عظة قداسة البابا تواضروس الثاني بقداس سيامة 29 كاهن جديداً بدير الانبا بيشوى بوادي النطرون .
+ باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين.
“نشكر الله الذى أتى بنا الى هذه الساعة المقدسة في هذا اليوم المفرح نقدم الى الله عدد من الشمامسة الذين سيصبحون كهنة ليخدموا مذابح الله في أماكن كثيرة.
وخدمة الكاهن في الكنيسة القبطية الارثوذكسية خدمة فعالة ومؤثرة للغاية، فالكاهن في طقس كنيستنا عندما يسام ويقام يصير راعياً وخادماً لكل الراعية التي يؤتمن عليها.
واختيار الكاهن ليس نهاية المطاف بل انه بداية فالكاهن كان شماسا وكان خادما وكان معروفا ومشهوداً له من الجميع وعملية إعداد انساناً ليصير كاهناً منذ أن كان طفل صغير في مدارس الأحد إلى أن نال بداية التعليم المسيحي في بيته وأسرته بعد معموديته، إنه طريق طويل يمر بخطوات كثيرة حتى يكون لائقاً الى هذه الخدمة المملؤة بركة .
خدمة الكاهن أيها الأحباء يمكن ان نضعها في أربعة نقاط أساسية
اولاً: الكهنوت أمانه
ثانياً: الكهنوت نقاوة
ثالثاً: الكهنوت سلامة
رابعاً: الكهنوت اتضاع.
اولاً: الكهنوت أمانه : بلا شك الكاهن يستودع أسرار الله ويستودع أسرار الكنيسة والأمانة هي العنصر الأساسي والرئيسي في حياتنا، وجميعنا يعرف قيمة هذه الكلمة لإن عكسها كلمة لا نقبلها ولا يقبلها انسان بل هي كلمة تجرح الاذن عكس كلمة أمانة
ولذلك الوصية تقول في السفر الأخير في الكتاب المقدس ” كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. “
وكلمة كن تعنى استمرارية هذه الأمانة مش يوم وبس او اللي يترسم كاهن وبعدها ميبقاش أمين بل هو أمين في كل كلمة، في كل تعليم في كل زيارة في كل قداس في كل ارشاد، تلازمه الامانة، و إنجيل العشية بالأمس كان إنجيل الوزنات
فيقول الكتاب المقدس ” كنت أميناً على القليل اقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك، فالله يبارك في القليل الذي كنت أميناً عليه حتى لو كان كلمة واحدة فتفتح فمك ويعطيك روحاً ونطقاً وكلاما.
أنت أميناً على شخص من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنت أمين على خدمة الرعية بكل أوجه الخدمات أنت أمين في كل أوجه العلاقات والمعاملات مع كل أحد.
ثانياً: الكهنوت نقاوة : فالكاهن عندما يتقدم لتقديس الذبيحة وفى القداس هو يعلن امام الله ويعترف انه غير مستحق ولا مستوجب فلا يصح أن نخدم الله بأيد غير نقية لا يصح أن نخدم الله بأفواه غير نقية لا يصح أن نخدم الله بعقول بها أفكار رديئة لا يصح فالكهنوت نقاوة .
وكلمة نقاوة في كنيستنا تعنى حياة التوبة المستمرة حياة التوبة الدائمة أنت أيها الكاهن والمتقدم للكهنوت يجب أن تنقى سريرتك دائما ويجب ان تنقى قلبك دائما ولا تجعل قلبك يحوي خطايا وأفكار رديه لذلك الاهتمام بمقابلة أب اعترافك باستمرار انت تحتاج الى هذا، فليس معنى أنك ترتدى ملابس الكهنوت وأنك تصير كاهناً وتقيم الاسرار وتعقد الاجتماعات وتخدم الناس لا يعنى ذلك أنك تحتاج الى التوبة بل إنني اتجاسر كأول المحتاجين الى التوبة.
ولذلك عندما يسيم الكاهن يقضى أربعين يوم، وينزل الخدمة ولا نسمح له بأخذ الاعترافات قبل سنة ممكن يبدأ بعد 6 شهور مع اعترافات الصغار لكن بعد سنة بيبدأ لكن قليلاً لأن عمل الاعترافات تحتاج إلى أن يكون هو أيضاَ نقياً ومعترفاً دائما وتائبا ويعيش هذه الحياة حياة النقاوة دائماً.
ثالثاً الكهنوت سلامة : وسلامة تعنى أنك صانع سلام ، فالكاهن يقام لكى ما يصير انساناً صانع سلام في مجتمعه وفي خدمته مع الكهنة اخواته مع الاب الاسقف الذي يخدم تحت رعايته ، أن يكون صانعاً سلاماً في وسط الأسرة في أسرته ومع زوجته ومع أولاده أن يكون صانعا سلام مع نفسه وان يكون صانع سلام مع ذوى الاحتياجات ومع اخوة المسيح الفقراء كل وجه من وجوه الفقر ان يكون صانعاً سلاماَ ان يكون بشوشا مبتسما والا يكون غضوباً مصطدماً مع أحد وأن يكون الكاهن سهل جدا عليه ان يعتذر ويقدم من قلبه اعتذاراً عما يكون بدر منه ، الكهنوت مسؤولية.
ولذلك يا أخواتي عندما نقيم كاهنا يحضر أباء أساقفة يمثلون الكنيسة وآباء كهنة وشمامسة والهيكل مفتوح والمذبح مفتوح ونقيمه بعد مشوار طويل كما ذكرت وبعد ان يتعهد أمام الله ،والحكاية مش سهلة ولا الحكاية هي مجرد تغير شكل او اسم او لبس الكهنوت والشخص الكاهن الذى تقدمة الكنيسة تفترض فيه النقاوة الكاملة سوف يقف امام الله يوما وسوف يقدم حسابا عن وكالته هيقف قدام ربنا وصحيح بنرسمة كاهن وشغلته هي الصلاة وده اهتمامه ومفيش حاجة تشغله تانى لكن اذا لم يكن مصلياً من قلبه وله قانونه الخاص في صلواته سيكون شخصا مؤدياً للصلاة ومن يقبل هذا لا السماء تقبل ولا الأرض تقبل.
ولذلك يا أبنائي الأحباء واولادنا المتقدمون الى نوال هذا السر العظيم يحتاج الى ان تكون صانع سلام كاملا ونسمع احياناً عن خلاف بين الكهنة في كنيسة او خدمة او ايبارشية هذه يا أخواتي خطايا تحرمك من الملكوت وباطل الأباطيل الكل باطل ولا تكون لخدمتك أي نتيجة او أي ثمر وبينى وبينك كدة بتضحك على نفسك لذلك الكهنوت يحتاج الى كل تدقيق تمام ويحتاج الانسان ان يكون واعيا زي ما نقول كده في التعبير العام الشعبي المصري “عينة في وسط رأسه “واخد باله من رعيته ومن نفسه وأسرته ومن الخدام والشمامسة واخد باله من كل القطيع الرعية الرجال والنساء الصغار والكبار من الجميع واخد باله من كل أحد.
رابعاً الكهنوت اتضاع : انها لحظات رهيبة ان يقف الانسان أمام المذبح ويقدم الأسرار المقدسة فعلى يديك تصير هذه الاسرار التي تمارسها كنيستنا وده من خلال الاب الكاهن ودى لحظات في كل سر من الأسرار وحينما يستدعى الروح القدس الذى يقدس الأسرار ويقدس الطقوس التي تتم وانت بتكون كاهن في كنيسة او مع اثنين او تلاته من الإباء ويمكن البلد بتاعتك تكون فيها كنيسة واحدة ويمكن تروح بلد مفيهاش كنيسة علشان تخدم هناك وعلشان تخدم اعداد صغيرة وترعاهم كيف ما يكون حقل الخدمة بتاعتك.
كل هذا يحتاج الى اتضاعك فالاتضاع هو السبيل إلى الملكوت ولا سبيل آخر مهما كنت عالماً في اللاهوت او العقيدة او الكتاب او الاجتماعات او الخدمة والافتقاد فاتضاعك هو الذي يقودك إلى الملكوت والى نصيبك السماوي وما أجمل أيقونة الكاهن المتضع الذى منه نأخذ الشريعة والذى نحتكم الى مشورته الروحية ما اشهى وما اجمل ان يكون الكاهن في هذه الصورة المتضعة كسيده ربنا يسوع المسيح ، الكاهن إتضاع وهذا الاتضاع لا يظهر ابداً إلا من خلال كلامك وافعالك وطريقك واسلوبك وافتقادك وردودك على الأسئلة ومناقشاتك حتى في خلواتك والمؤتمرات اللي بتعملوها للشبان كيف يظهر هذا الاتضاع.
اتضاعك هو الذي يحملك ويقدمك إلى المسيح والكهنوت سلامة ولك ادخل الى فرح سيدك.
هذا هو الكهنوت ياخواتى الأحباء والأبناء الذين نقدمهم لكي ما يصيروا كهنة يحتاجوا أن يتعلموا هذا الكهنوت امانه ونقاوة وسلامة اتضاع بكل ماتحملة هذه الكلمات الأربعة من معاني ومن شمول ولذلك من نقدمهم في هذا اليوم وبعد اختبارات وجلسات وتزكيات كثيرة وطبعاً كان في ناس كثيرة متقدمة وبعض ترشيحات عندما نختار انسان يصير كاهن نختاره بمخافة الله ولا نحابى الوجوه ابداً ونحن في اختيار الكاهن يقف امامنا شيئا “صلاحية الانسان واحتياج المكان “، صلاحية الانسان لهذه الخدمة واحتياج مكان الى الرعاية فيه هذا.
وفى هذا الصباح الباكر سنقدم 29 شماساً ليصيروا كهنة بعضهم كهنة كنائس في القاهرة وفى الأقصر وفى المحلة الكبرى وفى
كندا، وبعض الكهنة سيرسمون كهنة عمومين لكي ما يخدموا تحت أيدي الاب الاسقف على حسب احتياجات الخدمة،
وأيضا هناك كاهنه سيرسمون لخدمة الكرازة خارج مصر وهناك كهنة يرسمون لخدمة الإرشاد الروحي وعندنا نوعيات كهنة كنائس داخل مصر وكهنة كرازة خارج مصر وكهنة عموميين لتدابير الخدمة في أماكنهم وكهنة لخدمة الإرشاد الروحي و كهنة للخدمة في كندا في احتياج من الكنائس هناك، ونحن نصلى من اجل ان يقبل الرب نفوسهم ونصلى ان يقبل تكريسهم الكامل لهذه الخدمة المقدسة.
والسنة دي اول مرة نعمل حاجة مهمة جديدة أحب اقولها ويأخذوا بالهم منها الإباء الذين يصيروا آباء كهنة.
الكاهن بيقضى40 يوم في الدير اللي بيختارة لكن احنا نقتطع من الأربعين يوم ثلاثة أيام ونعقد للكهنة الجدد كورس خاص ومنهج خاص تحت عنوان “التدبير الكنسي والتنمية ” وده من خلاله نستضيف الكهنة الجدد هنا في المقر البابوي بدير الانبا بيشوى والكورس هيقدموه مجموعه من المتخصصين على مدار ثلاثة أيام 8 و9و10 مارس خميس وجمعه وسبت
ونحن نقيم مثل هذا الكورسات المتخصصة لكى ما يصير الكاهن اكثر تأهيلاً للخدمة المتسعة والمطلوبة منه صلواتكم جميعاً من اجل هؤلاء ومن اجل خدمتهم ومن أجل بذلهم وتضحياتهم ، ومن أجل حضور الآباء الأساقفة في هذا اليوم واحنا موجودين بدير الأنبا بيشوى العامر بوادي النطرون واحنا موجودين مع الانبا صرابامون رئيس الدير ونستلهم منهم البرية المزهرة بمواقع القديسين والدير اللي احنا فيها عاش فيها أجيال وأجيال من القديسين من القرن الثالث الميلادي لذلك سلوكياتنا في الدير تحتاج إلى كل وقار وفى نفس الوقت تحتاج الى هدوء وصلوات ونصلى ان الله يعطيهم نعمة ويسندهم فالكاهن لا ينجح في خدمته إلا بصلوات من يرعاهم والصلوات هي التي تساعده وتسنده وتفرح قلب ربنا
يباركنا مسيحنا بكل بركة روحية لإلهنا كل المجد والكرامة من الآن والى الابد امين.