وصل قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم إلى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وزار فور وصوله الكنيسة القديمة التي شهدت حدث التجلي عام ١٩٦٨، وتحتفل كنيسة السيدة العذراء بالزيتون بذكرى مرور خمسين سنة على تجلي العذراء والدة الإله بالكنيسة ذاتها، منذ أول أمس الخميس وستستمر حتى صباح غدٍ الأحد.
قدم قداسة البابا الشكر لأعضاء اللجنة المنظمة لاحتفالية اليوبيل الذهبي لتجلي السيدة العذراء بكنيستها بالزيتون وخص نيافة الأنبا يوأنس أسقف أسيوط بشكر خاص، كما أشاد قداسته بالكتاب الذي اصدرته الكنيسة بهذه المناسبة والذي صدر باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية،
جاء ذلك في مستهل كلمته بحفل اليوبيل.
وقال قداسته:
أنا بشكر نيافة الأنبا يؤانس على اهتمامه بالحفل مع اللجنة الموقرة لأعداد هذا الحفل الكبير. وبدأوا من ٣ سنين الإعداد لهذا الحفل.
وأشار: من شهادات الآباء وكلماتهم وصلوات ومشاركة الآباء الأساقفة شيء مفرح للغاية. ويسجل في التاريخ كشهادة للأجيال بعد ٥٠ سنة من ظهور أمنا العذراء وكم العمل المبارك اللي قدمته لنا.
وأضاف: وبشكر الكورال على ألحانهم وترانيمهم الجميلة بشكرهم جميعًا وربنا يعوض تعبكم.
وبشكركم على” اللوجو ” الشعار المخصص للحفل شعار جميل جدًا.
وشكر خاص لمن قام على عمل الكتاب التذكاري تجلى أمنا العذراء ٥٠ سنة، كتاب أكثر من رائع يليق بهذه المناسبة .
الأحد.
روى قداسة البابا تواضروس قصة شخصية مرتبطة بفترة تجلي العذراء
وقال قداسته:
أنا في غاية السعادة وهذا هو شعور كل الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والأراخنة وكل الشعب والخدام والخادمات والشمامسة وكل الشعب والأطفال أيضًا، أن يأتي هذا الوقت ونحتفل بمرور ٥٠ عام على ظهور أم النور العذراء في هذه الكنيسة المباركة.
وأضاف: هذه أيام مفرحه يا أخوتي الأحباء هذه نعم كثيرة وجزيلة يمنحها لنا.
وأشار: في هذا العام ٢٠١٨ تجمعت عدة تذكارات مقدسة وأعطانا الله في هذه الساعه المقدسة أن نحتفل بتجلي أمنا العذراء في الزيتون بكل شهود العيان اللى شافوا وعاشوا هذه الأيام المجيدة.
ونحتفل أيضًا بعودة رفات القديس مار مرقس بعد استشهاده ١١٥٠ سنة.
وبنفرح أيضًا بمرو مئة عام على انشاء مدارس الأحد النظام التعليمى في كنيستنا هذه الاحتفالات وعلى رأسها تجلى أمنا العذراء.
وروى: وعايز أحكي لكم حكاية شخصية حصلت مع أسرتي من باب الشهادة لظهور أمنا العذراء في سنة ١٩٦٨ كنت في ثانوية عامة وكانت والدتى صديقة لشقيقة المتنيح القديس البابا كيرلس، كان اسمها أبلة شفيقة، كانت مدرسة وكانو أصحاب جدًا. وكانت والدتى خايفة عليا وكان نفسها أدخل صيدلة وكانت قلقانه وأبلة شفيقة قالتلها تعالى نشوف ظهور العذراء في مصر ونشوف البابا كيرلس وبالفعل راحوا وسهروا أمام الكنيسة ورأوا الظهور وبعدين راحوا للبابا كيرلس ووالدتى قالت له “يا سيدنا ابنى في ثانوية عامة وصليله وبالفعل طمنها ورجعت مطمئنة”. وظلت مشاهدة ظهور والدة العذراء مريم وكلام البابا كيرلس لها كانوا سبب فرح شديد جدًا أزال من قلبها القلق. وأنا شفت في عيون والدتي وهى بتحكي برؤيتها للظهور وكان ذلك دافع اننا نعدى من ثانوية عامة وأدخل كلية الصيدلة والأمور كلها تكون تمر بسلام .
كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في احتفالية اليوبيل الذهبي لتجلي السيدة العذراء بكنيستها بالزيتون.
والدة الإله “مشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية”
وهي أيضًا ينبوع السلام الداخلي
إخرستوس أنستى .. أليسوس أنستى
المسيح قام بالحقيقة قام
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين.
“أمنا العذراء مليئة بالفضائل وهي رمز للنموذج الإنساني الرفيع المتمتع بالسلام الداخلي
وهقرأ لكم آية (نش 6: 10)” مَنْ هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟” هذه الكلمات تصف العروس كنيسة المسيح وتصف أيضًا بصورة خاصة النعم الكثيرة في أمنا العذراء.
وكل من رأى هذه الظهورات شعر بهذا السلام الداخلي. العالم يضطرب ولكن أمنا تحيا في سلام كامل علشان كدة الأربع مقاطع هي:
المشرقة مثل الصباح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية.
هذه الصفات ممكن أن نشاهدها في حياة أمنا العذراء.
المشهد الأول : المشرقة مثل الصباح (البشارة)
مشهد البشارة وكلنا عارفين كل الحادثة وتظهر لنا أمنا العذراء بسلامها الداخلي، لماذا ؟ لأنها تعيش بإيمان وأكتفاء بالله.
إذا كنت عايز تشعر بالسلام الداخلى عيش إيمانك واكتفى بالله، أمنا العذراء في حوارها مع الملاك، تسأل أسئلة عن استحياء وفى الآخر تقول له «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ».
إن تركت إيمانك لن تشعر بالسلام أبدًا لكن وهى صبية وأتت لها البشارة لكنها لم تضطرب واتكلمت مع الملاك بدون خوف بل بسلام تام.
أيها الحبيب إن أردت أن تعيش في هذا السلام الداخلى عيش بإيمانك وباكتفاءك بالله.
احنا في القرن الواحد والعشرين والأمور المادية شاغلة الناس كلها لكن الايمان يعطى سلام واطمئنان.
المشهد الثانى: جميلة كالقمر (عرس قانا الجليل)
“جميلة كالقمر ” في عرس قانا الجليل أمنا العذراء كانت في العرس جميلة كالقمر بل كانت القمر بذاته ليس العريس أو العروسة ولذلك لم يذكر الكتاب اسمائهم وقالت لابنها المسيح ثلاثة كلمات” ليس لهم خمر ” أي ليس لهم فرح أو مشروب الضيافة، وكانت تقصد ليس لديهم فرح وكانت تقصد بصورة نبوية ليس لهم خلاص والمسيح قال ” لم تأت ساعتى يا أمراة بعد “ولكنها اعطتنا مثال جميل في الطاعة وقال “مهما قال لكم فأفعلوا “وتصير أكثر عظة مسجلة في الكتاب المقدس أمنا العذراء في هذا المشهد حصلت على السلام الداخلي بحبها للناس ورغبتها في فرحهم. سلامك من إيمانك ومن خدمتك بحب للآخرين.
المشهد الثالث: طاهرة كالشمس (الصلب)
كانت الشمس مظلمة أثناء صلب المسيح ولكن كانت الشمس حاضره في شخص أمنا العذراء مريم حيث سلمها المسيح ليوحنا “هوذا ابنك” وكانت أمنا في وقت الصليب بتقول العبارة اللي بنصليها “أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا ابني”
كانت أمنا العذراء في مشهد الصليب أم وكان مشهد للبشرية كلها وسمعنا أنينها ولكنها لم تضطرب بل تتمتع بسلام داخلى “تعظم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصي”.
إذا كان قلبك قاسيًا لن تشعر بالسلام أبدًا. أمنا العذراء كان قلبها رحيمًا و قلبها الرحيم قال “وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك” سلامك يأتي من قلب مملوء بالرحمة.
المشهد الأخير: مرهبة كجيش بألوية (المسيح في الهيكل )
عندما كان السيد المسيح طفلًا صغيرًا وكان في الهيكل وتبحث عنه أمنا العذراء وبتدور عليه وسط الشيوخ والهيكل ومن كتر الكلام قال “وكانت أمه تحفظ كل هذه الأمور في قلبها” اللي بيتكلم كثير لا يشعر السلام الداخلي وسلامها أتى من حفظ جميع الأمور في قلبها وحديثها بسيط ورقيق، مش كل شيء يتقال وكانت تحفظ كل شيء بالصلاة وكانت تعيش به.
إن أردتم أن تتمتعوا بظهور العذراء في قلبكم فاقتنوا هذه النعمة وهذه الفضيلة وأطلبوها، فضيلة السلام الداخلي وبمجرد ما بنشوف صورتها ينتابنا السلام ويعيش بداخلنا.
من هي “المشرقة مثل الصباح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية” ؟ كل هذا وهى تعيش بكل السلام الداخلى بأيمانها وروح الرمة التي تسكنها وروح الرحمة التي حفظتها في قلبها.
ظهور العذراء حادثة تاريخية وشفنا كثيرين عاصروا وتكلموا وشهدوا لظهور والدة الإله ولكن أيضًا يجب أن يشعر جميعنا بهذه الشفيعة مريم أمنا المؤتمنة فخر جنسنا ونتعلم منها فضيلة السلام الداخلي.
واطلب كل يوم وقول يارب أعطنى فضيلة السلام الداخلي لكى أكون مستحق أن أدعى ابن لهذه القديسة العظيمة امنا العذراء مريم.
المسيح يبارك هذه الكنيسة ويبارك كل آبائها وأراخنتها، ويبارك العمل الكبير ويبارك تعب اللجنة. وكل من قام على هذا الحفل ويعطينا على الدوام أن نطوبها ونطلب شفاعتها لألهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد أمين “
وكان قداسة البابا تواضروس الثاني قد تفقد الكنيسة ثم افتتح معرض صور التجلي ووقع على نسخة الكتاب، قبل أن يتوجه إلى الكاتدرائية الجديدة في الجهة المقابلة حيث صلى صلاة العشية بمشاركة أكثر من ٤٠ من أعضاء المجمع المقدس.
بينما أقيم صباح اليوم ٤ قداسات شارك فيها، ٥ من أحبار الكنيسة.