افتتح قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم مدرسة “سان أرساني” التابعة لكنائس وسط القاهرة.
كان في استقبال قداسة البابا لدى وصوله نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس ولفيف من الاباء الاساقفة والكهنة والاراخنة واولياء الامور
وقد حضر محافظ القاهرة السيد اللواء عاطف عبد الحميد
هذا وقد أناب الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي وكيل أول وزارة التربية والتعليم لحضور الافتتاح.
كما حضر العديد من مسئولي وزارة التربية والتعليم ومحافظة القاهرة.
يرجع تاريخ إنشاء هذه المدرسة إلى عام 1903 حين أنشأتها بطريركية الأقباط الأرثوذكس المدرسة بغرض تعليم المرتلين المكفوفين حرفًا صناعية تعاونهم على تكاليف الحياة. ثم تم تحويلها بقرار من المجلس الملي العام عام 1950 إلى مدرسة خاصة واعتبرتها وزارة المعارف مدرسة صناعية اعدادية.
وفي 26 يونيو 1953 تم تحويلها إلى ورشة صناعية إنتاجية تتبع المجلس الملي العام وأخطرت الوزارة بذلك.
ومنذ عام 1967 وحتى عام 1999 ظلت المدرسة تحت تصرف وزارة التربية والتعليم.
وفي 9 أغسطس 2000 تم استلام المدرسة وأصبحت تحت تصرف الكنيسة مرة أخرى.
بدأت إجراءات ترخيص إعادة تشغيل المدرسة في 13 أغسطس 2013.
تبلغ المساحة الإجمالية للمدرسة 5753 متر مربع. ويوجد بها مبنيان أحدهما للطلبة به 12 فصل والآخر مبنى إداري.
هذا وسيتم تشغيل المدرسة جزئيا للعام الدراسي 2017 /2018 بكفاءة 10 فصول، تستوعب 220 طالب فى مراحل الحضانة والصفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي.
والمدرسة بها ملاعب مجهزة للطلبة.
بينما يوجد بكل فصل Smart board & projector يستخدم كل طالب Tablet خاص به فى الفصل والبيت.
كما سيتم تدريب الطلاب إلى جانب مقررات وزارة التربية والتعليم على مناهج إضافية في مجالات اللغات والتنمية البشرية والاتيكيت وتنمية المهارات الذهنية والحركية للطالب.
سعيد اني اشترك في هذا الافتتاح بحضور الاباء والمسؤولين وسيادة المحافظ ووكيل وزارة التربية والتعليم وكل ممثلي هذه الدائرة واقدم الشكر للأنبا رافائيل لتعبه في احياء هذا التراث وحضورنا يمثل 3 علامات:
1- افتتاح مدرسة يعني اغلاق سجن اي فتح نافذة رجاء ونحتاج لنوافذ رجاء كثيرة
2-الكنيسة تشارك مجتمعها بجهود بقدر ما تستطيع كإنشاء مدارس ومستشفيات وهذه المدارس بتاريخها كانت من ضمن مساهمات الكنيسة في المشاركة في مسئوليات الدولة وحدمة المجتمع وهذا هو الدور المجتمعي الذي تقوم به الكنيسة
3-لقد تعلمنا من الكتب ان مصادر الثروة في فصول الدراسة في كل مدرسة وعندما تكون علي مستوي عالي …واذا كانت هكذا فنحن نطمئن علي هذا الوطن… و الكنيسة تشترك بحسب امكانياتها المحدودة …وعندما يجد الطفل العناية الكافية نضمن ان يكون المستقبل مشرق فالشعوب تنموا باهتمامها بأطفالها.
اتمني لهذه المدرسة ان تكون رائده تخدم هذه المنطقة .
اهنئكم بهذا الافتتاح والي مزيد من هذه المشروعات التنموية ويعطينا الهنا ان نخدمه بالروح والحق. لإلهنا كل مجد وكرامة من الان والي الابد امين.
كلمة محافظ القاهرة اللواء عاطف عبد الحميد في افتتاح مدرسة سان ارساني
يشرفني المشاركة في اعادة افتتاح مدرسة سان ارساني وقد قلت لقداسة البابا اننا احتفلنا بمرور 150 سنة علي المدرسة الخديوية و مدرسة سان ارسان عمرها 115سنة… يعني مش فرق كبير وزي الحكاية اللي حكاها لنا الانبا رافائيل عن القديس ارسانيوس معلم اولاد الملوك فاحنا فعلا عايزين نطلع اولادنا اولاد ملوك…. والمدرسة في منطقة ذات اهمية كبيرة … وحرصنا علي اعادة افتتاحها و الكنيسة انفقت عليها الكثير لتكون هذا الصرح العظيم و انشاء الله نلتقي في مناسبات اخري وتحيا مصر.
كلمة نيافة الانبا رافائيل في افتتاح مدرسة سان ارساني البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية
وحضور معالي الدكتور عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة ونائبه معالي اللواء محمد أيمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية والشمالية
ومعالي الدكتور رضا حجازي وكيل الوزارة لقطاع التعاليم العام مندوبًا عن معالي الوزير الأستاذ الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم
وكذلك حضور كوكبة من أعظم رجال مصر في مجال التعليم والإدارة المحلية ورجال الأمن ونواب مجلس البرلمان ورجال الدين
مع ترحيبنا بحضور أول دفعات من أطفال مدرسة سان أرساني مع أباءهم وأمهاتهم
نرحب بالجميع ونرفع قلوبنا بالشكر لإلهنا الصالح الذي أتى بنا إلى هذه الساعة المباركة
هذه المنطقة من أرض مصر الغالية تستعيد اليوم مجدها، فقد كان لها تاريخ منير حيث أوقفها أحد المواطنين الأقباط لتكون كنيسة وإلى جوارها مدرسة. وذلك في أواخر القرن التاسع عشر، وبالتحديد في سنة ١٩٠٣م قام طيب الذكر البابا المتنيح كيرلس الخامس بتكريس الكنيسة باسم الشهيدة دميانة وتأسيس ثلاث مدارس في هذه المنطقة.
المدرسة التي نحن فيها كان اسمها مدرسة الأقباط الصناعية الكبرى وكان إلى جوارها من ناحية العرب مدرسة صغيرة باسم مدرسة الأقباط الابتدائية، وقد أنشأ البابا كيرلس الخامس فصول للحضانة، وفي الحقيقة هذه كانت سابقة تاريخية أن تنشأ الكنيسة مدرسة صناعية، فتعتبر هذه أول مدرسة صناعية في مصر، كما تنشأ أيضًا أول حضانة كان قد أنشأها البابا كيرلس الخامس، وجدير بالذكر أن سبقه البابا كيرلس الرابع بإنشاء أول مدرسة للبنات في مصر في منطقة حارة السقايين، ولكنها غير مستخدمة كمدرسة الأن حيث أضيفت للكنيسة. إن فكرة البابا كيرلس الخامس في إنشاءه لمدرسة الصنايع كان لتعليم المرتلين المكفوفين حرفًا صناعية كي تعينهم على حاجة الحياة، وبعدها تطورت المدرسة مد إلى مدرسة إعدادية ثم ثانوية صناعية، وبعد أن استرد الكنيسة الأرض بدأنا التفكير في إعادة تشغيلها كمدرسة خاصة للغات لخدمة أبناء المنطقة والمناطق المجاورة وكمساهمة بسيطة من الكنيسة في خدمة المجتمع، وذلك بتوفير أماكن لتعليم الطلبة بدون تمييز لكل المواطنين.
نحن نؤمن أن بناء مدرسة يعني غلق سجن، فبناء مدرسة معناه بناء إنسان صالح لمجتمعه ولأسرته ولذاته أيضًا، والرؤية الخاصة بنا في هذه المدرسة أننا قد اخترنا اسم أحد القديسين الأقباط وهو القديس أرسانيوس ليكون اسم لهذه المدرسة، هذا الاسم في حد ذاته له رؤية تربوية خاصة لأن القديس أرسانيوس لقبه الكنسي هو معلم أولاد الملوك، وهو فعلا كان معلم لأولاد الملك في روما، ثم ترهب في أحد الأديرة في مصر وهو دير البراموس. اختيارنا لهذا الاسم يعتبر رسالة، أولاً رسالة لكل طفل أن يتتلمذ في خذه المدرسة، وأن يسلك سلوكًا ملوكيًا. وأيضًا رسالة لكل مدرس أو إداري في هذه المدرسة أن يتعامل مع أبناءه الطلبة كأبناء للملك السماوي، فيبذلون معهم كل جهد بكل جودة وبكل احترام.
لذا جاء تجهيز المدرسة عى أعلى مستوى على قدر المستطاع، غير راغبين في شيء سوى أن يكون الطالب الذي يتتلمذ هنا يكون فخورًا ومعتزًا بمدرسته ومنتميًا إليها كوسيلة تربوية تعلمه الانتماء إلى الوطن الغالي مصر.
وقد رعيّ في اختيار أثاث المدرسة أن يكون مريحًا وبسيطًا يتعلم الطفل منه قيمة الجمال والنظام والنظافة، وتم اختيار هيئة التدريس بعناية فائقة من أناس متخصصين في مجالاتهم، بحيث يقوموا برسالتهم التعليمية على أكمل وجه.
نحن بالطبع ملتزمون بمناهج وزارة التربية والتعليم في كل المراحل، مع إضافة بعض المناهج الخاصة باللغات والتنمية البشرية في مجالات الذهن والحركة والإبداع والإتيكيت، وكذلك القيم الروحية والمجتمعية الراقية. تم تزويد حجرات الدراسة بوسائل حديثة كي تسهل العملية التعليمية بجودة عالية عالمية، كما سيكون مع كل طالب تابليت يسهل له الحصول على المعلومات بطريقة مسلية تفاعلية محببة للطفل، فسوف ينهي الطفل واجباته في المدرسة، لأن الطفل يجب أن يتمتع بطفولته وعمره وحياته، حتى لا يشعر أن المدرسة سجن أو أن التعليم معاناة. كما يوجد بالمدرسة ملعب مجهز بأحدث الإمكانيات، وأيضًا يوجد تحت الإنشاء مباني أخرى لمرحلتي إعدادي وثانوي. هناك أيضًا بعض الحجرات الخاصة بالموسيقى والرسم والمكتبة وبعض الفنون مع الألعاب الهادفة.
سيكون هناك تواصل عن طريق موقع إلكتروني خاص بالمدرسة، ونظام متطور للتعليم learn management system، وستكون متابعة إدارة المدرسة والعملية التعليمية من خلال كاميرات داخل كل فصل حيث يكون المسئول supervisor مراقبًا لكل ما يحدث داخل الفصول. وفي نفس الوقت يوجد متابعة مع البيت من خلال تقارير يومية يكتبها المدرس لكل طفل. سيكون شعارنا في المدرسة “معلمين كل إنسان بكل حكمة لكي نحضر كل إنسان كاملاً”
إن حضوركم اليوم يا قداسة البابا ومعالي الوزير المحافظ والسيد اللواء نائبه ومعالي الأستاذ الدكتور وكيل وزارة التربية والتعليم هو وسام على صدر المدرسة، وهو أيضًا حافز قوي لكل العاملين بالمدرسة ولكل الآباء والأمهات أن نتعاون جميعنا لتقديم أعلى خدمة تعليمية لأبنائنا الغاليين جدًا على قلوبنا. فحضوركم اليوم يمثل مسئولية كبيرة أن تكون تستمر مدرستنا بقوة الله العليّ، وأن تستمر مدرستنا عالية المستوى ودائمة التجديد، وهذا عهد منا ومن جميع العاملين بالمدرسة من إداريين وهيئة تدريس.
ولكم كل الشكر