قام قداسة البابا تواضروس الثاني منذ قليل بصلاة القداس الالهي في كاتدرائية العذراء مريم ومارمينا في سيدني
كان قداسة البابا قد قام قبل القداس بافتتاح الستار عن نقل حجارة من اول كنيسة في استراليا والتي كانت باسم العذراء ومارمينا واستخدامها في بناء كاتدرائية العذراء ومارمينا التابعة لايبارشية سيدني
هذا وقد قام اطفال مدرسة العذراء ومارمينا التابعة لايبارشية سيدني باستقبال قداسته بالتراتيم واطلاق الحمام
أنا سعيد أن أكون معكم اليوم فى هذه الكنيسة المقدسة والمباركة، بتاريخها الجليل فهي كنيسة رقيقة في كل تفاصيلها، وأيضًا بالمدرسة الملحقة بجوارها وباتساعها وبكل أولادكم وبناتكم.
إنجيل هذا الصباح أيها الأحباء يتحدث ونحن تقريبًا في نهاية السنة القبطية نعرف أن السنة القبطية 12شهر 30 يوم ثم شهر صغير خمسة أو ستة أيام. ونحن اليوم 26 في شهر مسرى، وهذا يعني أنه متبقي حوالي 10 أيام على نهاية السنة، لأجل ذلك تعلمنا الكنيسة من خلال القراءات المختارة كيف نستعد لنهاية العام.
هنا في إنجيل اليوم يحدثنا عن نقطتين في غاية الأهمية، سأبدأ بالنقطة الثانية فأخر آية في فصل إنجيل اليوم تقول “بصبركم تقتنون أنفسكم”. تقتنون تعني تشتروا أي أن يشتري الواحد منا نفسه بالصبر، فما معنى ذلك؟
الله عندما خلق الإنسان ووضعه في هذه الأرض صار لكل إنسان فكر وعقل ورؤية وحياة ورسالة، وهنا بدأت تتعارض أراء الناس وتختلف من جيل إلى جيل، بل وممكن في المجتمع الواحد، وفي الأسرة الواحدة تختلف هذه الأراء وهذه الأفكار. فعندما أجد شخص مختلف عني أو أنا مختلف عنه يحدث سيناريو من اثنين إما أتشاجر معه وهذا ما يسموه بشريعة الغابة، أو يبقى هناك نظامًا واحتمالاً وصبرًا بيننا. لأجل ذلك نحن كل يوم في الصباح في صلاة باكر نقرأ جزء من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل أفسس “أسالكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها بكل تواضع محتملين بعضكم بعضا مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل”، فنحن هنا لم نبدأ أي عملاً ولم نخرج من منازلنا بعد، فتقول كلمات صلاة باكر لنا محتملين بعضكم بعضًا، محتملين؟! ولكن كيف أحتمل الآخر ؟ فمن خلال الصبر يستطيع الإنسان أن يحقق فوائد وفضائل كثيرة في حياته، وهذا ما جعل ربنا يسوع المسيح يقول لنا “بصبركم تقتنون أنفسكم”.
أما بخصوص كلمة اشتري نفسك إن نفسك هذه غالية فمن أجلها جاء المسيح على الصليب، فلا تحاول أن تخسر نفسك.
كان إنجيل اليوم يقدم لنا هذه الرسالة المهمة حيث يقول لكل إنسان فينا:
لا تخسر نفسك، لا تفقد نفسك. فنفسك أمانة أعطاها الله لك وطلب منك أن تحافظ عليها. فالأمانة التي أعطاها لنا الله هي نفوسنا، فهل تعتني بنفسك جيدًا؟ أم نفسك رخيصة عليك ومن الممكن أن تضيع بخطيتك؟ أم من الممكن أن تتشوه بأفعالك؟ فاحذر.. “بصبركم تقتنون أنفسكم” فهذه الآية التي نقرأها في نهاية السنة.
فالسنة طويلة ثم يأتي فى نهاية السنة ويلفت انتباهنا أن طول السنة هذا يجب أن يعلمك الصبر.
نقرأ عن شاول الذى كان يضطهد كنيسة الله بإفراط ثم ماذا بعد ذلك يارب؟ هل سوف تتركه؟ قال انتظروا وتعلموا مني الصبر، فهذا كان يهدد المسيحيين طوال الوقت في أورشليم وفي البلاد التي حولها، فهل يارب ستفعل شيئًا ؟ فالناس يخافون منه وتخاف من سيرته ومن اسمه، فيقول اصبروا اصبروا .. هل سيوجد ما تفعله يارب؟ قال نعم، سأقوم بفعل عجيب، فإن هذا الذي كان يضطهد كنيسة الله بإفراط يصير تلميذًا لي ويصير سفيرًا ورسولًا يحمل اسمي لكل العالم.
يا للعجب فقد غيرته تمامًا يارب كأنه شخص آخر .. قال فهذا هو الصبر. وهذا يذكرني بالأم التي كان لديها ابن انحرف وشرد بعيدًا، وظلت تصلي له، فهي لا تملك غير الصلاة، وعندما ندخل في قلبها ونسألها يا مونيكا ماذا بداخل قلبك؟ فتقول لا يوجد غير الصلاة في قلبي وعلى لساني .. وأن أنتظر بصبر، لكن هذا الصبر بإيمان ورجاء أن الله سوف يتدخل في الأمر، فعندما يتدخل ربنا في أي موضوع تتغير المعادلة تمامًا.