذا العنف، الذي نصلي أن ينتهي، وأن هؤلاء الذين يرتكبون هذه الأعمال يعودون إلى رشدهم، ويستمعون إلى صوت ضمائرهم. كما أقول أيضًا أن الإنسان سيقف أمام الله وسيعطي حسابًا عما فعلته يداه. وسيكون عليه أن يجيب أمام الديان العادل. والفرصة متاحة اليوم. الحياة على الأرض ولكن أمام السماء لا توجد توبة في يوم الدينونة نصلي أن يبارك الله أبناءنا الأحباء وطبعًا مجهودات الدولة مع مجهودات الكنيسة. وأرسلنا عدد من الآباء الأساقفة والكهنة لمتابعة الأعمال التي تتم بسلام. وكنا على اتصال دائم مع رئيس الوزراء وبعض الوزراء وأيضًا مع الأساقفة. ونشكر الله الأمور هادئة الآن ويوجد شكل من أشكال الاستقرار إلى أن تزول هذه الغمة ويعودون إلى أماكنهم ومنازلهم بكل خير. كانت كلمة قداسة البابا قد تم بثها عبر القنوات المسيحية مساء اليوم حيث قام قداسته بتسجيلها لتذاع في موعد الاجتماع مساء اليوم نظرًا لانشغال قداسته بأعمال “مؤتمر الحرية والمواطنة” الذي ينظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، ويحضره عدد من البطاركة والمطارنة من الدول العربية
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين، تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين.
نقرأ بنعمة المسيح من (لو39:6-49)
وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً: «هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟
لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلاً يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ.
لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟
أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ.
«لأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا رَدِيًّا، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا.
لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ تِينًا، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَبًا.
اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ.
«وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟
كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ أُرِيكُمْ مَنْ يُشْبِهُ.
يُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتًا، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ.
وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ، فَيُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ، فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً، وَكَانَ خَرَابُ ذلِكَ الْبَيْتِ عَظِيمًا!».
في إنجيل الجمعة الثانية من الصوم المقدس “أعمي يقود أعمي “
اعتدنا في الصوم أن نخصص الاجتماع عن قراءات الانجيل المقدس في يوم اختارنا يوم الاثنين في عام 2013 ويوم الثلاثاء في 2014 ويوم الاربعاء في 2015 و يوم الخميس في 2016 ونختار الجمعة في 2017.
واليوم نتحدث عن الجمعة الثانية “القادمة” وكل فقرات الإنجيل في آحاد الصوم الكبير بها سؤال كلمه الله تطرح سؤال علينا، علشان تقدر تختبر نفسك.
قد يكون السؤال صريحًا، وقد يكون بداخل نصوص الكتاب، بطريقة تلميحية، وقد يكون فقرة الكتاب إجابة لسؤال افتراضي في هذا الجزء نهاية للعظة على الجبل رغم أنه جزء صغير به 4 أمثلة مستوحاة من الطبيعة تكون أكثر واقعية:
1- الأعمى الذي يقود أعمى
2- الخشبة والقذى
3- الشجرة الجيدة والشجرة الرديئة
4- البيت المؤسس على الصخر و الرمل
هذه التشبيهات مستوحاه من الطبيعة والزمن الذي به كلام السيد المسيح.
فأول تشبيه الأعمى الذي يقود أعمي فالطب لم يكن متقدمًا في ذلك الزمان وكان يوجد فاقدي بصر.
مثل الخشبة والقذى تتذكروا مهنة المسيح النجار وهذا العمل كان يوجد منذ البدء.
الشجرة الجيدة والشجرة الرديئة مثل مستوحى من الزراعة وفلسطين كانت مشهورة بالتين.
البيت المؤسس علي الصخر فهذا من مشاهد الطبيعة شئ طبيعي الذي بلا أساس يضيع وينجرف.
الفكرة التي وراء هذا السؤال هل يستطيع أعمى أن يقود اعمى؟!
بالطبع المسيح لم يقصد الشخص الأعمى أي فاقد البصر، ولكن العمى الروحي مثلما نقول “أعمى القلب” والخطية تعمي البصيرة وتكون مثل القذى، وعمل الخطية أوقات يسبب الإدانة. والإدانة هي الخشبة. وجود الخطية يجعل القلب مثل الاعمى والأصعب أن تتحول للإدانة وهي اغتصاب حق الله لأنه الديان لوحده. علشان كده عندما يقول هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى ؟!
الإجابة تكون لا …نقول له اخرج الخشبة أولًا .. خطية الإدانة أولًا ، وثانيًا أخرج القذى أي تتقدم وتساعد الآخرين بالحب.
فكلمة الله يشار بها أنك أيها الإنسان تحتاج لضرورة فحص القلب وضرورة اصلاح القلب وتعالوا نتكلم في الإجابتين:
-ضرورة فحص النفس:
والصوم أيامه غنية ولها ثقلها الروحي فأول اهتمام لك كي لا تكون أعمى أن تفحص نفسك.
والقديس إشعياء الإسقيطي يقول” إذا انشغلت عن خطاياك سقطت في خطايا أخيك” وربما سمعتوا عن قصة الناسك في البرية الذي كان يتناول خبزة واحدة فقط في اليوم وعندما أتى اليه ضيف قدم له خبزة ثم احتاج لثانية وثالثة فوبخه ودانه ومن يومها وهو سقط في نفس الخطية.
ضرورة فحص القلب، وأجمل فترة للفحص هي في هذا الصوم لهذا يقول داود النبي “خطيتي أمامي في كل حين” وإذا وجدت أخاك يخطئ ممكن تنصحه بالحب أو تصلي من أجله أو قبل أن تدينه تذكر خطاياك.
وفي صلاة الشكر نقول “نشكر لأنك سترتنا” فضيلة الستر وهذا يساعد في عدم الوقوع في خطايا غيرك وحتي لا تصير أعمى القلب.
1- ضرورة فحص ذاتك وفي أحد الرفاع تعلمنا الكنيسة “ادخل إلي مخدعك وافحص ذاتك”.
2- ضرورة فحص إصلاح القلب:
هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى؟! ينطبق هذا المثل في التربية فإذا لم تكن أيها الأب وأيتها الأم قدوة لابنك، فكيف ستربيه؟
وينطبق أيضًا في مجال التعليم إذا كنت لا تعرف جيدًا، فكيف تعلم؟ والهراطقة في التاريخ أرادوا أن يقودوا الآخرين بهذا. الكنيسة وقفت أمامهم بحسم لأنه أعمى يقود الناس المتعطشين للمعرفة عندما يقودهم يقعون في الحفرة وعندما وقفت، وقفت بقوة.
وأيضًا في مجال العمل الاجتماعي وخدمة المجتمع لو لم يكن الإنسان نقي السريرة يشبه الأعمى. يجب أن يكون مستنيرًا وبعيدًا عن العمى.
الإنسان دائماً يحمل منظارين واحد يكبر عيوب الناس وآخر يكبر حسنات نفسه مثل يوم ما قبض على المرأة التي أمسكت في ذات الفعل اشتكوا عليها كثيرًا وكانوا مستعدين لرجمها وهي في منتهي العار لكن المسيح ظل صامت وهم سقطوا في تكبير خطاياهم، والمسيح في منتهي الهدوء جلس وكتب على الأرض والكل يرى خطيته ولكن دون أن يعلم أحدًا أي خطية تخص من. فالمسيح ستر عليهم والناس التي تكبر عيوب الآخرين تنسج حول الإنسان اشياء لا وجود لها. وبعض الناس اصحاب القلب الأعمى تنشر الإحباط واليأس.
والأسوأ أن بعض الناس يقعوا في خطية الشماتة في الأحداث وتكون النتيجة سيئة ويوجد ناس تكبر حسناتهم مثل الفريسي، في مثل الفريسي والعشار الذي مدح نفسه كثيرًا. احذر لئلا تكون أنت اعمى تقود أعمى. وهذا سؤال موجه لكل فرد لئلا تكون أعمى القلب وتريد أن تقود آخرين.
ومثل الشجرة الجيدة تعطي ثمر جيد والرديئة تعطي ثمر رديء وهذا قانون الطبيعة وهو يريد أن يقول أنت يجب أن تشبه الجيدة في صورة المحبة التي تعطي عطاء وتسامح وهذا هدف الصوم أن تصير شجرة جيدة تثمر طول العام والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير لا يخرج إلا الشرور. وهو الضعيف والهزيل في محبته وسيعطي حسابا عن كل كلمه تفوه بها والشرير هو الذي يجعل قلبه قاسيًا.
وفي فترة الصوم الهدف أن تصير إنسان صالح. قد نخطئ بوعي ولكن نحتاج في الصوم للتوبة التي تنقي قلبك وتعطيك أن تقود الآخرين.
اجعل في قلبك كنز صالح. والشرير يخرج الشرور وهو الأعمى الذي يقود أعمى.
يعطينا مسيحنا أن تكون حياتنا نقية وأن يعطينا هذا القلب الصالح حتى يخرج الصلاح في أفواهنا وفي كلامنا وأفعالنا وسلوكياتنا.
حبيت يكون هذا الاجتماع مسجل لأننا مشغولين في مؤتمر تقيمه الدولة بحضور عدد من البطاركة والأساقفة وأصحاب الفضيلة ويقيمه الأزهر.
وحبيت أسجل الاجتماع لكي يكون مستمرًا بالتوالي
وبنعمة المسيح نتقابل في الاربعاء القادم.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الابد أمين.