بدأ في الثامنة من مساء اليوم قداسة البابا تواضروس الثاني صلاة القداس الإلهي لعيد القيامة المجيد بالكنيسة الكبرى بالكاتدرائية المرقسية – العباسية بمشاركة عدد من أحبار الكنيسة والآباء الكهنة
يحضر القداس عدد من الوزراء الحاليين والسابقين والشخصيات العامة
شارك فى الصلاة أصحاب النيافة الأنبا رويس الأسقف العام والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة والأنبا بطرس الأسقف العام والأنبا دانيال أسقف المعادي والأنبا مكسيموس الأسقف العام والأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد، والأنبا مينا أسقف ورئيس دير مارجرجس بالخطاطبة والانبا إرميا الأسقف العام والأنبا ثيئودوسيوس أسقف كرسي الجيزة ووسطها والأنبا والأنبا دوماديوس أسقف 6 أكتوبر والأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة والأنبا صموئيل أسقف طموه والأنبا مكارى الأسقف لكنائس شبرا الجنوبية، والأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة.
وفى بداية كلمته قال البابا ” لقد تألمنا وما زلنا نتألم بسبب أحداث أحد الشعانين، ونشكر كل الحضور الذين شاركوا أحزاننا وأفراحنا ونرحب بكم وبمشاركتكم معنا وبالتعزيات التى قدمت من كل أهل مصر وفى مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والذى كانت زيارته مواساة كبيره لنا نقلها لكم”.
في كلمته بقداس عيد القيامة .. قداسة البابا: لا نملك إلا الصلاة و الحب ..!!
بسم الآب والابن والروح القدوس، الإله الواحد آمين، تحل علينا نعمته و بركاته من الآن و إلى الأبد آمين.
اخرستوس …. آليثوس انيستي….
المسيح قام … بالحقيقة قام
بالأصالة عن نفسي و بالنيابة عن المجمع المقدس و جميع الهيئات القبطية أهنئكم بعيد القيامة المجيد باكورة أعيادنا. أودّ في البداية أن اهنئ جميع الحضور معنا و جميع المسيحيين الحضور معنا و عبر شاشات التليفزيون و خارج مصر ، و في جميع بلاد المهجر: في أمريكا و كندا و أوربا و أمريكا اللاتينية ، و أفريقيا و أورشليم و أستراليا ، و نرحب بكل الذين شرفونا.
أهنئكم بهذا العيد رغم المرارة التي شعرنا بها و مازلنا نشعر بها. و بالرغم من هذه المرارة بسبب الأحداث التي وقعت مؤخرًا ، إلا إننا نحتفل بعيد القيامة المجيد، و نشكر كل الحضور الذين شاركونا ، و نحن المصريون اعتدنا أن نشارك بَعضُنَا ، بعضاً في الأفراح و الأحزان. و هذا هو المجتمع المصري الجميل.
و أشكر جميع التعازي و خاصة تعزيات سيادة الرئيس الذي حضر و قدم التعازي في الكاتدرائية ، و نقل له تعازيه و اهتمامه لكم جميعًا
و نشكر جميع مشاركاتكم، و هي مشاركة تعزية و تهنئة في نفس الوقت.
عيد القيامة هو أساس أعياد المسيحية ، و هو يأتي بعد صوم كبير و في آخر الأسابيع يأتي أحد السعف و أصبح لنا في أحد السعف شهداء نسميهم شهداء أحد السعف ….
و نحن نؤمن أن لا شئ يحدث إلا بإذن و سماح من الله .
و نحن نؤمن أن الله سمح بتلك الأحداث حتى ما يكون لنا شهداء في السماء. فهم سفراء لنا في السماء.
نذكرهم بالصلاة مع أحباءنا المصابين … و نذكر أحباءنا من رجال الشرطة الذين ضحوا بأنفسهم في أمانتهم في خدمتهم.، كما نشكر المستشفيات التي كان لها موقف مشرف في هذه الأحداث . و كان موقفها من جميع المصابين محل تقدير و احترام.
في القيامة ، عندما نحتفل به ، فهو احتفال البشرية كلها ،و هذا العام يحتفل كل المسيحيين في نفس التوقيت و يحدث ذلك كل أربعة أعوام.
و علي المستوي البشري القيامة هي قوة ، فيقوم الإنسان كل يوم و يؤدي عمله و يقوم في كل صباح. و يأتي عيد القيامة بعد يوم الجمعة العظيمة ، و هذا كان بالأمس .. كان يوم الجمعة هو يوم الصلب ، و له دلائل اجتماعية، و تاريخية ، و علمية و كتابية و دينية موثقة و مؤكدة.
كان يوم الجمعة ، يوم ظلم و ألم ، و لكن سرعان ما تأتي القيامة بالفرح.
وأودّ أن أتكلم معكم عن أحد شهود القيامة و هو شاول الطرسوسي.
كان إنسان يهودي اسمه شاول الطرسوسي ، و طرسوس هي مدينة علي أعتاب مدينة دمشق، و كان مثقفًا تعلم في طرسوس ….و قال عن نفسه أنه كان مفترياً ، مرعباً مشهود له في المجتمع اليهودي و تعلم علي يد غمالائيل أحد أشهر العلماء و كان دائماً يفتخر بهذا.
و هذا الإنسان أخذ علي عاتقه اضطهاد المسيحيين ، و حدث استشهاد في اليهودية و كان أول هؤلاء الشهداء قديس اسمه استفانوس. و كان شاول مشتركًا في استشهاده.
و خاف المسيحيون و هربوا إلى دمشق ، فتتبعهم شاول محاولًا الانتقام منهم ، و هو في الطريق ظهر له السيد المسيح و حدثه عن اضطهاده له و انبهر وسقط على وجهه و أُصيب بالعمى لمدة 3 ايّام ، و كانت أقوي عبارة قالها شاول الطرسوسي الذي كان يضطهد المسيح
“ماذا تريد يا رب أن أفعل “، و من تلك اللحظة تحول ليصبح القديس بولس الرسول العظيم المبشر بالمسيح ، و نسميه آخر التلاميذ رغم أنه جاء بعد صعود المسيح و لم يكن من التلاميذ. و لقد سجل القديس بولس اختبار قويًا في رسالة فيلبي 3: 10) لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ،) و في رسالته إلى فيلبي و هي مدينة صغيرة في اسيا الصغرى و كتب لهم هذه الرسالة عن القيامة: لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ،
لأعرفه المعرفة الشخصية … أعرف محبته و وصيته و ما فعله من أجلي و قوة القيامة ، القيامة التي تعطينا قوة. قوة للتلاميذ للكرازة ، و هي القيامة التي أعطت قوة لمريم المجدلية القوة للتبشير بقيامته و أعطتها الفرح بعد الحزن، و العجيب أنه يقدم قوة الآلام مع القيامة ، نعم لأن شركة الآلام مع السيد المسيح توصل الى القيامة و القوة و الفرح.
و من أجل السيد المسيح نقبل الآلام بفرح ، و لقد قبل بولس الرسول الآلام و قطعت رأسه في روما و استشهد عام 67.
و لذلك قال بولس في (رو 8: 36)«إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ للذبح”. و قال أيضاً في 2 كورنثوس 5: 14 “لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا قد مَاتُوا”.
فليس في مقدورنا غير أننا نفعل شيئًا واحدًا كما جاء في (فيلبي 3: 13)
أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، ونحن نفرح بأفراح القيامة ، و سيرتنا في غنى السماء. ونسعى نحو الجعالة الله العلية.
البشر نوعان
1- نوع يعيش في الأرض و يهتم بالأرضيات … بالمآكل و المشرب و الحياة اليومية و اهتمامات العالم
2- نوع يجعل لحياته لها طابع سماوي ، فيهتم أن يكون علي صلة بالسماء. و نحن عندما خلقنا ، خلقنا لنعيش في السماء. و صار الإنسان كائنًا سمائيًا لأنه أخذ نفخة الحياة ليحيا ، بنسميها سماء لأنها عالية
و أحيانا نقول كمصرين : هذا الإنسان يراعي ربنا. يراعي ربنا أي يجعل ربنا أمامه في كل حين.
و نحتفل بالقيامة و شم النسيم و القيامة ، هذا الاحتفال الذي تمتد 50 يومًا.
و نحن نصلي من أجل كل شخص ، مصر و من اجل البلاد و من أجل مصرنا الغالية ، ومصر أغلى كل الأوطان، و لا أقول هذا لأنني مصري. فالسيد المسيح عندما هرب من هيرودس جاء إلى مصر كملجأ للأمن ، و تجول من شرقها إلى غربها، و من شمالها إلى جنوبها. و مصر هي بلاد النيل و بلاد الناس الطيبين.، و لذلك عندما تحدث تلك الشواهد لتعكر صفونا تعتبر أشياء غريبة على مجتمعنا ولهذا تأثر المصريون جميعًا بهذه الأحداث .
و نحن نصلي أن يحل السلام في القلوب و العقول ، و نصلي من كل أجهزة الدولة، و نصلي من أجل مشاريع التنمية ،و نصلي من أجل كل البلاد.
و عندما تحدثت عن بولس تذكرت أنه من سوريا ، نصلي من أجل سوريا و هناك علامات استفهام كثيرة عما يحدث هناك، ونصلي أن يحفظكم الله جميعًا .
لا نملك إلا شيئين :-
1-الصلاة
2-و الحب
لأن السيد المسيح أوصنا : (لو 6: 27-38): «لكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،”
أشكركم على مشاركتكم وتهنئتكم ومؤازرتكم وأطلب من الله أن يعوضكم خيرًا، و لإلهنا المجد و الكرامة من الآن و إلى الأبد آمين.