عقد قداسة البابا تواضروس الثاني اجتماع الأربعاء اليوم بكنيسة التجلي بمركز لوجوس البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
حضر الاجتماع كهنة شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية الذين يعقدون مؤتمرهم حاليًا بالمركز ذاته.
ايام كتبت في صفحات بيضاء…..قداسة البابا يهنئ المصريين بأعياد أكتوبر
وجه قداسة البابا تواضروس الثاني التهنئة للشعب المصرى بالذكرى الـ 44 لنصر أكتوبر التي تحتفل بها مصر حاليًا.
جاء ذلك في مستهل كلمته باجتماع قداسته الأسبوعي والذي عقده مساء اليوم بكنيسة التجلي بمركز لوجوس البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
وقال قداسة البابا: “من 44 سنة تلك اللحظات كانت قوية جدًا في التاريخ المصري أيام كتبت فى صفحات بيضاء بتسجل عزم المصريين وقدرتهم على العمل وقدرتهم على الإنجاز وأيضًا قدرتهم على الانتصار وطبعا الكبار فينا بيتذكروا تلك الأيام بالحق ونتذكر الشهداء والبطولة القوية للقوات المسلحة وللوطن ولما بنقول روح أكتوبر بيبقى تعبير صح عن روح الإنجاز والانتصار وكل سنة ومصر طيبة وكل المصريين بخير”
اجتماع الأربعاء الأسبوعي بكنيسة التجلي
3 علامات و 5 خبرات للكهنة في اجتماع الأربعاء
رحب قداسته بوجود الآباء كهنة شمال شرق امريكا الذين يعقدون مؤتمرهم بمركز لوجوس البابوي حاليًا.
ورحب قداسته أيضًا بحضور نيافة الأنبا ديفيد ونيافة الأنبا كاراس وبعض أسر الآباء الكهنة.
وبمناسبة وجود الكهنة، جعل قداسته موضوع عظة الاجتماع عن “دور الأب الكاهن الخادم في الحياة الكنسية والحياة المسيحية”
وأشار قداسته إلى أن الأب الكاهن، الخادم يجب أن توضع خدمته الروحية تحت ثلاث علامات هامة وهي:
1 . من هو الكاهن فى الكنيسة القبطية ؟!
فالكاهن هو رسالة المسيح، هو شخص تم دعوته بعد صلوات وخدمات وتذكية. فهو رسالة مكتوبة للمسيح ، ورسامة الكاهن لم تتم صدفة ولكنها بدعوة مكتوبه من قلب الأب الأسقف وتتم بالقصد والتعيين من شخص المسيح.
وتابع قداسة البابا: “وهذه الدعوة بمثابة وزنة سلمت إليك من يد المسيح فأنت رسالة مكتوبة بالمسيح وأنت معين لهذا القصد.
2. أنت رسالة مغروسة في الكنيسة، بدأت نبتة صغيرة في الكنيسة تبدأ بمدارس أحد وصفوف الشمامسة والخدمات المتنوعة بداخل الكنيسة.
فلذلك الكاهن يكون ناجحًا عندما يكون له غرس قوي من داخل الكنيسة والغرس هو الجذور والعمق.
فأنت كنيسة بشكلك وكيانك. بل نأخذ من شكل الكاهن وهو يصلى ونبنى على غراره الكنيسة. فنبنى منارتين والقبة الوسطى وهى تمثل الكيان الصلوي.
وكلمة قس معناها مصلي ودائمًا نتذكر الآية الواردة بالمزمور الأول “فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ. ” (ع 3) هكذا يرسم كيان الكاهن.
وذكر قداسته مثال لأبوة الحب المتمثل فى المتنيح أبونا بيشوي كامل وأبونا ميخائيل ابراهيم دائمًا ما كان الناس يقرأون فيهم أبوة الحب.
وأبوة الحب لا ترتبط بتعليم معين أو دراسة أو مفاهيم أو إدارة.
ولكنها تسبق كل هذا. وهو ما يريد أن يقرأه الشعب فى الأب الكاهن.
العالم اليوم جائع جدًا لهذا الطعام “أبوة الحب” ومتى تتوفر هذه الصفة تجد الكنيسة كلها في سلام بدون صراعات أو خلافات.
هذه النقاط الثلاث ، رسالة مكتوبة بالمسيح تعني الدعوة. ورسالة مغروسة في المسيح تعني العمق ورسالة مقروءة من الناس تعنى أبوة الحب.
وننتقل إلى الخبرات اللازمة لنجاح خدمة الأب الكاهن في الكنيسة القبطية ،
والكاهن يحتاج 5 خبرات:
1. خبرة “الشبع الروحي”:
في الصلاة وعملها بكل أشكاله ، فوقفة الصلاة والتسبيح وقفة شبع.
وحينما تشبع ستشبع الآخرين معك، والكنيسة أولًا وأخيرًا هي مؤسسة روحية قبل أن تكون اجتماعية. والآية في سفر الأمثال: “اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ” (أم 27 : 7).
وخبرة الشبع تتزايد مع الكاهن يوم بعد يوم.
2. خبرة “الفكر المنفتح”:
فيوجد كاهن فكره متزمت أو حرفي وتربى بثقافة معينة…….فيجب عليك أن يكون فكرك متجدد ومنفتح.
اعلموا أيها الأحباء أن الإنجيل وقراءاتك المستمرة هى أول ما يجدد فكرك.
مثال: فتاة شابة دخلت مكتبة وطلبت أحدث كتاب، فأعطاها البائع الكتاب المقدس. وهذا يعنى أن الإنجيل فيه كل ما هو جديد.
3.خبرة “القلب المتسع”:
مثل ما أطلق عليها الآباء فضيلة إتساع القلب بالحب للكل. والشيء الوحيد الذى يوسع قلب الإنسان هي محبة المسيح.
ومن علامات القلب المتسع للآخرين هو القلب الذى يستطيع أن يسامح. وليس فقط بل أسامح وأنسى ماحدث.
ودائمًا نصلي في الصلاة الربانية “وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا” (مت 6 : 11).
4.خبرة “الروح المتضع”:
حتى لاتنمو الذات بعناوين مزيفة ومتعبة للجميع فالروح المتضعة الوديعة.
فكان هناك اجتماع يحضره بعض من الشخصيات الهامة والخلاف احتد فوقف شيخ من الحاضرين فقال: “واحد منكم من الدقيق وواحد منكم من الماء وأنتوا الاتنين مثل الفطيرة “. وكان يعني أن الإتضاع يبني ولكن الأنا والخلاف يهدمان.
وده السبب إن آخر درس قدمه لنا السيد المسيح هو درس الإتضاع “غسيل الارجل”.
5. خبرة “التعب المفرح”:
وبلا شك أن خدمة الأب الكاهن خدمة متعبة ويحمل أتعاب الآخرين، جسدية أو نفسية. والكاهن فى كنيسته يتحمل كثير من التعب.
لذلك أيها الحبيب الأب الكاهن أنت إنسان ناقل للفرح وتتعب بفرح وتنقله للجميع بفرح.
وختم قداسة العظه بهذه الخبرات اللازمة للجميع قائلًا: “أنا أعلم أن خدمتكم متعبة، خاصة فى المهجر والدول المتباعدة. ولكن معظم خبراتكم ناجحة ومفرحة، والمسيح يبارك أتعابكم وفكرة طيبة أن نجتمع هنا في مصر. وأتمنى تكرارها باستمرار.