عقد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم اجتماع الأربعاء الأسبوعي بكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية……حملت العظة عنوان “انذروا الذين بلا ترتيب”.
من خلال الرسالة الأولى لتسالونيكي الإصحاح الخامس من آية 12 إلى آية 28:
“ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْتَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ. انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ. افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ. لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ. امْتَحِنُواكُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ. امْتَنِعُواعَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ.
وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا. أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا. سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ جَمِيعًا بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أَنْ تُقْرَأَ هذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإِخْوَةِ الْقِدِّيسِينَ. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ.”
وقال قداسة البابا أن الآيات السابقة تمثل معالم السلوك المسيحي كحبات اللؤلؤ.
كان قداسته قد تناول في عظته الاسبوع الماضي عن اول فضيلة والتي كانت بعنوان “سالموا بعضكم بعضا” ….بينما تناول اليوم المعلم الثاني من معالم السلوك الروحي والتي كانت بعنوان “انذروا الذين بلا ترتيب”.
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلي الأبد آمين.
نقرأ لأجل تعليمنا
“ثم نسألكم أيها الأخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم و يدبرونكم في الرب وينذرونكم وأن تعتبروهم كثيرًا جدًا في المحبة من أجل عملهم سالموا بعضكم بعضًا ونطلب إليكم أيها الأخوة أنذروا الذين بلا ترتيب شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع انظروا أن لا يجازي أحد أحدًا عن شر بشر بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض و للجميع افرحوا كل حين صلوا بلا انقطاع اشكروا في كل شيء لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم لا تطفؤوا الروح لا تحتقروا النبوات امتحنوا كل شيء تمسكوا بالحسن امتنعوا عن كل شبه شر وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام و لتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح أمين هو الذي يدعوكم الذي سيفعل ايضا أيها الأخوة صلوا لأجلنا سلموا على الأخوة جميعًا بقبلة مقدسة أناشدكم بالرب أن تقرأ هذه الرسالة على جميع الأخوة القديسين نعمة ربنا يسوع المسيح معكم آمين.”
في ختام الرسالة الأولى نجد أن بولس الرسول يقدم مجموعة من فضائل السلوك المسيحي وتسالونيكي بلد في اليونان كانوا يعبدون الأوثان وبدأ يعرفهم كيف يسلكوا في المسيح وبدأ وضع قائمة من فضائل السلوك المسيحي فالزينة هي الزينة الروحية بالفضائل. في المرة السابقة تكلمنا عن جوهرة سالموا بعضكم بعض و النهاردة الجوهرة الثانية “نطلب إليكم أيها الأخوة أن تنذروا الذين بلا ترتيب”
بلا ترتيب أي بلا نظام فالله عندما خلق الكون وضع له نظام وهو يوجد في النظام ولا يوجد في الفوضى وهو يقول أيضًا “ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب” والنظام احتياج إنساني فعلى سبيل المثال اخترعوا القوانين
والنظام أساس لنجاح الحياة “أنذروا الذين بلا ترتيب” فمن هم الذين بلا ترتيب:
١- الغير خاضعين لأي قانون على أي مستوي
٢- الذين يسلكون بأفكارهم الخاصة “خالف تعرف”
٣- الذين يعملون بما يضاد إرادة الله
٤- المنحرفون عن أي ترتيب أو نظام كنسي
٥- الذين يفسدون جمال الحياة بأعمالهم
٦- اصحاب الأعمال الطائشة
٧- الذين يخرجون عن المسار الإنساني
٨- الذين يهملون تربية أبنائهم
٩- الذين يعكرون سلام المجتمع “تكدير المجتمع”
الوصية تقول “أنذروا” أي علموا وانصحوا بكل حزم ووضوح وسلطة وبمسؤولية .
و النظام له تاريخ في الكتاب المقدس مثل:
– في العهد القديم عندما وضع موسي أول بناء هرمي لنظام التعامل مع الشعب بناء علي مشورة حماه يثرون
وعندما أعطاه الله الوصايا أعطاه جزء خاص بالله وجزء خاص بالحياة اليومية وأيضًا عندما بدأ يحصي الشعب وفي عمل خيمة الاجتماع
– في العهد الجديد تظهر مشاهد النظام في خدمة السيد المسيح حيث انه في بداية خدمته اختار ١٢ تلميذًا ثم ٧٠ رسولًا وأرسلهم اثنين اثنين لكي يحمي كل واحد من ذاته
وعندما رسم خطة الكرازة رسمها على ٤ مراحل (أورشليم- اليهودية- السامرة- أقصي المسكونة)
كل شيء بترتيب ونظام
– صورة أخرى عندما اجتمع الجموع وأراد إطعامهم طلب تقسيمهم فرق فرق
وعندما تدرس الإنجيل ادرسه بنظام وابحث عن مشاهد النظام والكنيسة عندما تكونت بقدر عالٍ من النظام وصارت كلمة طقس أي نظام أي منهج حياة والكنيسة امتلأت بالطقوس والنظام لهذا يقصد بولس “أنذروا الذين بلا منهج”
وتوجد ثلاث مجالات للنظام:
١- مجال الأسرة
لكل أب وأم أنت مسؤول عن التربية ويجب أن تكون التربية منظمة ويجب أن تنتبه لكل شيء
٢- مجال الكنيسة
وبها مجالات كثيرة للنظام مثل مجال العقيدة والطقس ومن يكسر قانون في الكنيسة يحتاج لتوبة
٣- في مجال المجتمع
مسؤولية المجتمع في إنذار أي شخص يكسر القوانين من أجل سلامة المجتمع
الخلاصة :
إن النظام هو جمال الحياة وفيه سلامة الحياة وفيه الالتزام وهذا مسؤولية علي كل إنسان مسؤول وهي وصايا تجمع شكل الحياة في المجتمع المسيحي. ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلي الأبد آمين.